المعارضة تطالب الرئيس قيس سعيّد بالاستقالة “فورا” وفسح المجال أمام “مرحلة انتقالية جديدة”
نشرت في: 18/12/2022 – 13:07
دعت المعارضة التونسية الأحد الرئيس قيس سعيّد إلى “الاستقالة “فورا” بعد إخفاقه حسب رأيها في تنظيم الانتخابات التشريعية التي سجلت نسبة امتناع كبيرة بلغت حوالي 92 بالمائة. من جهته، أكد رئيس جبهة الإنقاذ الوطني أحمد نجيب الشابي أن هذه الانتخابات “تظهر أن قلة قليلة من التونسيين تؤيد نهج قيس سعيّد”.
بعد يوم واحد فقط من انتهاء الانتخابات التشريعية في تونس والتي عرفت نسبة امتناع قياسية بلغت حوالي 92 بالمائة، طالبت صباح الأحد المعارضة الرئيس قيس سعيّد “الرحيل فورا” من السلطة وبحجة أن “قلة قليلة من التونسيين تؤيد نهجه”.
و رأى رئيس جبهة الإنقاذ الوطني أحمد نجيب الشابي أن “هذا تخل شعبي كبير عن العملية” التي بدأت بتجميد مجلس النواب وإقالة رئيس الحكومة في 25 تموز 2021 ، قبل احتكار جميع السلطات”.
وأضاف أن ما حصل “حلقة من فشل متلاحق، بدءاً بلقاءاته الفاشلة في الولايات المتحدة الأمريكية أخيراً، ثم تأجيل صندوق النقد الدولي لاجتماعه مع تونس، وأخيراً هذا الفشل اليوم”.
وطالب الشابي برحيل سعيّد، وتولي قاضٍ إدارة انتخابات رئاسية جديدة وحوار وطني، موجهاً الدعوة للاتحاد التونسي للشغل وكل الأحزاب والشخصيات للقاء من أجل إنقاذ تونس.
من جهة أخرى، دعا الحزب الدستوري الحر إلى إعلان الشغور في منصب رئاسة الجمهورية، وإلى انتخابات رئاسية سابقة لأوانها طبق المعايير الدولية.
وفي بيان نشره على صفحته في فيس بوك، دعا إلى “استقالة حكومة بودن واكتفائها بتصريف الأعمال إلى حين إجراء انتخابات حرة تفرز حكومة شرعية”.
دعوات إلى تجميد هيئة الانتخابات وغلق جميع مقراتها
وشدد الحزب على ضرورة “تجميد هيئة الانتخابات الحالية وغلق مقراتها وحجز كل ما لديها من ملفات ووثائق ووضعها على ذمة النيابة العمومية ووقف صرف الأموال المرصودة لها وإيقاف العملية الإجرامية التي تقودها حالياً ورفع الحصانة عن أعضائها والتدقيق الإداري والمالي في أعمالها إلى حين تشكيل تركيبة جديدة محايدة ومستقلة تتسلم المهمة”.
فيما جدد الدعوة أيضا “للقوى المدنية لإمضاء الميثاق السياسي وإعلان رفض العودة إلى مربع التوافق مع الإخوان والانطلاق في الإعداد لمشهد سياسي وطني مدني يحافظ على مكاسب دولة الاستقلال ويتدارك الكوارث الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي سبّبتها منظومة ربيع الخراب والدمار خلال العشرية الماضية”.
أمل الحزب الجمهوري، فقال في بيان له صدر صباح الأحد، “إن الانتخابات المهزلة التي نظمتها سلطة 25 يوليو، وفي سابقة تاريخية، سجلت أدنى مستويات المشاركة الشعبية ببلوغ نسبة المقاطعة ما يزيد على 90% من مجموع الناخبين”.
مطالب بتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها
وحيّا الشعب التونسي “الذي أبى في الذكرى الـ12 لاندلاع ثورته المجيدة إلا أن يبعث برسالة عدم انخراط ورفض لمسار الانقلاب، ونزع عنه كل شرعية ومشروعية”.
وطالب في “ضوء النتائج المعلنة واحتراما لإرادة التونسيين، وقف هذا المسار العبثي وإلغاء دورته الثانية، ويدعو رئيس سلطة الأمر الواقع لاستخلاص النتائج المترتبة عن ذلك والتنحي عن الحكم وفسح المجال أمام مرحلة انتقالية جديدة تؤمن عودة الاستقرار وتعافي مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية”.
ودعا “كل القوى الحية المتمسكة بإنقاذ البلاد إلى “إطلاق مشاورات عاجلة تمهيدا لإطلاق حوار وطني ينتهي إلى إقرار خطة وطنية للإنقاذ ووضع برنامج متكامل للإصلاحات السياسية والاقتصادية في تونس ينتهي بتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها”.
رسالة شعبية لسحب الثقة من قيس سعيّد
من ناحيته، اعتبر حزب آفاق تونس أن “إرادة الشعب التونسي قادت إلى مقاطعة ما يُسمّى الدور الأول من الانتخابات التشريعية ورفض التصويت على مجلس نيابي صوري فقد كل مقوّمات الشرعية والمشروعية إثر امتناع الأغلبية الساحقة من الناخبين عن التوجّه إلى مراكز الاقتراع في رسالة واضحة للتعبير عن رفضهم لهذه المنظومة غير المسبوقة والبعيدة عن المشاغل الحقيقية للمواطن”.
واعتبر الحزب “هذه النسبة المتدنية في المشاركة غير مسبوقة في تاريخ البلاد منذ سنة 2011، وتحمل في طياتها بشكل واضح وجليّ العديد من الرسائل، أهمها رسالة شعبية لسحب الثقة من قيس سعيّد، ومن مسار منظومته السياسية والدستورية القائمة على الشعبوية والحكم الفردي والتسلّط، وهي أيضاً مقاومة ورفض لمشروع البناء القاعدي والانحراف المتواصل نحو الممارسات البائدة وانتهاك الحقوق والحريّات”.
دعوة قيس سعيد إلى “التوقف عن سياسة المكابرة والإنكار”
ووجهت النتائج، بحسب الحزب “رسالة احتجاج قوية ضد التردي المتواصل للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وفشل قيس سعيّد الذريع في إدارة شؤون البلاد وعجزه عن الإصلاح”.
️ودعا “آفاق تونس” الرئيس قيس سعيّد إلى “احترام إرادة الناخبين والاعتراف بفشل منظومته السياسية وعجزها عن تلبية تطلّعات الشعب التونسي في الحرية والكرامة، والتوقف عن سياسة المكابرة والإنكار ويطالبه بإجراء انتخابات رئاسية مبكّرة تؤسس لمرحلة جديدة من الإصلاحات الحقيقية”.
من جانبها، قالت عضو “مواطنون ضد الانقلاب”، شيماء عيسى، إن “أغلب مراكز الاقتراع كانت خالية من الناخبين، ونعتقد أن نسبة 8.8 بالمائة غير صحيحة، والنتيجة لا تتعدى الـ3 بالمائة، ولا بد من إقالة هيئة الانتخابات التي لم تكن محايدة”، مضيفة أن “هناك العديد من المغالطات وتشويه الخصوم في خطابات الهيئة”.
“البرلمانيون المنتخبون الجدد أفضل بكثير من السابقين”
وإلى ذلك، أضاف محمد فرحات، مبعوث فرنس24 إلى تونس: أن “نتائج الانتخابات مخيبة للآمال هنا في تونس”، مضيفا أن “أسئلة عديدة طرحت من قبل الصحافة لفاروق بوعسكر، رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات لمعرفة أسباب غزوف التونسيين عن التصويت لكنه لم يجيب عنها”.
فيما اكتفى فاروق بوعسكر بالقول أن “البرلمانيين المنتخبين الجدد أفضل بكثير من السابقين خاصة وأن كان هناك بعض البرلمانين السابقين الذين فازوا بالتصويت بفضل ثلاث مئة صوت فقط”.
وصوت التونسيون في 17 ديسمبر/كانون الأول الماضي في أول انتخابات تشريعية منذ تولي الرئيس قيس سعيّد السلطة التنفيذية والتشريعية في البلاد في 25 يوليو/تموز 2021 وحل البرلمان في 30 آذار/ مارس 2022.
واعتبر مراقبون أن هذه الانتخابات هي الخطوة الأخيرة لإرساء مشروع الرئيس قيس سعيّد من أجل جمهورية جديدة تقطع مع الماضي وتضع أولى أحجار البناء القاعدي الذي يسعى لإرسائه.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook