آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – المنتدى السنوي للاعلام في سيدة اللويزة عن فنون الاتصال في عصر الذكاء الاصطناعي رئيس الجامعة: ملتزمون القواعد الأخلاقية في اطار رؤية هدفها تعزيز الانفتاح على المستجدات

وطنية – أقامت كلية العلوم الانسانية – قسم الاعلام في جامعة سيدة اللويزة منتدى الاعلام السنوي بعنوان “فنون الاتصال في عصر الذكاء الاصطناعي: الاعلان، الصحافة والسينما”، في جامعة سيدة اللويزة – ذوق مصبح، قاعة عصام فارس.

حضر المنتدى، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري، بمشاركة نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور ميشال الحايك، نائب رئيس الجامعة للتطوير الدكتور أنطوان فرحات، مدير فرع الشوف الأب وليد موسى، ضيف المنتدى السيد جورج جبور رئيس الـAdvertising Association in Lebanon ، الى جانب الهيئة التعليمية والطالبية. 

بداية، النشيد الوطني، من ثَّم كانت كلمة ترحيب ألقتها عريفة الاحتفال الأستاذة المشاركة في كلية العلوم الإنسانية – قسم الإعلام الدكتورة جيسكا الخوري، التي قالت:” تُعدّ فعالية MSF 25 منصّة أكاديمية رائدة تهدف إلى بناء جسر تواصل بين التعليم الجامعي وسوق العمل. وهي تجربة تطبيقية موجّهة إلى الطلاب، تُسهم في تحويل المعارف النظرية إلى ممارسات واقعية ملموسة. تساهم جامعة سيدة اللويزة في دعم البحث العلمي المتخصص في هذا المجال، من خلال جهود كلياتها وأعضاء هيئتها التعليمية الذين يشاركون بفعالية في أبحاث ودراسات متقدمة تتناول الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوّعة”.

وكانت للأب الخوري كلمة أشار فيها أن” المنتدى يعكس التزام جامعة سيدة اللويزة توفير بيئة تعليمية تفاعلية تُمكّن طلابها من الانخراط الفعّال مع نخبة من الخبراء والاختصاصيين في مجال الإعلام. ويأتي هذا التوجّه انسجامًا مع الرؤية الأكاديمية الرامية إلى تعزيز التعلّم القائم على التجربة والانفتاح على المستجدات المعرفية والتقنية”. 

أضاف:” شكّل هذا الحدث مؤشرًا  لالتزام جامعة سيدة اللويزة القواعد الأخلاقية في ممارسات الذكاء الاصطناعي. منذ اليوم الأول، اتخذت جامعتنا موقفًا حازمًا في دعم إمكانات الذكاء الاصطناعي مع المحافظة على المعايير الأخلاقية. وينعكس هذا الالتزام في مبادرات ملموسة مثل تدريب معلمي المدارس على دمج الذكاء الاصطناعي في منهجيات التدريس، وتوفير إرشادات شاملة للمجتمع حول الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية”. 

ختم:” تتحمل جامعة سيدة اللويزة مسؤولية ريادية في فتح هذا الباب، ليس فقط في مجال الإعلام والاتصالات، بل في التحدي الأكبر: كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في النظام التعليمي. فمن خلال MSF 25، نؤكد التزامنا الراسخ التميز الأكاديمي، وإعداد جيل جديد من محترفي الإعلام بالمهارات والرؤى اللازمة لمواكبة مستقبل الإعلام القائم على الذكاء الاصطناعي”. 

جبور

وكان لضيف المنتدى  جورج جبور كلمة قال فيها:” عند الحديث عن الذكاء الاصطناعي (AI)، قد يبدو للوهلة الأولى وكأننا نتناول موضوعًا ينتمي إلى عالم الخيال العلمي، غير أن الواقع يؤكد أنّ الذكاء الاصطناعي بات حاضرًا بقوّة في تشكيل ملامح العديد من الصناعات، وعلى نحوٍ يفوق ما كان متخيّلًا في العقود الماضية. ومن بين أبرز هذه الصناعات: الإعلام والإعلان، حيث يشهد هذان القطاعان تحوّلًا جوهريًا في بنيتهما وآليات عملهما. ولبنان، كغيره من دول العالم، بدأ يلمس آثار هذا التحوّل، سواء على المستوى المؤسسي أو المهني”.

تابع:” نسعى إلى تقديم قراءة تحليلية لبعض الأوجه التي يحدث من خلالها الذكاء الاصطناعي تحوّلات ملموسة فقد كانت صناعة الإعلام، تقليديًا، قائمة على الجهد البشري من إعداد التقارير والمقالات، إلى التحرير، وصولًا إلى التقديم والبث. وكان الصحافيون والمحررون والمذيعون يشكّلون المنظومة الكاملة لإنتاج المحتوى الإعلامي. غير أنّ هذا النموذج بدأ يتغيّر بصورة تدريجية مع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى المشهد الإعلامي، حيث لم يعد دور الذكاء الاصطناعي مقتصرًا على الدعم التقني أو التنظيمي، بل أصبح فاعلًا رئيسًا في عمليات الإنتاج نفسها”. 

أضاف:” من أبرز مظاهر هذا التحوّل، ما بات يُعرف بـ “الصحافة الآلية”، وهي استخدام البرمجيات الذكية في كتابة المقالات الإخبارية والتقارير، ولا سيّما في المجالات التي تعتمد على البيانات الكمية مثل الأخبار الرياضية والاقتصادية. هذه الأنظمة قادرة على تحليل المعطيات، وترتيب المعلومات، وصياغة نصوص إعلامية متكاملة خلال ثوانٍ معدودة، ما يفتح أفقًا جديدًا للنقاش حول دور الصحفي التقليدي ومستقبل مهنة الصحافة”.

وفي هذا المجال، تطرق السيد جبور الى دور الإعلان قائلاً:” لقد شهد الإعلان تحولات جذرية على مدى العقود الماضية، من الإعلانات المطبوعة إلى اللافتات الرقمية، ومن الإعلانات التلفزيونية إلى التسويق عبر المؤثرين. والآن، يأخذ الذكاء الاصطناعي الأمور إلى مستويات أبعد كتحليل سلوكك على الإنترنت لعرض إعلاناتٍ تتناسب مع اهتماماتك”.

تابع:” مع كل هذه التطورات، يأتي الذكاء الاصطناعي بمخاطر كبيرة، ومن الضروري التعامل معها بحذر. فكلما عرف الذكاء الاصطناعي عنا أكثر، زادت قدرته على التلاعب بقراراتنا، أحيانًا دون أن ندرك ذلك. ومع تطور الذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري وضع أنظمة رقابية لحماية المستخدمين”. 

وختم معتبرًا   أن “لبنان لديه فرصة فريدة في تعليم الذكاء الاصطناعي وتطويره بشكل أخلاقي، حيث يمكننا تسخير قوته لتعزيز صناعة الإعلام والإعلان، وخلق فرص عمل جديدة بدلًا من فقدانها. لأن التحدي الأكبر هو استخدام الذكاء الاصطناعي لخلق وظائف، وليس الاستغناء عن اليد العاملة”.

تخلل المنتدى جلستان للنقاش، الأولى عنوانها:”الإعلانات في لبنان في عصر الذكاء الإصطناعي والتسويق الرقمي” أدارتها  الدكتورة إيمّا شكَر شفو مديرة الاتصالات والتواصل في شركة Berytech، والمتحدثون: فراس مغامس الرئيس التنفيذي لشركة Feer McQueen ولمجموعة Flag M Group، مارييلا عبدو المديرة العامة لشركة Memac Ogilvy في لبنان والعراق، ومحمد الطيبي مدير اعمال لشركة Leo Burnett Mena.

 

تمحورت الجلسة حول التطورات المتسارعة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتغيّر وجه الإعلان من أدوات تقليدية تعتمد على التكرار والانتشار الواسع، إلى أدوات ذكية تستند إلى تحليل البيانات وتوقّع السلوك وتخصيص المحتوى.  فالإعلان في عصر الذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية من حيث الكفاءة والدقّة، لكنه يفرض تحديات أخلاقية وقانونية تتطلّب وعيًا مجتمعيًا وتدخّلًا تشريعيًا. فبينما تزداد قدرة الشركات على التأثير، ينبغي المحافظة على توازن يحترم خصوصية المستهلك وحريّته في اتخاذ القرار.

 الجلسة الثانية عنوانها: “الذكاء الاصطناعي في الصحافة والفنون السمعية والبصرية”، ادارتها الصحافية يمنى يزبك والمتحدثون: ليال بهنام، مديرة البرامج في مؤسسة مهارات، رودي شوشاني رائد أعمال، مقدم بودكاست، خبير استراتيجي في مجال التكنولوجيا الناشئة ومؤسس شركة Dxtalks، ووليد ناصيف مؤسس Wp Production   وصانع أفلام ومبتكر في مجال الذكاء الإصطناعي.

تمحورت  الجلسة حول إسهام الذكاء الاصطناعي في إحداث تحوّل جوهري في مجالي الصحافة والفنون السمعيَّة والبصريَّة، فشكل حضور هذا الذكاء خطوة مهمة نحو تطوير وتغيير آليات العمل في هذين القطاعين. 

ففي الصحافة، أتاح الذكاء الاصطناعي ظهور الصحافة الآلية، وهي تقنية تعتمد على الخوارزميات لكتابة المقالات بشكل تلقائي، مما يعزز سرعة نشر الأخبار وتحليل البيانات مما أثار تساؤلات حول مستقبل الصحفيين التقليديين ودورهم في صياغة الأخبار والمحتوى الإعلامي.

أما في مجال الفنون السمعيَّة والبصريَّة، فقد أحدث الذكاء الاصطناعي تقدمًا ملحوظًا في إنتاج الموسيقى والفيديوهات بشكل آلي، بالإضافة إلى تحسين عمليات المونتاج وإنشاء المؤثرات الخاصة في الأفلام، مما يُساهم في رفع مستوى الابتكار والإنتاجيَّة. وهذا التقدم التكنولوجي يثير تحديات جمة خاصة فيما يتعلق بإمكانية التلاعب بالمحتوى الفني أو تقليص دور الإبداع البشري في صناعة الفن والإعلام.

بوزيد

ختمت عميدة كلية العلوم الإنسانيَّة الدكتورة ماريا بوزيد  المنتدى قائلة: “على الطلاب استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بأخلاقية ونظرة نقدية. فجامعة سيدة اللويزة تبنّت منذ اليوم الأول إمكانات الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على المعايير الأخلاقية. وينعكس هذا الالتزام في مبادرات ملموسة مثل وإصدار إرشادات شاملة لمجتمعنا الجامعي حول الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في البيئات التعليمية”.

وسلطت الدكتورة بوزيد الضوء على المساهمات البحثية لأعضاء هيئة التدريس الذين انخرطوا بنشاط في الدراسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لإنتاج أبحاث تعكس السياق المحلي. كما أثنت على جهود كلية العلوم الإنسانية – قسم دراسات الإعلام التي تواصل ريادتها في تشكيل مستقبل التعليم الإعلامي”. وتمنّت  أن يتم اعتماد قانون إعلامي حديث، قانون يحكم على الأقل الفضاء الرقمي سريع التطور.

===ج.س


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى