احتفالات رأس السنة… ما الذي تغير بين الأمس واليوم؟
ها قد وصلنا إلى 2022 وكلنا أمل بأن البحبوحة التي مضت ستعود، والأزمات التي استجدت ستزول. دقت الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل فهنأ اللبنانيون بعضهم بعضًا، مصرين على أنه كما تغيرت عقارب الساعة وكما تبدلت الأرقام سيتغير الواقع من دون أن ينكروا أن الوضع صعب.
دقت الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل. احتفلت العائلات قدر المستطاع .الأطفال يشاهدون الألعاب النارية الضئيلة، الأمهات يدعين بأيام أفضل، والأجداد وكبار السن يسيطر على مخيلتهم ماض جميل ويستقر عند عتبة لسانهم جملة تقول “ليت الزمان يعود يومًا”. فما الذي تغير بين الأمس واليوم؟
العم ابراهيم، رجل سبعيني، يروي لـ”لبنان 24″ الاحتفالات التي كانت تجري في نهاية كل عام أيام زمان، فيقول: “كان يجتمع العديد من العائلات في منزل واحد وتكون “ليلة العمر” كما يقول المثل حيث تقضي هذه العائلات 24 ساعة مع بعضها بفرح”.
ويشير إلى أنه “كان يتم الاعتماد على الطعام الطبيعي، حيث كان يتم ذبح الأضحية مثلُا أو تقوم العائلات بطبخ هريسة العيد، أما اليوم فغالبية المأكولات التي يتم الارتكاز عليها في الأعياد هي صناعية”.
وفي الوقت الذي كانت تجتمع العائلات والجيران مع بعضهم البعض ليحتفلوا بنهاية العام أصبح الآن هناك “نفور اجتماعي” وفق العم ابراهيم و”تشتت المجتمع نتيجة الأزمة المعيشية التي يمر بها المواطنون إضافة إلى الثورة التكنولوجية بالأخص دخول التلفزيون إلى مختلف المنازل إذ كان له أثر كبير بتفرقة الناس بالأخص خلال الاعوام العشرة الماضية ففقدت الألفة في المجتمع”. ويضيف أن كورونا مؤخرًا “قضت على العلاقات الاجتماعية”.
أما في أول أيام السنة الجديدة، فيشير العم ابراهيم إلى أن “ثمة أمرًا جميلًا كان يميز الأيام الماضية وهي أن عيد رأس السنة كان يسمى بـ”عيد صباح الخير”، حيث كان من يسبق أشقاءه في تهنئة والديه بمناسبة السنة الجديدة يتم تقديم “الحلوينة الكبيرة” له وغاليًا ما تكون مبلغًا ماليًّا”.
أما هلا، وهي امرأة خمسينية، فتستذكر الأيام الماضية قائلة: “كان المواطنون يهتمون كثيرًا بملابس العيد ويتجمع الأقارب في منزل العائلة وكان يتم ذبح الأضحية ويتم توزيعها على أرباب البيوت والجيران. أما في اليوم التالي فيقومون بزيارة المواقع الدينية كما أن الأحفاد كانوا يتجهون عند أجدادهم ليأخذوا “الحلوينة”.
وتشير هلا إلى أن “ثمة أمرًا إنسانيًّا جميلًا كان يحدث كل عام ويتمثل بمصالحة الأشقاء المتنازعين مع بعضهم لكي يبدأوا السنة الجديدة بسلام كما أن من يكون في وضع معيشي صعب يقوم “أهالي الضيعة” بتقديم المساعدات له لكي يستطيع الاحتفال برأس السنة ويتحسن وضعه المعيشي إلى حد ما”.
ومن الأمور الجميلة التي كانت تحدث وفق هلا هي “المشاوير إلى العاصمة بيروت حيث يتجمع أهل الدار (أي العائلة) ويتجهون في “بوسطة كبيرة” إلى بيروت لرؤية الزينة حيث لم يكن يوجد سابقًا في الأرياف زينة على الطرقات مثل بيروت، فكان ذلك يشكل لنا فرحة كبيرة”.
نازك، امرأة أصبحت على مشارف السبعين، تتمنى أن تعود أيام زمان، وتقول لـ”لبنان 24″: “أذكر حين كنا شبابًا كنا نقوم بالسهر حتى الصباح وكنا نشعر بفرحة العيد حيث كنا نذهب إلى شارع الحمرا عند الساعة ١٢ مع بداية العام الجديد كانت الأجواء جميلة جدًّا بالأخص أن الأفراح كانت تعم وسط الشوارع فتشاهد من يرقص وسط الطريق تزامنًا مع زمامير السيارات التي كانت تسمع ابتهاجًا بفرحة العيد، كما ترى المواطنين كبارًا وصغارًا يغنون ويستمتعون بالألعاب النارية”.
” وتضيف: “أذكر أننا في تلك الأيام نقوم بالسهر حتى الصباح الباكر وننتظر فطور العيد من قبل أهلنا التي عادة ما يكون مميزًّا، مشيرةً إلى أن “في تلك الأيام كان هناك رخص في السلع الغذائية على عكس الأيام التي نعيشها ودائمًا ما نسترجع الذكريات عبر الصور التي ما زالت موجودة ونترحم على أيام الماضي ونقول يا ليتها تعود”.
فهل تعود أيام الزمن الجميل؟ إنه أمر صعب ولكنه ليس مستحيلًا ويبقى الأمل ينبض مع كل فجر جديد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook