الشعلة المقدسة: رسالة القيامة من القدس الى بيروت
تشخص الأنظار ابتداء من ظهر اليوم إلى كنيسة القيامة في القدس بفلسطين، حيث ستظهر أعجوبة جديدة للنور المقدس ، الذي سيفيض من قبر السيد المسيح.
تاريخ الشعلة
الكتابة الأولى عن فيض النور المقدس في كنيسة القيامة ظهرت في أوائل القرن الرابع الميلادي، حيث يذكر المؤرخون عجيبة فيض النور في أوائل القرن الميلادي الأول، منهم القديسان يوحنا الدمشقي وغريغوريوس النيصصي اللذين يرويان كيف أن الرسول بطرس رأى النور المقدس في كنيسة القيامة، وذلك بعد قيامة السيد المسيح عام 34 بعد الميلاد.
رئيس أحد الأديرة في روسيا الأرشمندريت دانيال، يصف في مذكراته التي كتبها ما بين العامين 1106 و1107، ما شاهده أثناء وجوده في القدس كالآتي: “إن البطريرك الأرثوذكسي يدخل إلى الكنيسة حاملا شمعتين، فيركع أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح المقدس، ثم يبدأ بالصلاة بكل تقوى وحرارة، فيفيض النور المقدس من داخل الحجر بطيف لونه أزرق، ويضيء شمعتي البطريرك، ومن ثم يضيء القناديل وشموع المؤمنين”.
وبحسب شهود في الكنيسة، فإن هذا النور يبقى غير حارق مدة 33 دقيقة، وهو عمر السيد المسيح على الارض، ليعود بعدها ويصبح ناراً حارقة، ومن هنا نرى المؤمنين في باحة كنيسة القيامة يتباركون من هذا النور، ويمررونه على جسمهم من دون أن يحرقهم.
إلا أن الكثيرين وعلى الرغم من تكرار الأعجوبة، ما زالوا يشككون بها، إلا أن التفتيش الذي يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي على باب القبر، يمنع إدخال أي مواد حارقة مع بطريرك الروم الأرثوذكس، ما يدحض كل الأقاويل التي تتحدث عن إشعالها يدوياً.
ولفت في حديث عبر “لبنان 24” إلى أن خبرات الكثير من الأشخاص الذين عاينوا ما جرى في كنيسة القيامة واشتعلت شمعتهم من دون الدخول إلى القبر، تؤكد حصول الاعجوبة، وبالتالي فإن من لا يؤمن بهذه الاعجوبة، فهو حرّ.
الشعلة في لبنان
وككل عام ستصل الشعلة إلى بيروت مساء اليوم، حيث يتوجه وفد من اللقاء الأرثوذكسي، ومجموعة من الكهنة، عبر طائرة خاصة إلى الأردن، الذي تصله الشعلة من الأراضي المقدسة، على أن تكون مساءً في بيروت حيث من المقرر أن يكون لها استقبال رسمي وكنسي في قاعة الشرف في مطار بيروت، و توزع بعدها على جميع الرعايا في لبنان، ومنها إلى المؤمنين ليتبارك بها كل بيت.
وفي هذا الإطار، يلفت الأب ابراهيم إلى أن الطريقة التي يتم فيها نقل الشعلة المقدسة من الأردن إلى بيروت في الطائرة، منذ العام 2006 مدروسة، إذ يكون هناك العديد من الشمعات التي تكون مشتعلة ، ويتم في كل مرة أخذ الإحتياطات في مسعى لإبقاء الشعلة مضاءة، مؤكداً أن البلدان البعيدة عن القدس، لا يستعملون الشمع بل يستعملون سائلاً قابلاً للإشتعال رغم الحركة لكي يبقي الشعلة مضاءة إلى حين الوصول إلى البلد المقصود.
ورداً على سؤال عن المدة التي يجب أن تبقى فيها الشعلة مضاءة في المنزل، أكد الأب ابراهيم أن الشعلة في الكنائس الأرثوذكسية تبقى في كثير من الأحيان من سنة إلى أخرى، وفي المنازل يمكن أن تبقى من عام إلى آخر فاذا اطفأت في مكان تشتعل من مكان ثان، لأنها شعلة مباركة كونها تأتي من قبر السيد المسيح.
ويبقى الأمل أن تحمل هذه الشعلة السلام والأمان لهذا البلد المجروح الذي يتألم من مصائبه، وأن تكون قيامة السيد المسيح قيامة لهذا الوطن ورجاء بغد أفضل.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook