آخر الأخبارأخبار محلية
على وقع المجازر.. ماذا يعني الترويج الإسرائيلي لهدنة قريبة لبنانيًا؟!
لم يتغيّر شيء “ملموس” على الجبهة اللبنانية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، خلافًا لما أشيع عن أنّ إنجاز الاستحقاق قد يكون نقطة “فاصلة” بين مرحلتين، وأنّه قد يرسم “بداية النهاية” للحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في المنطقة، ولو أنّ هناك من قال إنّ مثل هذه “الترجمة” قد تحتاج لبعض الوقت حتى تتبلور، وأنّ ذلك قد يحدث مطلع العام الجديد، تزامنًا مع استلام الرجل العائد إلى البيت الأبيض مقاليد الحكم.
هكذا، وبدل “الفرج الموعود”، ارتفع منسوب الغارات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية في مختلف المناطق، وعادت “لغة المجازر” إلى أوجها، وقد حصدت إحداها مثلاً في بلدة علمات في قضاء جبيل أكثر من 20 شهيدًا، ولعلّ المفارقة أنّ ذلك جاء في وقتٍ كان الإعلام الإسرائيلي يروّج فيه لوقف إطلاق نار في لبنان، ولو بصيغة “مؤقت”، بل كان يتحدّث عن وضع “اللمسات الأخيرة” لمثل هذا الاتفاق في العاصمة الأميركية واشنطن.
وقد يكون أكثر ما يثير الجدل في الحديث الإسرائيلي المتجدّد التبرير الذي قُدّم له، لجهة وجود مخاوف إسرائيلية من إمكانية صدور قرار في مجلس الأمن يقيّد حرية إسرائيل العسكرية ويعقّد الوضع في غزة، ولا سيما أنّ إسرائيل لم تُعِر يومًا قرارات مجلس الأمن أيّ أهمية، ولو فعلت لكانت حرب غزة مثلاً انتهت منذ أشهر طويلة، ما يدفع إلى التساؤل عن دلالات الترويج الإسرائيلي المتجدّد لهدنة في لبنان، وهل نصدّقه هذه المرّة؟!
العدوان “استنفد أهدافه”
يقول العارفون إنّ العدوان الإسرائيلي على لبنان “استنفد أهدافه” إلى حدّ بعيد، وذلك بدليل أنّ الضربات “النوعية” التي طبعت أيامه الأولى، منذ هجمات البيجر، وصولاً إلى اغتيال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، وبعده رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، انتهت منذ أسابيع، حتى لم يعد ثمّة حديث عن ضربات إسرائيلية “دقيقة”، ولا يتمّ الكشف أساسًا عن طبيعة “الأهداف” التي يتمّ ضربها.
يسري الأمر نفسه على ما يسّمى بـ”الهجوم البري” الذي تخوضه إسرائيل في مناطق عدّة جنوبي لبنان، والذي يكرّر الإعلام الإسرائيلي بين الفينة والأخرى أنّه اقترب من النهاية، حتى إنّ القناة 13 الإسرائيلية تحدّثت قبل أيام عن “تقديرات” تشير إلى أنّ 90 في المئة من العمليات البرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في لبنان “انتهت”، من دون أن تُعرَف حتى اليوم الأهداف الحقيقية لمثل هذه العمليات، ولا “الإنجازات” التي حقّقتها، إن وُجِدت.
ويتزامن كلّ ذلك مع تصريحات متكرّرة لمسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيل تلوّح بأنّ الحرب تقترب من النهاية، بينهم رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي الذي قال إنّه بات بالإمكان إنهاء الحرب على جبهة لبنان، لأنّه تمّ القضاء على القيادة العليا لـ”حزب الله”، وهو ما يطرح تساؤلات جدّية، خصوصًا أنّ الأهداف المُعلَنة من الحرب لم تتحقّق بعد، وهي إعادة المستوطنين في الشمال إلى بيوتهم بأمان، وبالتالي وقف “التهديد الصاروخي” من لبنان.
مفاوضات “تحت النار”
يقول العارفون إنّ الإجابة على هذا السؤال بالتحديد قد تكمن فيها “كلمة السرّ” التي تدفع إسرائيل إلى تغيير “التكتيك”، بعدما تيقّنت من أنّ تحقيق هذا الهدف قد يكون صعبًا من دون مفاوضات، بل إنّ تأخير هذه المفاوضات قد يقلب السحر على الساحر، فيستعيد “حزب الله” مثلاً توازنه، ولا سيما أنّه اليوم بات أفضل ممّا كان بعيد اغتيال السيد نصر الله مثلاً، وقد نجح في تجاوز الصدمة التي أحدثها الاغتيال، وبالتالي استرجع بعضًا من عافيته.
لكنّ إسرائيل إذا كانت تعتقد أنّ استكمال أهدافها من الحرب يحصل على طاولة المفاوضات، وليس في الميدان، تصرّ على أن تكون هذه المفاوضات “تحت النار”، وهو ما يفسّر استكمال المجازر بل رفع منسوبها في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع الترويج المكثّف للاتفاق المحتمل، من أجل تكريس نفسها صاحبة “التفوّق والقوة”، في أيّ مفاوضات، ربما من أجل فرض شروطها، ومن بينها ضمان حقّها في الرد على أيّ انتهاك من لبنان مستقبلاً.
لا يعني ما تقدّم أنّ الترويج الإسرائيلي للهدنة لبنانيًا جدّي هذه المرّة أكثر من السابق، وأنّه ليس “مناورة” أو ربما “خديعة” يتكرّر معها السيناريو الذي اعتمدته إسرائيل في السابق، إلا أنّ العارفين يتحدّثون عن عوامل عدّة تضفي إليه بعض الجدّية، منها زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى موسكو وواشنطن، والحديث عن ضمانات روسية تريدها إسرائيل، التي تعتقد أنّ إطالة أمد الحرب تضرّها ولا تنفعها.
قد لا يكون الاتفاق الذي يُحكى عنه، مختلفًا كثيرًا عن الاتفاق الذي أثير قبل فترة، وحمل المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى المنطقة، إلا أنّ ما اختلف هذه المرّة أنّ الانتخابات الأميركية انتهت، ما “حرّر” نتنياهو نسبيًا من فكرة تقديم “هدية” لهذه الإدارة أو تلك. وبانتظار عودة هوكستين التي قد تحمل الخبر اليقين، يبقى السؤال الذي يطرحه كثيرون عن “التنازلات” التي قد تكون مطلوبة في المقابل، ومدى واقعيّتها…
Advertisement
هكذا، وبدل “الفرج الموعود”، ارتفع منسوب الغارات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية في مختلف المناطق، وعادت “لغة المجازر” إلى أوجها، وقد حصدت إحداها مثلاً في بلدة علمات في قضاء جبيل أكثر من 20 شهيدًا، ولعلّ المفارقة أنّ ذلك جاء في وقتٍ كان الإعلام الإسرائيلي يروّج فيه لوقف إطلاق نار في لبنان، ولو بصيغة “مؤقت”، بل كان يتحدّث عن وضع “اللمسات الأخيرة” لمثل هذا الاتفاق في العاصمة الأميركية واشنطن.
وقد يكون أكثر ما يثير الجدل في الحديث الإسرائيلي المتجدّد التبرير الذي قُدّم له، لجهة وجود مخاوف إسرائيلية من إمكانية صدور قرار في مجلس الأمن يقيّد حرية إسرائيل العسكرية ويعقّد الوضع في غزة، ولا سيما أنّ إسرائيل لم تُعِر يومًا قرارات مجلس الأمن أيّ أهمية، ولو فعلت لكانت حرب غزة مثلاً انتهت منذ أشهر طويلة، ما يدفع إلى التساؤل عن دلالات الترويج الإسرائيلي المتجدّد لهدنة في لبنان، وهل نصدّقه هذه المرّة؟!
العدوان “استنفد أهدافه”
يقول العارفون إنّ العدوان الإسرائيلي على لبنان “استنفد أهدافه” إلى حدّ بعيد، وذلك بدليل أنّ الضربات “النوعية” التي طبعت أيامه الأولى، منذ هجمات البيجر، وصولاً إلى اغتيال الأمين العام السابق لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، وبعده رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، انتهت منذ أسابيع، حتى لم يعد ثمّة حديث عن ضربات إسرائيلية “دقيقة”، ولا يتمّ الكشف أساسًا عن طبيعة “الأهداف” التي يتمّ ضربها.
يسري الأمر نفسه على ما يسّمى بـ”الهجوم البري” الذي تخوضه إسرائيل في مناطق عدّة جنوبي لبنان، والذي يكرّر الإعلام الإسرائيلي بين الفينة والأخرى أنّه اقترب من النهاية، حتى إنّ القناة 13 الإسرائيلية تحدّثت قبل أيام عن “تقديرات” تشير إلى أنّ 90 في المئة من العمليات البرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في لبنان “انتهت”، من دون أن تُعرَف حتى اليوم الأهداف الحقيقية لمثل هذه العمليات، ولا “الإنجازات” التي حقّقتها، إن وُجِدت.
ويتزامن كلّ ذلك مع تصريحات متكرّرة لمسؤولين سياسيين وعسكريين إسرائيل تلوّح بأنّ الحرب تقترب من النهاية، بينهم رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي الذي قال إنّه بات بالإمكان إنهاء الحرب على جبهة لبنان، لأنّه تمّ القضاء على القيادة العليا لـ”حزب الله”، وهو ما يطرح تساؤلات جدّية، خصوصًا أنّ الأهداف المُعلَنة من الحرب لم تتحقّق بعد، وهي إعادة المستوطنين في الشمال إلى بيوتهم بأمان، وبالتالي وقف “التهديد الصاروخي” من لبنان.
مفاوضات “تحت النار”
يقول العارفون إنّ الإجابة على هذا السؤال بالتحديد قد تكمن فيها “كلمة السرّ” التي تدفع إسرائيل إلى تغيير “التكتيك”، بعدما تيقّنت من أنّ تحقيق هذا الهدف قد يكون صعبًا من دون مفاوضات، بل إنّ تأخير هذه المفاوضات قد يقلب السحر على الساحر، فيستعيد “حزب الله” مثلاً توازنه، ولا سيما أنّه اليوم بات أفضل ممّا كان بعيد اغتيال السيد نصر الله مثلاً، وقد نجح في تجاوز الصدمة التي أحدثها الاغتيال، وبالتالي استرجع بعضًا من عافيته.
لكنّ إسرائيل إذا كانت تعتقد أنّ استكمال أهدافها من الحرب يحصل على طاولة المفاوضات، وليس في الميدان، تصرّ على أن تكون هذه المفاوضات “تحت النار”، وهو ما يفسّر استكمال المجازر بل رفع منسوبها في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع الترويج المكثّف للاتفاق المحتمل، من أجل تكريس نفسها صاحبة “التفوّق والقوة”، في أيّ مفاوضات، ربما من أجل فرض شروطها، ومن بينها ضمان حقّها في الرد على أيّ انتهاك من لبنان مستقبلاً.
لا يعني ما تقدّم أنّ الترويج الإسرائيلي للهدنة لبنانيًا جدّي هذه المرّة أكثر من السابق، وأنّه ليس “مناورة” أو ربما “خديعة” يتكرّر معها السيناريو الذي اعتمدته إسرائيل في السابق، إلا أنّ العارفين يتحدّثون عن عوامل عدّة تضفي إليه بعض الجدّية، منها زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى موسكو وواشنطن، والحديث عن ضمانات روسية تريدها إسرائيل، التي تعتقد أنّ إطالة أمد الحرب تضرّها ولا تنفعها.
قد لا يكون الاتفاق الذي يُحكى عنه، مختلفًا كثيرًا عن الاتفاق الذي أثير قبل فترة، وحمل المبعوث الأميركي آموس هوكستين إلى المنطقة، إلا أنّ ما اختلف هذه المرّة أنّ الانتخابات الأميركية انتهت، ما “حرّر” نتنياهو نسبيًا من فكرة تقديم “هدية” لهذه الإدارة أو تلك. وبانتظار عودة هوكستين التي قد تحمل الخبر اليقين، يبقى السؤال الذي يطرحه كثيرون عن “التنازلات” التي قد تكون مطلوبة في المقابل، ومدى واقعيّتها…
مصدر الخبر
للمزيد Facebook