آخر الأخبارأخبار محلية

القوى المسيحية تفرض نفسها.. لا لتكرار تجربة الـ90

بالرغم من ال”لا ثقة” المعلنة بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “التيار الوطني الحر”جبران باسيل من جهة اخرى، وبالرغم من الفشل العملي في تحقيق خرق حقيقي على مستوى الإستحقاق الرئاسي، الا أن تلاقي القوى المسيحية وتحالف غالبيتها رئاسياً حقق إنجازات مرتبطة بالحضور المسيحي ونفوذه السياسي داخل النظام.


بعيداً عن الزاوية السياسية التي يفكر وينظر منها “حزب الله” الى رئاسة الجمهورية، وبعيدا عن كون رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية احد الزعماء الاربعة الذين كرسوا حضورهم في بكركي قبل سنوات بإعتبارهم أحد الاقطاب الممثلين للوجدان السياسي المسيحي، لكن ذهاب الحزب الى ايصال فرنجية الى قصر بعبدا من دون دعم مسيحي كان سيشكل ضربة قاسمة لكل ما تم انجازه منذ العام 2005.

إستطاعت القوى المسيحية منذ العام 2005 تحقيق العودة شبه الكاملة الى السلطة، إن كان في التمثيل النيابي أو في مجلس الوزراء، وبالرغم من أن بعض القوى تعاملت مع التعيينات المسيحية بوصفها حقا مكتسبا، الا أن التوازن عاد وان بشكل محدود الى الإدارة اللبنانية، فهل يمكن أن يؤدي ايصال فرنجية الى ضرب هذا الحضور؟

تقول مصادر مطلعة ان ايصال فرنجية الى بعبدا لن يؤدي الى تدمير كل الحضور المسيحي في الادارة او في الحكومة، بل على العكس من ذلك فقد قد يحافظ المسيحيون على مكتسباتهم، لكنهم سيفقدون القدرة على التعطيل، ولعل هذه الميزة هي المدخل الاساسي في النظام اللبناني لتحصين الحضور والنفوذ.

وتشير المصادر الى ان المسيحيين من خلال تكتلهم في مواجهة “حزب الله” رئاسياً جعلوا من أنفسهم ممرا إلزاميا للإستحقاق الرئاسي، وهذا يعني انهم يقررون، ليس في إسم الرئيس فقط بل في برنامج عمل العهد المقبل من دون الأعتماد على رافعة سياسية وطائفية اخرى، كما كان حاصلا في السنوات الماضية، اذ كان “التيار” يعتمد على “حزب الله” و”القوات اللبنانية” تعتمد على “تيار المستقبل”…

حتى لو قرر احد اطراف التحالف المسيحي عقد تسوية أحادية مع القوى الاخرى لإعطائها الميثاقية، فإن ذلك سيعني أن حاجة القوى الاسلامية ضرورية للتحالف مع المسيحيين وخوض حوار جدي وعقد تسوية مع إحدى القوى على الاقل قبل الذهاب الى إنتخاب رئيس، وهذا بحد ذاته مكسب سياسي لا يمكن تجاوزه، بل يمكن البناء عليه خلال أي عهد او استحقاق مقبل. 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى