آخر الأخبارأخبار محلية

عون في سوريا.. استبدال حليف بآخر؟

بالرغم من تسويق “التيار الوطني الحر” لزيارة الرئيس السابق ميشال عون الى سوريا بإعتبارها للبحث في كيفية اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، الا ان هذا الامر بعيد عن الواقع، اذ ان عون لم يعد لديه اي سلطة او اي تأثير في السلطة في لبنان يمكنه من المساهمة في اعادة النازحين او الدفع بإتجاه هذه العودة.

لم يزر الرئيس السابق ميشال عون سوريا طوال عهده بالرغم من ان الواقع الامني في سوريا تحسن بشكل قياسي بعد العام ٢٠١٧، الا ان عون فضل عدم القيام بهذه الخطوة  في ظل المقاطعة العربية لدمشق وتجنبا لازعاج السعودية التي كانت يومها لا تزال غير مقتنعة بكيفية وصول عون الى قصر بعبدا.

لكن الزيارة اليوم ليست مرتبطة بالواقع الاقليمي، انما بالتطورات الحاصلة على الصعيد الداخلي بشكل اساسي، اذ ان “التيار الوطني الحر” ورئيسه جبران باسيل، الذي غاب عن الزيارة بالرغم من ان غيابه عن جولات الرئيس ميشال عون قليل جدا، يخطوان خطوات جدية بإتجاه اعادة التموضع السياسية والانسحاب من التحالف مع حزب الله.

تقول مصادر مطلعة ان باسيل لديه قناعة بأنه يمكن التخلي عن حزب الله واستبدال العلاقة معه بعلاقة متينة مع النظام في سوريا، على اعتبار ان الدور السوري سيكون كبيرا خلال المرحلة المقبلة خصوصا بعد الانفتاح العربي الكبير الذي حصل في الاسابيع الماضية.

وتشير المصادر الى ان الاعتقاد السائد داخل التيار يقوم على فكرة ان دور حزب الله سيتراجع في لبنان مع تقدم الدور السياسي السوري وهذا سيؤدي، اما لتنازل حزب الله للتيار واعادة التحالف معه بالشروط الذي يريدها، او انشغال الحزب بالقضايا الامنية والعسكرية وابتعاده  عن التفاصيل السياسية التي سيكون “التيار” جزءاً منها مدعوما بالرافعة السورية.

وتعتبر المصادر ان التحالف الوثيق مع سوريا دونه عقبات، العقبة الاولى هي حزب الله نفسه، اذ ان دمشق لا تزال حتى اليوم تقول لزوارها ان الشأن اللبناني من اختصاص الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، اما العقبة الثانية فهي العلاقة غير المستقرة بين دمشق وباسيل والتي لم يستطع رئيس التيار تصحيحها بالشكل اللازم.

اما العقبة الثالثة فهي ان عون يزور سوريا اليوم بعد انتهاء الحرب وبعد عودة العلاقات العربية معها وبعد انتهاء ولايته، في حين ان سوريا كانت تحتاج للانفتاح اللبناني الرسمي يوم كانت محاصرة سياسيا، وهذا قد يؤثر على حجم التجاوب السوري مع العونيين، اقله في المرحلة الحالية التي تشهد استحقاقات دستورية بالغة الاهمية منها انتخاب رئيس جديد للجمهورية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى