لماذا تُريد إسرائيل حرباً بشدّة مع حزب الله؟
يكاد لا يمرّ يومٌ إلّا وتقوم فيه إسرائيل باستفزازات على الحدود الجنوبيّة، وآخر فصولها تحليق طائرة إستطلاع معاديّة على علو منخفض جدّاً، كذلك، رمي قنابل دخانيّة على مواطنين لبنانيين وعلى دوريّة للجيش في كفرشوبا. أسئلة كثيرة تُطرح عن الأسباب التي قد تدفع العدوّ إلى حربٍ لا يُريدها مع “حزب الله، وخصوصاً في ظلّ الوضع السياسيّ المتأزم في تل أبيب، واشتداد المعارضة بوجه حكومة بنيامين نتنياهو، تزامناً مع وصول الإنقسام إلى المؤسسة العسكريّة.
لكن بحسب بعض التجارب في العالم، فإنّ الذهاب لصراعٍ عسكريّ يبقى أفضل خيار بالنسبة لبعض الحكومات التي تُواجه أزمات سياسيّة، أو هي قريبة من انتخابات مفصليّة، بهدف توحيد شعوبها أو حرف إنتباههم عما يجري من مشاكل. وفي حين تظهر إسرائيل أنّها غير قادرة على شنّ حربٍ مع لبنان بشكل خاصّ، يبدو من خلال خرقها للسيادة اللبنانيّة يوميّاً، وللقرار 1701، أنّها تُريد فعلاً الذهاب لمواجهة قصيرة مع “حزب الله”، فبحسب محللين، سيستطيع نتنياهو من خلال أيّ عملٍ عسكريّ ، إخماد التظاهرات الإحتجاجيّة، عبر توحيد مواطنيه ضدّ “المقاومة”.
وأيضاً، فإنّ هدف الحكومة الإسرائيليّة المتشدّدة، أنّ تنفرد في استخراج وتصدير الثروات الطبيعيّة للدول الغربيّة. فبعدما أعلن وزير الطاقة وليد فيّاض، عن اقتراب موعد التنقيب عن الغاز في منتصف شهر اب المقبل، فإنّ العدوّ بحسب مراقبين يُريد أخذ “حزب الله” لمغامرة عسكريّة، كيّ تُوقف شركتا “قطر للطاقة” و”توتال” أعمالهما، بحجة أنّ الوضع الأمنيّ غير مستقرّ وخطير، وهكذا، تكون الشركات العالميّة قد أصبح لديها سبب لعدم التعاون مع لبنان، وتكون إسرائيل وحدها من يبيع النفط للدول الأوروبيّة والولايات المتّحدة الأميركيّة. ولكن، هذا الأمر يبدو خطيراً أيضاً على العدوّ، لأنّ منصات التنقيب الإسرائيليّة باتت حكماً هدفاً مشروعاً لـ”الحزب”.
ويقول مراقبون في هذا السيّاق، إنّ العدوّ يُريد تحميل “حزب الله” المسؤوليّة في خسارة لبنان لفرصه في استخراج النفط، وعدم الخروج من الأزمة الإقتصاديّة، لذا، فـ”المقاومة” أمام إمتحان صعبٍ يقضي بعدم ردّها على الإستفزازات الإسرائيليّة، وعدم وقوعها في الفخّ، وترك الموضوع للدولة ووزارة الخارجيّة والطرق الدبلوماسيّة المعتادة، أو ملاقاة إسرائيل في حربٍ، لأنّ هناك حسابات أمنيّة مُؤثّرة على الإستحقاق الرئاسيّ، ربما قد تُفضي إلى انتخاب رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجيّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ المبعوث الأميركيّ آموس هوكشتاين، زار تل أبيب منذ فترة قصيرة للعمل على تجنيب المنطقة أيّ صراعٍ، لأنّ واشنطن كما دول الإتّحاد الأوروبيّ المعاديّة لروسيا ستتضرّر، وسيخفّ ضغطها على موسكو، وأيضاً سينخفض دعمها لأوكرانيا، وقد تخسر مواجهتها مع “الدبّ الروسيّ” إنّ انقطعت عنها إمدادات الغاز والنفط، وارتفع التضخّم لديها إلى مستويّات قياسيّة جديدة. من هنا، فإنّ هناك إجماعاً غربيّاً بعدم دخول لبنان وإسرائيل في أيّ مواجهة، لأنّ أيضاً حلفاء أميركا في الخليج العربيّ أصبحوا أقرب إلى روسيا، وخصوصاً في موضوع التحالفات النفطيّة واستيراد الحبوب الروسيّة.
لكن، مع ما تمرّ به إسرائيل من إحتجاجات واعتقالات وإصرار نتنياهو على تمرير قوانينه القضائيّة المثيرة للجدل، فإنّ هناك رغبة فعليّة بحسب مراقبين بخروج تل أبيب عن الإجماع الغربيّ بالتهدئة، فغاية العدوّ إعادة الإستقرار إلى شارعه، ولطالما كان الخيار العسكريّ فرصة لتحقيق هذا الأمر، فخطر إتّجاه إسرائيل لحربٍ أهليّة يتزايد، والإنتخابات الأخيرة خير دليلٍ على الإنقسامات العميقة في تل أبيب.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook