آخر الأخبارأخبار محلية

أزمة النزوح: الرهان على مؤتمر باريس التوفير الدعم

كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: المعلومات المستقاة من مصادر رسمية معنية تبين أن الجهات المعنية بمتابعة شؤون النازحين جراء الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على مدار الساعة، أوشكت أن تصبح في وضع القاصر عن وضع إحصاءات دقيقة عن أعداد هؤلاء النازحين بفعل موجات النزوح الجديدة اليومية, لكن على رغم ذلك، فإن تلك الجهات لم تبلغ بعد مرحلة اليأس، وهي تأخذ من الضعف قوة في سبيل المضي بما بدأته من تنفيذ ما هو ملقى على عاتقها.

Advertisement










 
ويقدم رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور بلال عبد الله  صورة مكثفة عن جهود الإغاثة والإيواء الرسمية وغير الرسمية بهدف مواجهة تداعيات هذه القضية المقلقة, فيقول في تصريح لـ”النهار “: “يمكننا القول بإيجاز وتكثيف إن الدولة أطلقت منذ بداية أزمة النزوح في مطلع الشهر الجاري العنان للجهود اللازمة لملاقاة موجات النزوح عبر أمرين: إيجاد مراكز الإيواء وتأمين التجهيزات اللازمة  وإغاثة النازحين عبر تأمين الطعام وسبل الإيواء والعيش والرعاية الصحية” .
 
 وقال عبد الله: “إننا نشهد أن الجهات الرسمية المعنية تبذل فعلاً جهوداً ضخمة، وهي لا تقصر حيث تتوفر الإمكانات, لكن وللإنصاف نقول إن الجهد الأساس في ميدان الإغاثة على أنواعه هو للأحزاب والقوى والجمعيات الأهلية والمدنية التي وضعت على عجل برامج متقدمة مبنية على خبرات وتجارب سابقة تضمن أن يكون جهدها مثمراً ومنظماً وعلمياً” .
 
ورداً على سؤال أجاب عبدالله : “لا يمكن لنا أو لسوانا أن يتهم الدولة وأجهزتها المعنية بالتقصير, إذ إنها واجهت باعتراف الجميع موجات نزوح غير مسبوقة, تعدت الممكن والمتوقع الذي تعجز دول أكبر منا عن أن تستوعبه في وقت محدد . ويمكن القول استنتاجاً إن الدولة على محدودية إمكاناتها قد استوعبت إلى حد ما صدمة النزوح وبدأت رحلة المواجهة والاحتواء الجادة لتأمين الحاجات الأساسية لمراكز الإيواء المسجلة والتي تجاوز عددها وفق بيانات لجنة الطوارئ الـ 1200 مركز موزعة على كل محافظات لبنان . فضلاً عن ذلك فإن من العناصر الواعدة والمشجعة أن مساعدات الدول الشقيقة والصديقة بدأت بالوصول تباعاً، وعلى الأثر بدأت الجهات الرسمية المولجة العمل على توزيعها بشكل عادل وخطة موضوعية وعلمية” .
 
ماذا عن موضوع الرعاية الصحية للنازحين وهل توفرت على نحو مرضٍ؟
 
أجاب عبد الله: “لا نبالغ إذا قلنا إننا خطونا خطوات متقدمة في مسألة الرعاية الصحية للنازحين، إن لجهة تأمين الأطباء والفحوصات أو لجهة تأمين الأدوية اللازمة, ومع ذلك ما زالت كل هذه الجهود غير كافية لتأمين الغطاء الصحي اللازم والكافي الذي يجعلنا نرضى” .
ولفت إلى “أن الجهود تتركز على تأمين متطلبات النازحين في مراكز الإيواء المسجلة أي في المدارس والمعاهد وسواها، في حين أن ثمة تقصيراً إزاء النازحين الموجودين في الشقق والمنازل , وهذا أمر يتعين على الجهات المعنية الرسمية منها وغير الرسمية الالتفات إليه وإيجاد المعالجات اللازمة لتلافي التقصير .
 
وأضاف: إن ثمة مشكلة أكبر تنتظرنا وهي اقتراب فصل الشتاء ، حيث إن كل المؤشرات تنذر بأن لا حلول سياسية في الأفق من شأنها أن تساعد في إعادة النازحين إلى بيوتهم وقراهم ، فالمؤكد أن على الجهات المعنية وضع خطة عاجلة لتأمين التدفئة اللازمة للنازحين ولوقاية الأطفال والنساء والعجّز والمرضى من أمراض الشتاء والبرد.
 
وعن انتشار الأمراض المعدية بين النازحين وخصوصاً الكوليرا، أجاب عبد الله: لقد بدا الأمر يقلقنا مع انتشار كلام عن تفشي مثل هذه الأمراض وعوارضها, لكن وزارة الصحة بشخص وزيرها النشط طمأنتنا أنها وضعت برنامج مواجهة متكاملاً .
 
ورداً على سؤال آخر قال إن الدولة تعقد رهاناً كبيراً على مؤتمر باريس المقرر عقده قريباً وعلى ما يمكن أن يوفره من دعم قال “أملنا كبير ، لأن ديبلوماسيات الدول التي يفترض مشاركتها قد رفعت إلى عواصمها تقارير وافية عن حجم النزوح وحاجات النازحين . وعلى الرغم من أن مأساة النزوح كبيرة وتداعياتها جسيمة، فإن ثمة جانباً آخر يعزّينا وهو هذه الإرادات التي يظهرها الجميع للمواجهة، وهذا التكاتف الوطني المصمم على عدم ترك مأساة النزوح من دون معالجات” .


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى