ازمة رغيف على الابواب؟
كتبت جريدة الاخبار:
خلق هذا الأمر أزمة توزيع. ففيما توافرت الكميات في مطاحن، شحّت في مطاحن ثانية، ونفذت في مطحنتين كبيرتين أبرزهما بقاليان والتاج. رغم ذلك، يطمأن وزير الاقتصاد أمين سلام، بأن المخزون يكفي لمدّة شهر ونصف. إلا أن تصريحه لا يأخذ أي اعتبار لعملية التوزيع التي غالباً ما تخضع لمراعاة الحصص السوقية بين التجّار، أي أنهم يراعون تقسيم السوق ومبيعاتهم على شكل كارتيل احتكاري فلا تستقطب مطحنة زبائن مطاحن أخرى. فقد قال الوزير في تصريح أمس، إن «مخزون القمح يبلغ 45 ألف طن، ويكفي لشهر ونصف الشهر». وقبلها بأيام شدّد على أن «كلّ مَن يُعلن وجود أزمة خبز يضرّ بالصّالح العام ويخلق حالة بلبلة «بلا طعمة» في السوق. وليس كلّ شخص يُصدر تصريحاً يُعتبر مصدراً موثوقاً».
ويوضح المدير العام للحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد جريس برباري أنه «بحسب رئيس الحكومة، تقدّر حاجتنا الشهرية لكميات القمح بنحو 36 ألف طن. وفي الثالث أو الرابع من الشهر الجاري بلغ مخزوننا من القمح 25 ألف طن، وبعدها بيومين فتح مصرف لبنان الاعتمادات لثلاث بواخر قمح، ما رفع المخزون إلى نحو 40 ألف طن. وإذا افترضنا أن هذه الكمية تراجعت خلال الأيام الماضية، فالأكيد أن ما تبقى من مخزون لا يقل عن 35 ألف طن وبالتالي يكفي لمدّة شهر».
في المقابل، لا تنفي المطاحن ما يقوله برباري، إلا أنها تختلف معه حول المدّة «فمع هذه البواخر يصبح المخزون كافياً لمدة أسبوعين وليس لمدّة شهر». والمطاحن تشكّك بمعطيات الوزير، إذ أنه بحسب مصادرها «لا معرفة لدينا إذا كانت للوزير معطيات أخرى نجهلها. حتى اللحظة لا يوجد أزمة، لكن الأمور قد تختلف خلال الأيام المقبلة». حالياً، وبحسب المصادر هناك «مطحنتا بقاليان والتاج متوقفتان عن العمل. والتاج توفر القمح لثلاث مطاحن صغيرة في كل من البقاع والذوق والدورة، والتي ستتوقف بدورها عن العمل. بالتالي وحتى لو فرضنا أن ما يقوله الوزير دقيق من أن المخزون المتوافر يبلغ 45 ألف طن إلا أن هذا سيعيدنا إلى أزمة وقعنا فيها سابقاً حين توافر القمح لدى عدد من المطاحن وانقطع لدى أخرى، وهو ما سينعكس سلباً على الإنتاج».
من جهتها كتبت جريدة نداء الوطن:
ضاع المواطنون في المواجهة القائمة بين وزير الإقتصاد والتجارة أمين سلام، الذي يؤكّد أن القمح متوفّر ويبلغ 45 ألف طن ويكفي لشهر ونصف الشهر، وبين المطاحن التي لا توفّر الطحين لتلبية حاجات السوق، واتحاد نقابات الأفران من جهة أخرى الذي يؤكد عدم وجود طحين لديه مطالباً في اعتصام نفّذه أمس بإعادة النظر في سعر ربطة الخبز بعد ارتفاع كلفة العناصر الاساسية الداخلة في صناعة الرغيف، لا سيما زيادة سعر طن المازوت 200 دولار وطن السكر 100 دولار.
وبالنسبة الى الأفران، قال سلام: “هي لا “تقصّر” بدورها اذ تحصل على الطحين المدعوم ولا تستخدمه للخبز العربي، بل اكثر من ذلك تبيعه في أكياس باعتباره غير مدعوم وتسجل ارباحاً من دون تكبّد عناء صناعة الرغيف المكلف لتوفيره للمواطنين، وهذا الأمر غير مقبول”.
وأكّد سلام أن “الدولة اللبنانية أدّت كل واجبها وأمّنت المبالغ واستمرارية استقدام القمح من الخارج، ووصول الشحنات وفتحت الإعتمادات من مصرف لبنان ودخل القمح الى الأسواق وسلّم للقطاع الخاص”. واصفاً ما يقوم به القطاع الخاص في هذا الملف “بالغش والتقصير والاحتكار الموصوف”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook