في إيران… حتى الاحتجاج السلمي يُعرض صاحبه لعقوبات شديدة بعد محاكمات “صورية”
نشرت في: 08/02/2023 – 17:12
بعد عدة أشهر من الإضرابات والاحتجاجات في إيران، تم توقيف عدة آلاف من الأشخاص الذين باتوا مهددين بعقوبات شديدة تصل إلى حد الإعدام. ويؤكد الناشطون والمنظمات غير الحكومية أن النظام القضائي الإيراني زاد من الضغط على الأشخاص المعتقلين من خلال اللجوء إلى التعذيب والتهديد من أجل نيل اعترافاتهم.
منذ بداية الاحتجاجات تحت شعار “امرأة، حياة، حرية” في إيران في منتصف أيلول/ سبتمبر 2022، اعتقل النظام الإسلامي ما لا يقل عن 19 ألف شخص، حسب منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. ويواجه الآلاف منهم، الذين احتجزوا رهن التحقيق بقرار من مكتب المدعي العام، محاكمات تقول منظمة العفو الدولية أنها “غير عادلة” و”صورية”. وأعلنت بعض المحاكم عن الأحكام الصادرة ضدهم.
أكثر من خمس سنوات سجن بسبب رقصة
تم الحكم على متظاهرين بأحكام ثقيلة جدا حتى بالنسبة للجنح الصغيرة.
إذ تم إيقاف أستياز حغيغي وأمير أحمدي، وهما زوجان في العشرينيات من العمر، في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 2022 بعد أن نشرا مقطع فيديو لهما وهما يرقصان قرب ساحة “أزادي’ في العاصمة طهران. وحكم عليهما بالسجن خمس سنوات بتهمة “الترويج للفجور والبغاء” و”تكوين وفاق للتآمر على الأمن القومي” و”الدعاية ضد الدولة”. واتهم هذان الزوجان الشابان أيضا بـ”دعوة الناس إلى الاحتجاج” على وسائل التواصل الاجتماعي، التي يتابعان فيها من قبل أكثر من مليون شخص.
بعد تناقل عدد كبير من وسائل الإعلام للحكم على الزوجين الشابين بالسجن معا لأكثر من عشرة أعوام، نفى موقع ميزان، التابع للنظام القضائي الإيراني هذه المعلومات وأقر أن أستياز وأمير قد حكم عليهما بالسجن لخمس سنوات.
حسب مقربين من الزوجين، ما زالا قيد الاعتقال منذ ذلك الحين بدون الحق في اللقاء بمحامي.
اعتقال صحافية بعد أن أجرت حوارا مع والد مهسا أميني
كما تم اعتقال عدد كبير من الصحافيين في إيرن. ومن بينهم الصحافية فيدا رباني. وقد تم اعتقالها في 23 أيلول/ سبتمبر 2022 وحكم عليها بالسجن 11 عاما بتهمة “تكوين وفاق والتآمر ضد الأمن القومي” و”الدعاية ضد الدولة”. وأشار القاضي الذي حكم عليها أيضا إلى قصيدة نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تشبه الصلاة في الدين الإسلامي بالنكاح. وحسب القاضي، فإن الأمر يتعلق بـ”تدنيس تعاليم الإسلام”.
وتم اعتقال الصحافي والكوميدي الساخر إحسان بيربارناش بدورة في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 وحكم عليه بالسجن عشرة أعوام في 10 كانون الثاني/ يناير 2023. وقد اتهم بـ”شتم الإسلام بطريقة اعتبرت أشبه بالكفر” و”التحريض على العنف ضد الحكومة والجمهورية الإسلامية” و”الدعاية ضد نظام الجمهورية الإسلامية” وذلك بسبب انتقاده للحكومة بطريقة ساخرة. ويعد الحكم ضده أكبر عقوبة ضد صحافي منذ بداية الاحتجاجات.
نزيلة معروفيان، وهي صحافية أيضا، اعتقلت في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 بعد أن أجرت حوارا مع والد مهسا أميني، التي أدت وفاتها لدى احتجازها من شرطة الأخلاق إلى اندلاع موجة المظاهرات. وحكم عليها بالسجن عامين مع تأجيل التنفيذ بتهمة “الدعاية ضد الدولة”. وقد تم إطلاق سراحها بكفالة مالية في 12 كانون الثاني/ يناير 2023.
نازیلا معروفیان به دو سال حبس و مجازاتهای تکمیلی محکوم شدhttps://t.co/LaV8rVLYRK
نازیلا معروفیان، روزنامهنگار آزاد که چندی پیش و پس از بازداشت دوماهه با قید وثیقه از زندان آزاد شده بود به تحمل حبس و مجازاتهای تکمیلی محکوم شد. pic.twitter.com/Wk3MZUEzMd
— فدراسیون بینالمللی روزنامهنگاران (@IFJFarsi) January 29, 2023
صورة للصحافية نزيلة معروفيان بعد إطلاق سراحها من السحن، وترفع معروفيان علامة والنصر وقد رفضت ارتداء الحجاب.
مرزياه أمير، هي صحافية إيرانية أخرى. وتواجه الآن محاكمة قضائية. وبعد إيقافها في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، تم اتهامها خلال جلسة المحاكمة الأولى “بتكوين وفاق والتآمر ضد الأمن القومي و”الترويج لـ”الفجور والعهر” بسبب أن شعرها كان قصيرا حسب شهادة أختها على وسائل التواصل الاجتماعي.
امشب مرضیه امیری همکار ما بعد از ۴۷ روز با قرار وثیقه آزاد شد. https://t.co/GLc4qJ317A pic.twitter.com/UkWOdkDwfi
— Reza Ghorbani (@MediaManager_ir) December 17, 2022
صورة لمرزياه أميري بعد أن تم إطلاق سراحها بكفالة مالية، وقد بدا شعرها القصير.
هناك حالة أخرى مشابهة أيضا وتتعلق بنيلوفر حامدي وإلهيه محمدي وهما صحافيتان نشرتا في الإعلام قصة وفاة مهسا أميني ولا تزالان رهن الاعتقال منذ 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2022. ووجه لهما القضاء الإيراني تهما بـ”التجمع والتآمر ضد الأمن القومي” و”الدعاية ضد الدولة”. وتتهمهما مصالح المخابرات الإيرانية أيضا بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وتلقي تدريب لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه.
في المجمل، تم اعتقال 67 صحافيا خلال أربعة أشهر ونصف، حسب المنظمات الإيرانية غير الحكومية للدفاع عن حقوق الإنسان.
استهداف فنانين وطلاب جامعيين من السلطات
من بين المتظاهرين الذي تم اعتقالهم، نجد أيضا أسماء 720 طالبا جامعيا و46 محاميا و97 فنانا. فرحناك نازري، فنان، حكم عليه بالسجن 10 أعوام بتهمة “التحريض على الحرب والقتل” و”الدعاية ضد الدولة” و”الترويج للفجور والعهر”.
ويوجد عشرات المعتقلين في إيران أنفسهم مهددين بالإعدام بعد أن اتهموا بجرائم تصل عقوبتها إلى الإعدام. وإلى غاية اليوم، قام النظام بإعدام 4 متظاهرين فيما ينتظر 13 آخرون تنفيذ الحكم بالموت ضدهم.
وحسب منظمة العفو الدولية، فإن معظم الأحكام الصادرة على خلفية الاحتجاجات ثقيلة جدا خصوصا منها الحكم بالإعدام والتي تم إصدارها بعد انتزاع اعترافات تحت التهديد.
وفي 27 كانون الثاني/ يناير الماضي، دعت منظمة العفو الدولية السلطات الإيرانية إلى تعليق تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة ضد 3 شبان إيرانيين وهم أرشيا تكدستان (18 عاما) ومهدي محمدي فرد (19 عاما) وجواد روحي (31 عاما). وقالت المنظمة في بيانها: “يجب على السلطات الإيرانية أن توقف على الفور المحاكمات غير العادلة والأحكام بالإعدام ضد ثلاثة متظاهرين الذين تعرضوا لتعذيب مروع خصوصا عبر تعريضهم لصدمات كهربائية والجلد وتعليقهم من أقدامهم وتهديدهم بالموت بالسلاح”.
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
للمزيد Facebook