سجن بسبب قصيدة شعرية وحكم تركيا مدة 20 عاما… أردوغان رئيس في ثوب “سلطان”
خلال العقدين اللذين قضاهما في السلطة، احتفظ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بصورة الزعيم القوي الذي لا يقهر، لكن عدم حسمه الانتخابات الرئاسية من الدورة الأولى زرع الشك في صفوف أنصاره وعزز مخاوفهم من تحول المشهد السياسي لصالح خصمه كمال كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة التي تجرى الأحد 28 مايو/أيار. سجن أردوغان عام 1999 بسبب قصيدة شعرية، وصعد نجمه بعد بدايات متواضعة ليحكم بلاده لنحو عقدين أعاد خلالهما رسم سياستها الداخلية والاقتصادية والأمنية والخارجية، يشبهه أنصاره بـ “السلطان” حامي أمجاد تركيا وتاريخها، وأصبح منافسا للزعيم الأشهر مصطفى كمال أتاتورك الذي أسس تركيا الحديثة قبل قرن من الزمان.
نشرت في: 27/05/2023 – 14:23
واجه الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، وهو نجل قبطان بحري، رياحا سياسية معاكسة قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية ببلاده، غذتها أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد وتداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في فبراير/ شباط، لكنه استطاع رغم ذلك الصمود، وإحياء أمل العودة إلى السلطة من جديد في الدور الثاني.
أسرة متدينة مناهضة للعلمانية
يتحدر أردوغان من بيئة متدينة مناهضة للعلمانية كما يحرص على تصدير أصوله الاجتماعية المتواصلة، بدأ تسلق سلم المناصب السياسية سنة 1994 عقب انتخابه رئيسا لبلدية إسطنبول قبل أن يتولى بعدها بتسع سنوات منصب رئاسة الوزراء الذي احتفظ به طوال 11 عام وانتهج خلاله سياسية اقتصادية نيو ليبرالية مكنت الاقتصاد التركي من تحقيق نسب نمو جيدة
بعد تعديل دستور عام 2011 بات أردوغان أول رئيس تركي ينتخب بالاقتراع العام. تعرض لمحاول انقلاب فاشلة في يونيو/حزيران 2026 فرض على إثرها حالة الطوارئ كما نفذ حملة اعتقالات واسعة لمعارضيه. وفي العام الموالي أقر ممارسة سياسية جديد مكنته من الحكم عبر إصدار المراسيم، رغم الانتقادات التي وجهت إليه على خلفية كارثة الزلزال في شباط/فبراير وتوقع تأثير ذلك سلبيا على شعبيته، حقق تقدما ملحوظا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالمناطق المنكوبة، أمام خصمه كمال كليتشدار أوغلو.
من السجن إلى رئاسة تركيا
نشأ أردوغان في حي فقير بإسطنبول والتحق بمدرسة مهنية إسلامية، واشتغل بالعمل السياسي كزعيم للشباب في حزب محلي وشغل منصب رئيس بلدية إسطنبول في 1994.
وقضى فترة في السجن في عام 1999 بسبب قصيدة ألقاها عام 1997 شبّه فيها المساجد بالثكنات والمآذن بالخنادق والمؤمنين بالجيش.
وبعد أن شغل منصب رئيس حزب العدالة والتنمية، وتقلده رئاسة وزراء البلاد سنة 2003، نجحت حكومته في ترويض الجيش التركي الذي أطاح بأربع حكومات منذ عام 1960، وفي عام 2005 بدأ محادثات لتحقيق طموح استمر عقودا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وهي خطوة تعطلت لاحقا بشكل كبير.
ونظر الحلفاء الغربيون في البداية إلى تركيا بقيادة أردوغان على أنها مزيج حيوي من الإسلام والديمقراطية يمكن أن يكون نموذجا لدول الشرق الأوسط التي تكابد للتخلص من الاستبداد والركود.
لكن مساعيه لفرض سيطرة أكبر سببت حالة استقطاب في البلاد وأثارت قلق الشركاء الدوليين. واعتبر المؤيدون المتحمسون ذلك مجرد مكافأة لزعيم أعاد التعاليم الإسلامية إلى صميم الحياة العامة في تركيا ودافع عن الطبقات العاملة المتدينة.
غير أن المعارضين اعتبروا ذلك إمعانا في الاستبداد.
ما بعد الانقلاب
بعد محاولة الانقلاب في 2016، شنت السلطات حملة على نطاق واسع، إذ احتجزت أكثر من 77 ألفا في انتظار المحاكمة وفصلت أو أوقفت عن العمل 150 ألف موظف حكومي. وتقول منظمات حقوقية إن تركيا صارت أكبر دولة تسجن الصحافيين في العالم لبعض الوقت.
وقالت حكومة أردوغان إن الحملة كانت نتيجة تهديدات من أنصار الانقلاب وكذلك تنظيم “الدولة الإسلامية” وحزب العمال الكردستاني.
على الصعيد الداخلي، يقف مجمع القصر الرئاسي الجديد مترامي الأطراف المقام على مشارف أنقرة كعلامة بارزة على سلطات أردوغان الجديدة، أما على الصعيد الخارجي فإن تركيا تستعرض قدراتها بشكل متزايد إذ تدخلت في سوريا والعراق وليبيا كما بدأت تصدر طائراتها المسيرة المصنعة محليا باعتبارها فخرا للصناعة العسكرية الوطنية.
فرانس24/ رويترز/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook