آخر الأخبارأخبار محلية

حدثٌ في بيروت قبل 40 عاماً دليل بارز.. ماذا يعني توريط إسرائيل لأميركا بالحرب؟

نشرت مجلة “responsiblestatecraft” الأميركية تقريراً مؤخراً قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح في توريط الولايات المتحدة في حرب أوسع ضمن الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن “تفجير ثكنات المارينز عام 1983 في لبنان، هو نتيجة مباشرة لسماح الولايات المتحدة لنفسها بالتورط في إحدى الحروب الهجومية الإسرائيلية، ولولا هذا التدخل، لما حدث القصف أبداً”.

 

وذكر التقرير أنّ أحدث مشاركة لأميركا في حروب إسرائيل تتمثل في نشر نظام الدفاع الصاروخي “ثاد” في إسرائيل، إلى جانب حوالى 100 عسكري أميركي لتشغيله، وأضاف: “إن عمليات النشر هذه لا تعرض الأميركيين للخطر بشكل متزايد فحسب، بل تشجع نتنياهو أيضا على تصعيد حروبه بشكل أكبر من خلال الحد من تأثير الانتقام الحتمي من أولئك الذين تهاجمهم إسرائيل”.

وأردف: “مع عدم وجود نهاية في الأفق للتصعيد الإسرائيلي، ومع تركيز هذا التصعيد في الأسابيع الأخيرة على هجوم إسرائيلي في لبنان بدأ يكرر بعض المعاناة في غزة، يجب على الأميركيين التفكير في كيفية تورط الولايات المتحدة في حرب إسرائيلية سابقة هناك، ونتيجة مأسوية لذلك التدخل الذي حدث قبل 41 عاما في مثل هذا الأسبوع”.

وأكمل: “لقد غزت إسرائيل لبنان في عام 1982، الذي كان بداية احتلال لم ينته تماما حتى عام 2000. حينها، كان الهدف الرئيسي لإسرائيل في عام 1982 هو تدمير قدرات منظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت موجودة في لبنان في ذلك الوقت، وطرد منظمة التحرير الفلسطينية من بلاد الشام”.

 

وتابع: “لأقد أدى الغزو والاحتلال الإسرائيليان إلى زيادة كبيرة في معاناة اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين هناك. واحدة من أكثر النقاط المنخفضة المروعة كانت المذبحة التي وقعت في أيلول 1982 في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين. وقبل أسبوعين من هذه المجزرة، وافقت الولايات المتحدة في ظل إدارة ريغان على نشر مشاة البحرية الأميركية، إلى جانب وحدات عسكرية صغيرة من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا، كجزء من قوة متعددة الجنسيات في لبنان. على الأقل في ظاهر الأمر، كان لهذا الانتشار مهمة حفظ السلام لقمع العنف في لبنان، لكن اللبنانيين وغيرهم من المراقبين كان لديهم سبب لاعتبار الإجراء الأميركي بمثابة ثقل كاهل لإسرائيل والقوى السياسية الداخلية التي تفضلها”.

وأضاف: “بالإضافة إلى خلفية العلاقة الشاملة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، كان الإنجاز الرئيسي للقوة المتعددة الجنسيات هو تسهيل خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، والذي كان جزءا من هدف إسرائيل في غزو لبنان في المقام الأول. إلى جانب ذلك، كما هو الحال مع عمليات النشر الأخرى للأفراد العسكريين الأميركيين في أماكن خطرة بالفعل، بدأ المنطق القاتل لحماية القوة، وتحول حفظ السلام إلى عمل هجومي. أذن الرئيس ريغان بالدفاع العدواني عن النفس ضد القوات المعادية التي تشكل تهديدا لمشاة البحرية في لبنان. كان الاشتباك الأميركي على الأرض مدعوما بنيران البحرية، والتي ستشمل لاحقا إطلاق البارجة نيوجيرسي قذائف 16 بوصة على أهداف في الجبال بالقرب من بيروت”.

وأكمل: “كل هذا كان بالإضافة إلى الكراهية المعتادة من قبل العناصر المحلية لأي وجود عسكري أجنبي، والذي غذى في أوقات وأماكن أخرى ردود فعل عنيفة، بما في ذلك الإرهاب الانتحاري”.

وأضاف: “جاء الرد الأكثر دموية على ما كانت تفعله الولايات المتحدة في لبنان في 23 تشرين الأول 1983، عندما قاد سائق انتحاري شاحنة محملة بالمتفجرات إلى مبنى مطار بيروت الذي استخدمه مشاة البحرية كثكنة. وأسفر تفجير الشاحنة المفخخة عن مقتل 220 من مشاة البحرية بالإضافة إلى 21 عسكرياً أميركياً آخرين. كان هذا اليوم الأكثر دموية لسلاح مشاة البحرية الأميركية منذ معركة Iwo Jima في الحرب العالمية الثانية وأعلى عدد من القتلى في يوم واحد للجيش الأميركي ككل منذ اليوم الافتتاحي لهجوم تيت في فيتنام في عام 1968”.

وقال: “من المشروع القول بأن هذا الثمن الباهظ قد تم تكبده دون جدوى. سحبت الولايات المتحدة قواتها، وتم حل القوة المتعددة الجنسيات بعد بضعة أشهر، بينما استمرت الحرب الأهلية اللبنانية حتى عام 1990، واستمر الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من لبنان لمدة 10 سنوات أخرى بعد ذلك. لقد أعلنت جهة في لبنان تسمى الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن التفجير، وما فُهم فيما بعد بشكل عام على أن هذه الجماعة كانت تضم عناصر شيعية لبنانية من شأنها أن تتحد في ما يعرف الآن باسم حزب الله”.

وذكر التقرير أن حزب الله معروف بمعارضته القوية للغزو والاحتلال الإسرائيلي، ولم يتطلع أبدا إلى الدخول في معارك مع الولايات المتحدة، بل ركز بشدة على أهدافه المتمثلة في اكتساب السلطة السياسية والحفاظ عليها في لبنان والدفاع ضد النهب الإسرائيلي.

وتابع: “كان تفجير ثكنات المارينز في عام 1983 نتيجة مباشرة لسماح الولايات المتحدة لنفسها بالتورط في إحدى الحروب الهجومية الإسرائيلية. ولولا هذا التدخل، لما حدث القصف أبدا. إن الثمن المماثل الذي يجب دفعه مقابل انجرار الولايات المتحدة إلى حروب إسرائيل الحالية لن يدفع بالضرورة داخل لبنان. وربما لم تقلل الضربة التي ألحقها الهجوم الإسرائيلي بقدرات حزب الله في لبنان من قدرته على القيام بعمليات غير متماثلة في أماكن أخرى”.

 

وختم: “إن استعداد الحزب لاستخدام هذه القدرة ضد المصالح الأميركية ينمو إلى الحد الذي تسمح فيه الولايات المتحدة لنفسها بأن تصبح مرتبطة بالهجمات الإسرائيلية الفتاكة وإلى الحد الذي تجعل فيه هذه الهجمات أجزاء من لبنان تشبه أنقاض غزة المروعة”. (الخنادق – responsiblestatecraft)

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى