آخر الأخبارأخبار محلية

رغم الارتباك مَنْ يملك جرأة تأجيل الانتخابات؟

القى قرار الرئيس سعد الحريري حملا ثقيلا على اكتاف واقع مشرزم و مأزوم. لا ينفع العلاج بفائض قوة حزب الله و لا بنظريات الزعامة المتجذرة و الحكم القوي ، وبات لزاما على الجميع الواقعية بالتعاطي مع حدة الازمات التي تعصف بلبنان و تهدد بمصير شعبه.

 

يثير المخاوف حجم الاشتباكات الداخلية  التي اندلعت فور اعلان الحريري قراره النهائي و تعليق العمل السياسي، خصوصا ان خطابه الوجداني أتى  معطوفا زمنيا على دفتر شروط وضعته دول الخليج العربي و تنتظر الرد عليه و كأنه الخيار الاخير قبل الانفضاض عن الشقيق الأصغر  او الوطن الجميل وفق تعابير راجت طويلا عن لبنان.

 

لذلك ، فان استحضار الحرب الأهلية في تغريدة النائب جبران باسيل في سياق التعليق على قرار الحريري  لا يأتي من عدم و متصل إلى حد بعيد بالصراعات الدموية و عمليات التهجير في البلدان المجاورة و التي بقي لبنان بمنأى عنها لزمن، علما بان باسيل نفسه يسعى لتحالفات بهدف تحصيل المقعدين في دائرة بيروت الثانية بفعل إنكفاء الحريري.

 

كذلك الأمر عند الدكتور سمير  جعجع، الذي يسعى إلى امتداد قواتي داخل البيئة السنية بإعتبار كونه رأس حربة مواجهة مشروع حزب الله و الساعي إلى وراثة ادبيات ١٤ آذار  وكونه اللاعب السياسي المتبقي من ذلك الفريق بفعل الانقاسامات و حالات التشرذم التي ادت إلى خسائر متتالية وصلت حد التلاشي في الفعل  والتأثير السياسي.

 

في ظل الاجواء العاصفة مناخيا و سياسيا، لاحظ زوار رئيس مجلس النواب قلقه الشديد، ليس فقط من إنكفاء الحريري الذي كان وقعه حزينا للغاية، بل لناحية  الحاق لبنان بركب البلدان المضطربة أمنيا و سياسيا، خصوصا في ظل التوجس من توسيع رقعة الحرب اليمنية صوب عمق دولة الامارات العربية المتحدة، و هو مؤشر خطير ينبغي رصده بدقة و متابعة تداعياته.

 

رغم ذلك، ينقل زوار عين التينة تأكيدا بأن الانتخابات النيابية حاصلة بمن حضر  بعد إنكفاء المستقبل، رغم أجواء التشكيك التي راجت لبرهة، خصوصا في ظل نية مبيتة لابعاد الكأس المرة في ظل نقمة شعبية يدركها أصحاب الشأن و يحاولون الالتفاف عليها قدر الإمكان في سبيل الإستمرار بالقبض على السلطة رغم ما حل من نكبات.

 

في هذا المجال ، تفيد قراءة سياسية بأن ليس من طرف سياسي قادر على المجاهرة بضرورة الاطاحة بالانتخابات او تأجيلها ، وان ليس من  إجابات سيحملها الرد الرسمي على المبادرة الخليجية سوى تأكيد التزامات لبنان تجاه الخارج والمجتمع الدولي ومن ضمنها إجراء الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وإحالة قضية سلاح حزب الله إلى البعد الإقليمي في ظل العجز اللبناني على طرحه على بساط البحث؟

 

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى