آخر الأخبارأخبار دولية

الصحراء الغربية… المنطقة الأفريقية الوحيدة التي ما زال وضعها بعد الاستعمار بدون حل


نشرت في: 20/03/2022 – 13:59

تعتبر الصحراء الغربية المنطقة الوحيدة في القارة الأفريقية التي ما زال وضعها بعد الاستعمار من دون حل. ويسيطر المغرب على ثمانين بالمئة من المنطقة ويعرض منحها حكما ذاتيا واسعا تحت سيادته، بينما تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر بإجراء استفتاء حول تقرير المصير.


كانت الصحراء الغربية مستعمرة إسبانية، وتعتبرها الأمم المتحدة “إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي” في غياب تسوية نهائية. ويسيطر المغرب على ثمانين بالمئة من المنطقة ويعرض منحها حكما ذاتيا واسعا تحت سيادته، بينما يطالب انفصاليو جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) المدعومون من الجزائر بإجراء استفتاء حول تقرير المصير.

وهي المنطقة الوحيدة في القارة الأفريقية التي ما زال وضعها بعد الاستعمار من دون حل.

“جدار دفاعي” على طول 2700 كيلومتر

تمتد الصحراء الغربية على مساحة 266 ألف كيلومتر مربعة على ساحل المحيط الأطلسي بين المغرب وموريتانيا والجزائر.

ويخترق المنطقة “جدار دفاعي”، كما تسميه السلطات المغربية، من الشمال نحو الجنوب على طول 2700 كيلومتر. ويقطن المنطقة، الغنية بالفسفاط، أكثر من نصف مليون شخص، بينما تعد مياهها غنية بالسمك. إلى ذلك، تقدر مصادر عدد اللاجئين المقيمين في مخيمات قرب مدينة تندوف بالجزائر بما بين 100 ألف إلى 200 ألف شخص.

وتعتبر جبهة البوليساريو التي يتولى أمانتها العامة حاليا إبراهيم غالي استغلال الثروات الطبيعية للمنطقة من طرف المغرب هو عملية “نهب”.

وتعد العيون والداخلة والسمارة أهم مدن المنطقة، وتقع جميعها في المنطقة التي يخضعها المغرب لإدارته.

“المسيرة الخضراء”

أقرت محكمة العدل الدولية في لاهاي وجود روابط بين الصحراء الغربية أثناء خضوعها للاستعمار والمغرب وموريتانيا، لكنها اعتبرت هذه الروابط غير وثيقة لتقضي في 16 تشرين الأول/أكتوبر 1975 بمنح سكان المنطقة حق تقرير المصير.

في 6 تشرين الثاني/نوفمبر من السنة نفسها، لبى 350 ألف مغربي نداء الملك الراحل الحسن الثاني للتوجه في “مسيرة خضراء” تخترق حدود هذه المنطقة لتأكيد “انتمائها” للمملكة.

وفي السنة التالية في 1976، أعلنت جبهة البوليساريو مدعومة خصوصا من الجزائر وكوبا وجنوب أفريقيا قيام “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية”.

اتفاق لوقف إطلاق النار في 1991

في 1979 سيطر المغرب على الغالبية العظمى لأراضي الصحراء الغربية بعد انسحاب موريتانيا من الجزء الذي كان يخضع لها جنوب المنطقة، وشيد عدة “جدران” دفاعية لصد هجمات البوليساريو.

وبعد حرب استمرت 16 عاما دخل اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 1991 مع تحديد منطقة عازلة تراقبها قوات القبعات الزرق الأممية.

وفي غياب حل نهائي، تدرج الأمم المتحدة الصحراء الغربية على لائحة “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي”.

الخلاف الأساسي بين المغرب والجزائر

تراقب بعثة الأمم المتحدة (مينورسو) احترام اتفاق وقف إطلاق النار من خلال دوريات برية وجوية، وتضم البعثة ومقرها في مدينة العيون نحو 240 موظفا.

وبعد استقالة المبعوث الأممي هورست كولر في أيار/مايو 2019 لأسباب صحية، انتظرت الأمم المتحدة حتى تشرين الأول/أكتوبر 2021 لتعيين ستافان دي ميستورا خلفا له بعد رفض طرفي النزاع نحو عشرة مرشحين للمنصب.

ويمثل ملف الصحراء الغربية الخلاف الأساسي بين المغرب والجزائر، وما تزال الحدود البرية بين البلدين مغلقة منذ 1994.  وقطعت الجزائر نهاية شهر آب/أغسطس 2021 العلاقات الدبلوماسية مع المغرب متهمة إياه بارتكاب “أعمال عدائية” ضدها، وهو قرار اعتبرته الرباط “غير مبرر”.

مدريد تغير موقفها لفائدة المغرب

وأقدمت إسبانيا التي تعتمد بشكل كبير على إمدادات الغاز الطبيعي الجزائري، الجمعة على تغيير جذري في موقفها من القضية بإعلانها دعم مقترح المغرب بشأن خطة الحكم الذاتي للصحراء الغربية، منهية بذلك الخلاف الدبلوماسي.

وفتح حوالي 16 بلدا، الغالبية العظمى منها أفريقية، تمثيليات دبلوماسية منذ نهاية 2019 في العيون والداخلة. في كانون الأول/ديسمبر 2020، اعترفت الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الصحراء الغربية مقابل تطبيع المغرب علاقاته مع إسرائيل.

فرانس 24 /أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى