المؤشرات السياسية للبلدية بعيون غربية

Advertisement
في البداية، ترى العواصم الغربية المهتمة بالواقع اللبناني أن رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون نجح في فرض إيقاع جديد لم يكن يحصل خلال العقود الماضية. فعدا عن أنه أصر على إتمام الاستحقاق في موعده ومن دون البحث عن أعذار أو ذرائع لتأجيله، فهو في الوقت نفسه لم يسخر قدرات الدولة لمصلحة هذا أو ذاك، بل أبقى مؤسسات الدولة على مسافة من الجميع أيا كانت النتائج. كذلك، وعلى رغم من الوقت الضيق والتحديات الصعبة التي واجهها، نجح وزير الداخلية أحمد الحجار في تنظيم الانتخابات بأقل قدر ممكن من المشكلات، على رغم من الحماوة والتجييش. وهو ما يعزز القناعة حول إمكانية إعادة بناء مؤسسات الدولة. أما في الإشارات السياسية، فإن هذه الأوساط لم تلاحظ وجود نتائج مفاجئة أو غير متوقعة على مستوى أحجام القوى السياسية المختلفة، بما فيها أن اللافت كان حجم المشاركة الضعيف في الساحة المسيحية، ما يعزز الانطباع بوجود شرائح أساسية لا تزال في موقع الخصومة مع القوى السياسية الموجودة، أو في أفضل الحالات لا تجد نفسها منسجمة مع الطبقة السياسية الحالية. أما الملاحظة الإضافية، فإن “حزب الله” ما زال يبسط نفوذه على البيئة الشيعية، وقد ساعده في ذلك حملات التجييش غير المدروسة التي تولتها جهات حزبية معارضة له. فهي، ولهدف ربما يتعلق بتحسين موقعها الشعبي داخل شارعها، عمدت إلى توجيه حملات طاولت الطائفة الشيعية أكثر منها “حزب الله”، وهذا ما أدى إلى خلق شعور بالخوف لدى أبناء هذه الطائفة، وأنها مهددة في استمراريتها ووجودها، وهو ما دفعها إلى تجاوز النتائج السيئة للحرب والوضع المالي والإعماري، وبالتالي الالتفاف حول “حزب الله”. وفي رأي هذه الأوساط، إن قيادة “حزب الله” كانت مسرورة ضمنًا “وتضحك في عبّها” لهذه الحملات الغرائزية وغير المدروسة. كذلك بدا وكأن هناك علامات استفهام عدة حول ما أحاط العملية الانتخابية في بيروت، وهو ما سيفتح الباب تلقائيًا أمام نقاش حول وجوب تعديل النظام الانتخابي، والذي سيتطور لطرح مشروع اللامركزية من الباب العريض.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook