آخر الأخبارأخبار دولية

“مهسا أميني تحولت إلى رمز للثورة في إيران كماريان الفرنسية”


نشرت في: 18/10/2022 – 12:08

قالت نغزية، وهي شابة إيرانية تعيش منذ أربع سنوات في المنفى بباريس بعدما فرت من بلادها بسبب مخاوف من توقيفها، لأنها كانت تعمل عارضة أزياء للملابس النسائية الداخلية: “إن المظاهرات في إيران لن تتوقف حتى النصر”. فيما عبرت عن خشيتها من أن ” يتوقف كل شيء ويتم سجن الفنانين والمثقفين في حال لم تدعم الدول الغربية الثورة الإيرانية الجديدة التي تقودها النساء”.

بالرغم من أنها تعيش في باريس بعيدة عن عائلتها ووالدها، إلا أن الشابة الإيرانية نغزية التي كانت تعمل كعارضة أزياء في العاصمة طهران قبل أن تفر من هذا البلد، تتابع لحظة بلحظة ما يحدث في وطنها عبر تطبيق “واتساب”. كما تعمل أيضا على تحسيس الجمعيات الفرنسية والفرنسيين حول ما يجري في بلادها وإزاء “قمع” النظام الإيراني كما تصفه. هي تدرك صعوبة العودة إلى مسقط رأسها بعدما هربت منه لأنها كانت تعمل كعارضة أزياء للملابس النسائية الداخلية.

وفي حوار مع فرانس24، تقول نغزية إن الإيرانيات عازمات على فرض التغيير والعيش بحرية مثل باقي نساء العالم.

 

مر أكثر من شهر على بدء الاحتجاجات في إيران. ما هو شعورك إزاء التعبئة النسوية؟

أشعر بالفخر تجاه هذا الجيل الجديد من النساء الإيرانيات ومن الإيرانيين أيضا. لكن في نفس الوقت الحزن ينتابني لأن الأساليب التي تستخدمها الحكومة الإيرانية لقمع المتظاهرين أصبحت أكثر عنفا وقساوة. فعلى سبيل المثال الجمعة الماضي استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع داخل مدرسة ابتدائية لأن البنات كن يرددن أغاني داعمة للحرية. الفتيات كن يبكين ويصرخن من شدة القمع بالرغم من صغر سنهن.

لقد دشنوا عنفهم بقتل شابة عمرها 22 عاما (مهسا أميني) ثم أخرى لا يزيد عمرها عن 16 عاما. والآن هم يهاجمون بنات أقل سنا من ذلك. يأتون على متن دراجات نارية ويطلقون الرصاص الحي على الناس. فعلى سبيل المثال رجال الأمن أطلقوا الرصاص على سيارة وقتلوا رضيعا ذا سبعة أشهر كان متواجدا بداخلها.

ماذا تنتظرين من الدول الغربية بشكل عام ومن فرنسا على وجه الخصوص؟

أنتظر كل أنواع المساعدة. أين هي الولايات المتحدة اليوم؟ أين هي فرنسا التي استقبلت الإمام الخميني على أراضيها قبل أن يعود إلى إيران كملك وبدعم منها. الرئيس ماكرون يساند المتظاهرين الإيرانيين والنساء بالكلمات. نحن نريد الأفعال.

في رأيي، من بين القرارات الصائبة التي يمكن أن تتخذها فرنسا، طرد موظفي السفارة الإيرانية والقنصليات التابعة لهذا البلد المتواجدة على أراضيها. كما يجب أيضا أن تطرد جميع عائلات الدبلوماسيين وأولادهم الذين يدرسون في الجامعات والمدارس الفرنسية. عليهم أن يعودوا إلى إيران ليرون بعيونهم معاناة الشعب الإيراني الحقيقية. لماذا هناك شروط عديدة مفروضة على الإيرانيات في الداخل كارتداء الحجاب وعدم العيش بحرية ووفق معتقداتهم في حين تتمتع بنات مسؤولي النظام المتواجدات في الخارج بكامل الحرية دون ارتداء الحجاب.

ماهو مستقبل الاحتجاجات في إيران؟

في إيران، كنا دائما ننظم احتجاجات ومظاهرات. لكن بجموع صغيرة. النظام يقابلنا بالسلاح والعنف فكنا نشعر بالخوف والهلع ونعود إلى منازلنا. لكن اليوم الجيل الجديد أصبح يعي بأن التعبئة الجماعية لجميع الإيرانيين والإيرانيات هو الحل الوحيد لتغيير حياتهم نحو الأفضل. 

للمزيد، نغزية: عارضة أزياء في إيران ومتشردة بباريس

الشعب الإيراني أصبح يشعر بأنه عائلة واحدة وموحدة. عندما يرى متظاهرون مثلا الشرطة تضرب شخصا ما خلال المسيرات الاحتجاجية، يتدخلون من أجل مساعدته. معلومات كثيرة تصلني من إيران تشير إلى وجود عدد كبير من رجال الشرطة الذين يتركون مهامهم ويلتحقون بالشعب الإيراني. نفس الشيء في صفوف الرياضيين وبعض كبار المسؤولين في أجهزة الدولة الذين عبروا عن تضامنهم مع المحتجين. لكن في نفس الوقت تجب الإشارة إلى أن عنف وقمع الدولة يزدادان يوما بعد يوم. الحكومة شرعت في تسليح حتى الأولاد الصغار. وعندما تسأل لماذا تقوم بذلك، فتجيب بالقول هم (الأولاد الصغار) تعودوا على استخدام الأسلحة في ألعاب الفيديو أما اليوم فسيستخدمونها في الواقع.

ما هي الأخبار التي تأتيك من إيران وكيف هو الوضع حاليا؟

لقد تواصلت مع بعض الأصدقاء في طهران وقالوا لي إنهم يعيشون جحيما كبيرا. ليس في العاصمة فقط بل في مدن أخرى، على غرار مدينة سنداج في شمال البلاد. سكانها يعيشون نوعا من الحرب. قوات الأمن تنفذ أبشع العمليات ضدهم لأنهم يتظاهرون بشكل يومي. مستشفى المدينة ينقصه الدم لمعالجة الجرحى. فيما قامت السلطات المحلية بقطع الإنترنت.

وحول مستقبل بلدي، أعتقد أن الوضع سيتغير كليا. لقد تعبنا من هذا النظام. بالنسبة إلينا مهسا أميني تحولت إلى رمز للثورة في إيران كماريان الفرنسية. هي رمز للثورة الإيرانية الجديدة. نريد انتخابات حرة ونزيهة ونرفض الخلط بين السياسة والدين.

في إيران، الشبان يتظاهرون من أجل مستقبل أحسن. يريدون العيش أحسن وسيواصلون التعبئة إلى النصر، لكنهم يحتاجون إلى السند من قبل الدول الغربية. فإن لم يكن هناك دعم كبير وحقيقي، فالنظام الإيراني سيقوم بقتل الكثير من المتظاهرين دون مبالاة وكل شيء سيتوقف. المدارس ستغلق أبوايها والمثقفون والفنانون سيجدون أنفسهم في السجون فيما ستتحول إيران إلى أفغانستان أخرى. من باريس أنا أقول لهم لا تخافوا الشمس ستسطع. 

طاهر هاني


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى