الجليل مقابل الجنوب…هل يسبق حزب الله إسرائيل؟
Advertisement
فعلى رغم التصعيد غير المسبوق الذي شهدته الجبهة الجنوبية في اليومين الأخيرين فإن “باريس” لا تزال تراهن على أن تلقى الصدى الإيجابي ردًّا على ورقتها من الجانب اللبناني بعدما أبدت ليونة في دراستها للملاحظات، التي أبدتها “حارة حريك” بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري، الذي كانت له بصمات واضحة على الكثير من الملاحظات المتوافق عليها، والتي وصل عددها إلى نحو أربع عشرة ملاحظة تناولت الشكل والمضمون. وما يدفع الفرنسيين إلى التفاؤل المشوب بالحذر ما لمسوه من وجود نية، ولو غير مكتملة عناصرها، لدى جميع الأطراف، بإمكانية التوافق على مبدأ أن يكون القرار 1701 القاعدة الصلبة لمنصة يمكن الانطلاق منها في اتجاه أي حل مستدام، وذلك من خلال تطعيمه بما جاء في اتفاق الهدنة بين لبنان وإسرائيل وما في “اتفاق نيسان” من أسس لا تزال صالحة للتوافق على ما من شأنه أن ينهي الوضع الشاذ، الذي تعيشه المنطقتان الجنوبية والشمالية، من دون أن يعني ذلك إعفاء إسرائيل من مسؤولية السعي إلى جرّ لبنان إلى حرب لا يريدها، وهي حرب تدخل في أولويات “الأجندة السياسية” لرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، خصوصًا أن تل أبيب رفضت الملاحظات التي أقترحها “حزب الله” على الورقة الفرنسية، وأصرّ على صيغتها الأساسية غير المعدّلة. وهذا إن دّل على شيء فعلى رفض أي مسعى قد يُشتمّ منه التوصل إلى ما يضع حدًّا للغطرسة الإسرائيلية.
واستنادًا إلى هذا التعنّت الإسرائيلي فإن الاعتقاد السائد في لبنان هو أن الورقة الفرنسية ستطوى إلى أن تثمر الاتصالات الفرنسية مع الإدارة الأميركية للضغط أكثر على حكومة نتنياهو من أجل انزالها عن شجرتي غزة والجنوب، واقناعها بعدم جدوى ما تقوم به من اعتداءات لن تؤدّي إلا إلى المزيد من التشنج والتصعيد. وقد يكون قرار تعليق إرسال المساعدات العسكرية الأميركية لحكومة الحرب في تل أبيب خطوة أولى في مسيرة الألف ميل تعويضًا عمّا فات واشنطن من قرارات كان لزامًا عليها اتخاذها منذ زمن بعيد. ولكن أن تأتي هذه الخطوة الأميركية متأخرة أفضل من ألا تأتي أبدًا، وقد أملتها التظاهرات الطالبية في كبريات الجامعات الأميركية.
ولا يستبعد المراقبون أن يلجأ نتنياهو وحكومته الحربية إلى سياسة الهروب إلى الأمام، اعتقادًا منهما أنهما قد يجبران العالم بهذه الطريقة إلى اللحاق بهما، مما يعني أن خيار الحرب، سواء في غزة أو جنوب لبنان، هو الخيار الوحيد لديهما، وهما ماضيان به حتى ولو توافق العالم كله ضدهما. وعليه فإن الدخول إلى رفح قد أطاح بكل الجهود التي سعت إلى تجنيب هذه المدينة الغزاوية مصيرا محتوما. فإسرائيل وضعت في اذنيها شمعًا لأنها لا تريد أن تصغي ولا أن تسمع صوت الحق. وهي ستفعل الأمر ذاته في جنوب لبنان على رغم التحذيرات الدولية من مغبة هذه الحماقة، التي من شأنها أن تصب الزيت على النار، التي لا تزال هامدة.
ولكن ثمة من يقول إن “حزب الله” سيسبق مخططات العدو، وأن الجليل الأعلى يبقى هدفًا محتملًا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook