آخر الأخبارأخبار دولية

“برخان” و”تاكوبا” و”سابر”… أبرز العمليات العسكرية الفرنسية والأوروبية بمنطقة الساحل


نشرت في: 16/02/2022 – 20:10

لم تثن دعوة المجلس العسكري الحاكم في مالي إلى الانسحاب العسكري الفرنسي من أراضي البلاد، باريس عن سعيها لاستكمال عملياتها بدعم من حلفائها الآخرين في منطقة الساحل (النيجر وبوركينا فاسو وتشاد) ضمن مهمات “برخان” و”تاكوبا” و”سابر” العسكرية.

بعد تسع سنوات من الحرب المكثفة على الجهاديين في منطقة الساحل، من المرتقب أن تعلن فرنسا الخميس نهاية مهمة “برخان” العسكرية من مالي. وهي واحدة من أهم العمليات الخارجية للجيش الفرنسي، وتضم ما لا يقل عن 4800 عسكري نجحت باريس في حشدهم بدعم حلفائها الأوروبيين.

وحسب معلومات فرانس24، من المقرر أن يكشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس عن خطة لإعادة تنظيم مهمة “برخان”، إذ أشارت عدة مصادر أن نصف عديد القوات الفرنسية المنتشرة في مالي سيغادر قريبا.

ويأتي القرار تحت ضغط من المجلس العسكري الحاكم في باماكو في ظل تنامي مشاعر العداء تجاه فرنسا بالمنطقة. وما طرد السفير الفرنسي في باماكو في 31 يناير/كانون الثاني سوى دليل على ذلك، ما يدفع باريس إلى تكييف انتشارها العسكري بالمنطقة.

وضمن هذا الإطار، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الإثنين في تصريح: “إذا لم تعد الشروط مستوفاة، ويبدو بوضوح أن هذا هو الوضع، وحتى يكون بمقدورنا التدخل في مالي، فسوف نستمر في محاربة الإرهاب إلى جانب دول المنطقة التي تطالب بذلك”.

للوقوف على حصيلة تسع سنوات من الالتزام العسكري الفرنسي ومقتل 53 جنديا من قواتها في الساحل، تقيم فرانس24 الموقف الفرنسي والأوروبي في المنطقة.

مهمة برخان في مالي

تدخلت فرنسا عسكريا في مالي بدءا من 11 يناير/كانون الثاني 2013 استجابة لطلب من الحكومة المالية آنذاك للتصدي لزحف رتل من الجهاديين ومتمردي الطوارق على باماكو وكبرى مدن البلاد. وفي العام الموالي، دشنت فرنسا رسميا عملية “برخان” التي كان من المقرر لها أن تصبح أطول عملياتها الخارجية منذ نهاية حرب الجزائر في عام 1962، بمشاركة نحو 5500 جندي تم نشرهم في مالي والنيجر وتشاد، ضمن شراكة مع دول منطقة الساحل والصحراء الخمس (موريتانيا، مالي، بوركينا فاسو، النيجر وتشاد)، أعضاء مجموعة الساحل الخمس.

ووفقا للبيانات التي نشرتها وزارة الجيوش الفرنسية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإن مهمة برخان تمتلك ثلاث قواعد عسكرية في شمال مالي. تقع القاعدة الأساسية في غاو وهي مزودة بمروحيات هجومية، ووحدات يطلق عليها اختصارا “جي تي دي” أو “مجموعات معارك الصحراء”، إلى جانب ذلك تتواجد عربات مدرعة ثقيلة ومعدات لوجستية للنقل.


وفي قاعدة غاو، يتمركز عديد القوات العسكرية الفرنسية الأساسي في مالي، مدعمين بعناصر من مجموعة “تاكوبا” وهي عبارة عن قوات أوروبية مكونة من 800 عسكري أرسلتهم كل من بلجيكا وجمهورية التشيك والدانمارك وإستونيا وفرنسا وإيطاليا والمجر وهولندا والبرتغال والسويد، لكن نصف تلك القوات هي وحدات فرنسية. هذا وقد تعززت القاعدة العسكرية في منتصف تموز/يوليو 2018 بثلاث مروحيات بريطانية ثقيلة للنقل من طراز شينوك سي آش-47.

ويمتلك الجيش الفرنسي أيضا قاعدتين أماميتين للعمليات تتواجدان في المناطق الصحراوية الممتدة شمال مالي. ففي مدينة ميناكا، يتواجد مقر قيادة مجموعة “تاكوبا” الفرنسية-التشيكية وهو عملاتي منذ آذار/مارس 2021، إلى جانب قوة الرد السريع المحمولة على المروحيات والتابعة للسويد. كما يمتلك الجيش الفرنسي وحدة تكتيكية تنتشر في مدينة غوسي. وأخيرا، تتوفر مدينة آنسونغو على وحدة عسكرية خفيفة للاستطلاع والتدخل تابعة لمجموعة “تاكوبا”.

نحو إعادة انتشار “برخان” في النيجر وتشاد؟

وكانت القوات الفرنسية قد انسحبت من مدن كيدال وتساليت وتمبكتو في أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول 2021، فاسحة المجال لمدربين من الجيش الروسي ومرتزقة من مجموعة “فاغنر” المثيرة للجدل، انتشروا بالقاعدة العسكرية في تمبكتو.

وللجيش الفرنسي قاعدتان عسكريتان دائمتان في الساحل، تتمركز الأولى في عاصمة النيجر نيامي، وتضم القاعدة الجوية الأساسية لمهمة “برخان” مدعمة بست طائرات بدون طيار من طراز “ريبر” وسبع طائرات حربية من طراز ميراج، إلى جانب وحدة مقاتلة تكمل الوحدة العسكرية الفرنسية بالقاعدة التي تقع قرب المنطقة المعروفة بالحدود الثلاثة (مالي، بوركينا فاسو، النيجر).

وكانت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي قد زارت نيامي في مطلع فبراير/شباط للتحاور مع الرئيس النيجيري محمد بازوم. النيجر -الحليفة الإقليمية الموثوق بها من فرنسا- يمكن أن تلعب دورا مركزيا في إعادة الانتشار العسكري الذي سيعلن عنه قريبا. وإلى الشرق، في تشاد، نجد مركز قيادة مهمة “برخان”، عبارة عن قاعدة جوية متمركزة في العاصمة نجامينا، وهي مدعمة بما بين 5 و8 طائرات للنقل، تضمن التموين اللوجستي للمهمات الأساسية ضمن نطاق 5 ملايين كلم مربع (عشر مرات مساحة فرنسا).

غرب أفريقيا… وجود عسكري فرنسي راسخ بقوة

جددت فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة رغبتها في مواصلة الكفاح في الساحل وغرب أفريقيا، ضد انتشار الجهاديين في خليج غينيا، والذي سبق أن لوحظ في شمال ساحل العاج وغانا وبنين. وتفسر الهجمات التي نفذت في شمال بنين خلال الأسابيع الأخيرة، والتي أوقعت ما لا يقل عن 9 قتلى بينهم فرنسي، هذا القرار، رغم التوترات مع المجلس العسكري الحاكم في مالي. حتى إن قيادة الأركان الفرنسية أعلنت السبت عن القضاء على 40 جهاديا في بوركينا فاسو متورطين في هجمات بنين.


ولمكافحة الحركات المرتبطة بتنظيمي “القاعدة” و”الدولة الإسلامية”، تعول باريس على حضورها العسكري الصلب والقديم في السواحل الأفريقية الغربية. ففي أبيجان، تضم القاعدة العسكرية الفرنسية في ساحل العاج 900 عسكري وهي تحوي على بنية تحتية استراتيجية “عملانية ولوجستية كبيرة” وتعتبر بمثابة “خزان لقوات الانتشار السريع في حال حدوث أزمة بالمنطقة الفرعية” حسبما أفادت وزارة الجيوش الفرنسية.

أما في الغابون، فنجد مفرزة تضم 350 عسكريا يقيمون في مخيم ديغول قرب مطار ليبرفيل، مكونة من خزان “لقوات متمركزة مسبقا”. وفي السنغال، ينتشر 350 جنديا فرنسيا في أوكام والميناء العسكري بداكار مع توفر مدرج للطائرات.

وفي الساحل، نجد أيضا مركز قيادة “مهمة سابر” قرب واغادوغو، في بوركينا فاسو. ومنذ 2009، تم نشر ما بين 350 إلى 400 جندي من القوات الخاصة، كانت وراء مهمات تصفية أغلب قادة الجهاديين الذين تم القضاء عليهم خلال السنوات الأخيرة.

اقتباس أمين زرواطي عن مقال دافيد غورميزانو بالفرنسية

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى