حزب الله بين التكيف والانتظار

على خطٍ موازٍ، لا يمكن تجاهل المؤشرات الآتية من سوريا، حيث بدأت تبرز إشارات إلى انفتاح أو تواصل غير مباشر بين النظام السوري وإسرائيل، ولو تحت مظلة تفاهمات أمنية أو ميدانية محدودة. هذا التطور لا يُقرأ في “حزب الله” على أنه قطيعة بالضرورة، لكنه بلا شك يعكس مسارًا متبدّلًا في مقاربة دمشق للصراع الإقليمي، وهو ما يعمّق، بحسب بعض المصادر، الهوّة بين الحزب والنظام، في ظل وجود خصومة سياسية تاريخية معه.
في السياق الإقليمي، تعود المفاوضات الاميركية – الإيرانية لتتصدر الواجهة، مدفوعة بحاجة الطرفين إلى تهدئة شاملة. وإذا ما كُتب لهذه المفاوضات أن تتقدّم، فإن الحزب سيكون أحد أبرز المستفيدين من مناخ الاستقرار الناتج عنها، خصوصًا أنه بات يدرك أن أي مواجهة واسعة ليست في مصلحته في الوقت الراهن. ووفق مصادر مطلعة، فإن الحزب يُظهر استعدادًا واضحًا للتعايش مع المرحلة، بل ينظر إليها كفرصة لترتيب أوراقه الداخلية، السياسية والتنظيمية والمالية.
هذا المناخ الهادئ نسبيًا، والذي قد يفرضه التفاهم الإيراني – الاميركي، لا يبدو أن الحزب سيعارضه، بل على العكس، قد يراه مناسبًا لإعادة التموضع داخل الساحة اللبنانية، لا سيما إذا ترافقت التهدئة مع انشغال إسرائيل بتحدياتها الداخلية، سواء السياسية أو الأمنية. أما في ما يخص العلاقة مع سوريا، فسيبقي الحزب تعاطيه في حدود الضرورة، باعتبارها دولة شقيقة، وإن تباعدت الخيارات في الملف الفلسطيني.
خلاصة المشهد تفيد بأن حزب الله يدخل في مرحلة من التهدئة المدروسة، ستتيح له استعادة التوازن داخليًا، والبقاء على تماس مع الملفات الإقليمية من دون التورط فيها. مرحلة السلم المقبلة ليست مرحلة انسحاب، بل هي، بالنسبة إليه، فرصة لإعادة الانتشار السياسي تمهيدًا لجولة جديدة في المشهد اللبناني المعقّد.
المصدر:
لبنان24
مصدر الخبر
للمزيد Facebook