آخر الأخبارأخبار محلية

باسيل يتهيّب الموقف… «أحلى الخيارات مرّ»!

كتب ابراهيم ناصر الدين في” الديار”: يتريث جبران باسيل ولا «يناور» هذه المرة، لان خياراته «احلاها مر»، وهو يواجه نقاشات جدية داخل التيار، وكذلك في كتلته النيابية حول الخيارات المقبلة التي لن يكون التفرد باتخاذها صائبا، لان الكثير من العوامل تؤكد انها قد تؤدي الى ابتعاد عدد من النواب عن التكتل هذه المرة، خصوصا ان بعض «انتينات» هؤلاء بدأت تتلقى ذبذبات خارجية، لا يمكن تجاهلها سياسيا او حتى على مستوى المصالح الخاصة لهؤلاء.ولهذا، لا يبدو القرار سهل ابدا، لان لكل خطوة اثمانا سيضطر «التيار الوطني الحر» الى دفعها عاجلا او آجلا، سواء اختار عدم التصادم اكثر مع حزب الله وأمّن التغطية في الشكل لانتخاب فرنجية عبر تأمين النصاب القانوني للجلسة النيابية، وهنا ثمن النزول عن «الشجرة» سيكون كارثيا على مستوى القاعدة الشعبية، خاصة اذا لم يحصل على الضمانات الاساسية للتعاون مع العهد الجديد. ومن جهة اخرى، لا مكاسب تذكر داخليا وخارجيا اذا اتفق مع «خصوم» حزب الله ضده، فلا ضمانة ان التعطيل سيؤدي الى ايصال مرشح «المعارضة»، وهو يعرف ايضا ان تقاطع المصالح مع هؤلاء لن يمنحه اي امتيازات، بل ستبقى الحرب مفتوحة وربما اكثر شراسة مع افتراض انه بات معزولا.

Advertisement

وبرأي تلك الاوساط،لا تغيب ايضا حسابات التطورات الاقليمية والدولية عن بال باسيل، الذي يرى «بأم العين» ان المحور المؤيد لحزب الله يتقدم بخطوات ثابتة نحو فك عزلته من البوابتين الايرانية والسورية، ولن تتوقف الدول المطبعة مع محور المقاومة عند «خاطر» اي فئة لبنانية، عندما يتعلق الامر بمصالحها الاستراتيجية.
واذا كان باسيل يلوم حزب الله لانه لم يترك له هامشا للمناورة، وحشره بتأييد ترشيح فرنجية دون التوقف عند ملاحظاته، وموقفه الرافض لهذا الخيار، فان مصادر مقربة من الحزب تعتقد انه ورّط نفسه، ولم يورّطه احد، بعدما حشر نفسه في الزاوية عندما اختار على نحو خاطىء اجراء نقاش علني و»فظ» مع السيد حسن نصرالله، قاطعا الطريق على نقاشات كانت في بدايتها، ظنا منه انه «يحرق» ترشيح فرنجية بهذا الاسلوب، الذي زاد من تمسك الحزب بموقفه.
وفي هذا السياق، لا يبدو باسيل مقتنعا برهان «معراب» و»الصيفي» على تدخل اميركي محتمل لنسف اي تسوية – سورية- سعودية- ايرانية – فرنسية، وبرأيه فان التظاهر بأن التحولات لم تحدث ليس الا وهما، والاعتقاد ان الولايات المتحدة لا تزال القوة المهيمنة في المنطقة لا يتمشى مع الواقع. فكيف اذا كان الموضوع محصورا بالملف اللبناني، الذي لا يعني واشنطن الا بنقطتين مركزيتين: امن «اسرائيل»، وامن الغاز في المتوسط. وهذان الملفان بيد حزب الله حصرا، وعندما تضمن واشنطن الهدوء في الجنوب، وفق القواعد المعتادة لانها عاجزة عن تعديلها، وبعدما تم تجاوز ملف الترسيم البحري ووصلت الامور الى ما وصلت اليه من تفاهمات، لن تدخل واشنطن على خط «التخريب» خوفا من اهتزاز هاتين المعادلتين.
يدرك باسيل انه امام «مفترق طرق»، ويخشى دفع الاثمان السياسية على المدى المتوسط والبعيد، لكنه يدرك انه لا يستطيع ان يبقى فوق «التل» طويلا، ينتظر مرور الوقت الذي بات ضاغطا على الجميع.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى