جولة جديدة من المحادثات للتوصل إلى تفاهم بشأن الاتفاق النووي الإيراني
نشرت في: 05/03/2022 – 12:00
في خطوة جديدة من المساعي الدولية للتوصل إلى تفاهم بشأن الاتفاق النووي الإيراني، بدأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي السبت محادثات مع طهرن، حيث التقى رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، فيما يعتزم لقاء وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان في وقت لاحق.
انطلقت المحادثات بين المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي السبت مع طهران، وسط أجواء من التفاؤل الحذر بإمكان التوصل إلى تفاهم بشأن الاتفاق النووي.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية (إرنا) التقى غروسي، صباح السبت، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، وأشار المصدر إلى أنه سيلتقي في وقت لاحق وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان.
وأفاد المتحدث باسم المنظمة الإيرانية بهروز كمالوندي في تصريحات للتلفزيون الرسمي “نتوقع أن تتم مراجعة المسائل بيننا وبين الوكالة، وأن يحصل تفاهم بشأن الطريقة التي ستتم من خلالها متابعة المواضيع المختلفة، إن شاء الله”.
ويذكر أن غروسي وصل الجمعة إلى إيران في زيارة تأتي بموازاة الجهود التي تبذل في فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم في 2015، والتي بلغت مراحل حاسمة.
وأبرم الاتفاق بين إيران وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، وهدفت من خلاله الدول الغربية إلى ضمان عدم تطوير طهران لسلاح ذري، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية على الدوام.
لكن مفاعيله باتت في حكم اللاغية منذ انسحاب واشنطن أحاديا منه في 2018، معيدة فرض عقوبات قاسية على طهران، ما دفع الأخيرة إلى التراجع تدريجا عن غالبية التزاماتها النووية الأساسية.
وقال غروسي الجمعة: “أتوجه إلى طهران اليوم لعقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين غدا للتطرق مسائل عالقة في إيران”، مؤكدا أن “التوقيت حساس لكن يمكن تحقيق نتيجة إيجابية للجميع”.
للمزيد: ماذا ينقص إيران لامتلاك سلاح نووي؟
وجاءت زيارة غروسي بعد أيام من تأكيده أن الوكالة “لن تتخلى أبدا” عن جهودها لدفع طهران إلى تقديم توضيحات بشأن وجود مواد نووية في مواقع غير معلنة على أراضيها.
وتؤكد إيران أن التفاهم في فيينا لن يتحقق ما لم يتم إغلاق هذا الملف الذي تضعه في إطار “مزاعم سياسية”. ويفترض أن يعقد غروسي مؤتمرا صحافيا عند عودته إلى فيينا مساء السبت.
وتهدف مفاوضات فيينا إلى إعادة واشنطن لاتفاق 2015، وعودة إيران للامتثال الكامل لتعهداتها النووية. وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها في ظل برنامج رقابة من الوكالة يعد من الأكثر صرامة.
لكن الولايات المتحدة انسحبت منه في 2018 في عهد إدارة دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات تسببت بأزمة اقتصادية ومعيشية حادة في إيران.
وردا على الانسحاب، بدأت طهران اعتبارا من 2019 التراجع عن التزاماتها النووية، وخصوصا زيادة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات تفوق بشكل كبير السقف المحدد في الاتفاق.
“حسن نية” إيرانية
ورأت صحف إيرانية السبت أن الاتفاق بين إيران والوكالة ممكن، مما قد يمهد لتفاهم يعيد العمل باتفاق 2015. حيث كتبت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية “يمكن لإيران والوكالة الدولية التوصل إلى خريطة طريق لحل المشكلة ضمن مهلة محددة، وإقفال الملف تزامنا مع دخول الاتفاق النهائي جيز التنفيذ”.
من جانهبا اعتبرت صحيفة “إيران” الحكومية أن العلاقة بين طهران والوكالة “في طور التحسن بفضل مبادرات وحسن نية إيران”.
وتأتي لقاءات غروسي في طهران غداة إبداء جوزيب بوريل، وزير خارجية الاتحاد الأوروبي الذي يتولى تنسيق مباحثات فيينا، أمله “في تحقيق نتائج خلال عطلة نهاية الأسبوع” من أجل “إحياء اتفاق” 2015 لكنه أكد في الوقت نفسه استمرار وجود نقاط خلافية.
وأتى ذلك بعد اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني الذي أبدى استعداده “للذهاب إلى فيينا عندما يقبل الغربيون خطوطنا الحمر المتبقية (…) بما في ذلك الضمانات الاقتصادية الفاعلة”. لكن الوزير الإيراني لم يوضح ما هي هذه الضمانات أو “الخطوط الحمر”.
وأكد الأطراف الأوروبيون المشاركون في مفاوضات فيينا، أن الاتفاق “قريب”، مع عودتهم إلى عواصمهم للتشاور.
وأفادت رئيسة الوفد البريطاني ستيفاني القاق عبر تويتر الجمعة “نحن قريبون” من اتفاق، موضحة أن المفاوضين الأوروبيين “سيغادرون قريبا لإطلاع الوزراء، ومستعدون للعودة قريبا”.
أمر “ملح”
وكانت نائبة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جالينا بورتر أكدت الخميس أن المفاوضين أحرزوا “تقدما مهما”، محذرة من أنه “لن يكون لدينا اتفاق ما لم تحُل بسرعة المسائل المتبقية”.
ويعتبر الغربيون أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة للتفاهم، لا سيما في ظل تسارع الأنشطة الإيرانية، ما سيجعل الاتفاق غير ذي فائدة. وأكدت فرنسا أن إبرام اتفاق “هذا الأسبوع” أمر “ملح”.
ويرى مراقبون أن الغربيين قد يغادرون المفاوضات إذا لم يتم التوصل إلى تسوية في نهاية هذا الأسبوع.
وتأتي زيارة غروسي إلى طهران قبيل اجتماع لمجلس محافظي الوكالة اعتبارا من الاثنين، وبعد أيام من تقرير جديد لها تؤكد فيه مواصلة طهران تعزيز مخزونها من اليورانيوم المخصّب، والذي بات يتجاوز بأكثر من 15 مرة الحد المسموح به في اتفاق العام 2015.
وتفيد تقديرات في منتصف شباط/فبراير بأن إجمالي احتياطي طهران ارتفع إلى 3197,1 كيلوغراما، مقابل 2489,7 كيلوغراما في تشرين الثاني/نوفمبر، بعيدا عن السقف البالغ 202,8 كيلوغراما (أو 300 كيلوغراما ما يعادل سادس فلوريد اليورانيوم).
وتجاوزت إيران مطلع العام الماضي معدل التخصيب المحدد بـ3,67 بالمئة في اتفاق 2015 ورفعته بداية إلى 20 بالمئة، ولاحقا إلى 60%، ما أثار قلق الغرب نظرا لأن إيران باتت قريبة من نسبة 90 بالمئة التي تتيح استخدام اليورانيوم لأغراض عسكرية.
وتعود آخر زيارة لغروسي إلى إيران إلى تشرين الثاني/نوفمبر.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook