الأولوية لـ وحدة الساحات ام الإستحقاق الرئاسي؟
ليل أول أمس بالأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله،
قبل التوصل الى ما انتهى اليه لقاء نصرالله وعبد اللهيان، عادت المراجع المختصة إلى الوراء اياماً قليلة، للتذكير بما نشره الإعلام الحربي لمحور المقاومة يوم الخميس في الثالث عشر من نيسان الجاري، لفيلم وثائقي ترويجي قصير تحت عنوان «جاهزون»، وقد حمل رسالةً شديدة الوضوح للقيادة الإسرائيلية الجديدة في اعقاب صواريخ القليلة والجولان، تحذّر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو «من ارتكاب أي حماقة تطال ساحات المقاومة في لبنان وسوريا».
وإن دخل المراقبون في تفاصيل هذا الفيلم من ضمن «الحرب النفسية» المتواصلة التي يتقنها، فهم توقفوا عند ما تحمله من إشارات تنمّ عن التفاهم بين قوى المقاومة في لبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية المحتلة، الذين اجتمع ممثلون عنهم «بشاراتهم العسكرية» المميزة الدالّة على هوية كل الفصائل والقوى المنخرطة في العملية المشتركة من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين، في غرفة عمليات واحدة تحت شعار «فلتتوحّد كل الرايات، ولتلتئم كل الجبهات، ولتُفتح كل الساحات»، مرفقاً بإشارة انتهى اليها الفيلم وهي تقول باللغتين العبرية والعربية: «وعد الآخرة.. جاهزون». وإن لم يُكشف عن مقر هذه الغرفة، فإنّ لبنان هو موقعها الطبيعي الذي يديره الحزب ومن خلفه من يمثل قوة الدعم الايرانية المباشرة وغير المباشرة.
وبناءً على ما تقدّم، لا بدّ لأي من المراقبين إن اراد فهم ما انتهت اليه زيارة عبد اللهيان، عليه انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات في المنطقة. وهي بمجملها لا توحي بأنّ الاستحقاق الرئاسي اولوية لدى طهران، ليبقى الأمر رهن موقف الرياض النهائي، إن صدقت المعلومات الواردة من الرياض التي تستمهل تحديد مواقفها من هوية المرشحين واسمائهم. وإن كانت ايران تلقي المهمّة على عاتق «حزب الله» ولا حاجة لصرف اي جهد في هذه المرحلة بالذات، سيبقى السؤال مطروحاً بحثاً عن الجهة التي تركن إليها السعودية إن لم تنخرط فيها مباشرة. وبانتظار الاجابة النهائية عن مثل هذه التساؤلات، علينا ان نفهم حجم السباق بين مشروعي إنهاء مرحلة «خلو سدّة الرئاسة» من شاغلها ومشروع «وحدة الساحات».. فلننتظر.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook