جريمة أسريّة تسببها الهجرة في لبنان!
نشوء الأبناء، أياً تكن أعمارهم، بعيداً عن والديهم أو أحد الوالدين، وفق معالجين نفسيّين، يسبّب خللاً في نظام التربية وفي توزّع المهام بين الوالدين، لا يقتصر تأثيره على مرحلة الطفولة، بل يمتد طوال العمر، إذ إن التربية لا تقتصر على الماديات، بل تشمل المواقف والذكريات والنشاطات الصغيرة وقضاء الوقت الكافي مع الأبناء.
وفي دراسة نشرتها دورية «تشايلد سايكولوجي آند سايكايتري» العلمية المتخصّصة أن التفاعل الوجداني بين الأب والطفل يُنبئ بالنمو العقلي والنفسي السليم للأخير. وكلما زاد تفاعل الآباء مع أطفالهم وجدانياً، انخفضت فرص ظهور مشاكل سلوكية لدى الطفل ولا سيما في المراحل اللاحقة من عمره. وكلما زاد دعم الآباء عاطفياً في الصغر، زاد رضى الطفل عن الحياة وتحسّنت علاقته بمن حوله.
المعالج النفسي ومستشار الأزواج والبالغين فادي الحلبي يؤكّد إمكانية تفادي الوقوع في أزمةٍ نفسيّة أو تضعضع العلاقة الزوجية «إذا ما استطاعت العائلة وضع الخطط المناسبة للتعامل مع الوضع الجديد، كتخصيص وقت للتواصل اليومي المستمرّ وتعويض الغياب الجسدي بالمعنوي». كما ينبغي «حلّ الخلافات العالقة بين الزوجين قبل السفر لأن البعد يزيد الشرخ»، لافتاً إلى أهمية «تخصيص الزوج مساحات مختلفة لكل من الزوجة والأولاد كلّ على حدة، وجميعهم في وقت واحد». ومن المهم، وفق الحلبي، «خلق جو عائلي دائم، ووضع خطط مسبقة لكلّ موضوع أو نشاط»، لأن «من سلبيات عدم التخطيط وبناء القواعد الأساسية للعلاقة عن بعد، خلق حالة من اثنتين: إما تعلّق شديد أو ابتعاد كلّي ولا سيما بين الأب والأبناء»، أمّا في ما خصّ الزوجين فـ«من الممكن أن يولّد ذلك شعوراً بالاستقلالية التامة يصعب معه التكيّف مع وجود شريك ومشاركته الحياة عن كثب». والأهم، أن «يعي الأب/ الزوج مسؤوليته تجاه عائلته. فالابتعاد الجغرافي لا يُعفيه من دوره الأبوي والزوجي، ومع تقدّم التكنولوجيا بات من السهل المحافظة على هذا الدور ولو افتراضياً، ومواكبة العائلة على مدار الساعة، والتواصل الدائم بين الزوجين». والأهم، وفق الحلبي، «الأخذ في الاعتبار أن السفر هدفه بالدرجة الأولى هو العائلة، وعدم الانجرار وراء الغياب على حسابها».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook