آخر الأخبارأخبار دولية

النسويات يضطررن إلى إخفاء هوياتهن في ظل عمليات حجب نشيطة جدا

نشرت في: 17/11/2021 – 18:02آخر تحديث: 19/11/2021 – 17:35

على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، أصبح من المستحيل التحدث عن بينغ شواي لاعبة كرة المضرب التي اتهمت نائب رئيس الوزراء السابق زهانغ غاولي باغتصابها إذ يتم حجبها بشكل فوري. وفي ظل غياب فضاء للتعبير عن المساندة لهذه اللاعبة، بالكاد يسمع صوت النسويات الصينيات في البلاد. حيث تعيش ناشطات حملة “أنا أيضا” #MeToo في الصين في مناخ من الحجب والخوف يجب عليهن الحذر خلاله، حسب تأكيد مراقبتنا” كريستال'” إحدى قادة هذه الحملة في الصين.

في 2 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، نشرت لاعبة كرة المضرب الدولية بينغ شواي رسالة طويلة على حسابها في موقع ويبو – الذي يعادل موقع تويتر في الصين- تتهم خلالها نائب رئيس الوزراء الصيني السابق زهانغ غاولي باغتصابها. وبعد عشرين دقيقة من نشر الرسالة تم حذفها ولم يتم نشر أي معلومة جديدة بشأن اللاعبة فيما أعلن الاتحاد الدولي للاعبات كرة المضرب دبليو تي آي أن اللاعبة موجودة في مكان آمن.

وعلى موقع ويبو الصيني، لم يتبق أي أثر لهذه الشهادة غير المسبوقة بالنسبة لحركة #MeToo “أنا أيضا”. وقد بدأت حملة #MeToo (أنا أيضا) في الولايات المتحدة في سنة 2017 بهدف تشجيع النساء على التحدث عن التحرش الجنسي الذي تعرضن له ووصلت هذه الحملة إلى الصين في سنة 2018 بعد أن اتهمت كاتبة السيناريو شيانزي المقدم المشهور في التلفزيون العمومية الصيني سي سي تي في زهو جو بالتحرش بها جنسيا. وقد تم حفظ هذه القضية في أيلول/سبتمبر الماضي بعدم سماع الدعوى.

“كريستال” هي امرأة صينية في الثلاثينيات من عمرها وتعد أحد أهم وجوه هذه الحملة. وانطلاقا من الولايات المتحدة حيث تعيش منذ خمسة أعوام، تحاول كريستال التنسيق مع ناشطات حملة #MeToo في الصين. وحسب كريستال، فإنه قد أصبح من المستحيل التحادث مع بينغ شواي منذ نشر رسالتها بشأن الاغتصاب.

 لاعبة كرة المضرب الصينية تتهم أحد أكثر الرجال نفوذا في البلاد. وقد تم حجب رسالتها بهذه السرعة لدرجة أنني لم أتمكن من قراءتها بنفسي. وعلى موقع وي تشات [ فريق التحرير: الذي يعادل موقع واتساب في الصين] يتم حذف كل الرسائل التي تحتوي على اسمها أو اسم عائلتها. وما لم تقم بالتعمق في البحث عن المعلومات، يبقى من المستحيل معرفة ما الذي جرى مع بينغ شواي.

“لا تملك النسويات أي فضاء للتعبير عن دعمهن لبينغ شواي”

وعلى الرغم من كل ذلك، حاولت بعض النسويات في الصين إظهار دعمهن لبينغ شواي من خلال مبادرات مجهولة المصدر خارج مواقع الإنترنت الصينية. إذ يمكن موقع الإنترنت “ستانذ ويذ بينغ شواي” (ساندوا بينغ شواي) على سبيل المثال من ترك رسائل لهذه الرياضية. وهي مبادرة تلقى ثناء من كريستال.

نحن بحاجة إلى مثل هذا الفضاء. يبقى من الصعوبة بمكان النفاذ إلى هذا الموقع من الصين لكنه يمكن من الحديث عن القضية وإظهار الدعم لبينغ شواي وأنها ليست وحدها.

الحكومة تحاول إخفاء وجود بينغ شواي وجعل الأمر وكأن هذه الاتهامات لم تحصل أصلا… هذا الموقع يمكن أيضا من عدم نسيان قضيتها.

This screengrab shows a website and blog in support of Peng Shuai, created using the platform “Padlet”. © Padlet

“تم حجب عدد كبير من حسابات الناشطات النسويات في الصين”

في الصين، اصطدمت حملة #MeToo بالحجب منذ البداية. وما يؤكد على ذلك وجود وسم مثل 米兔 (ريز) أي “أنا” و”تو” أي أيضا: وهي طريقة لتجاوز خوارزميات موقع ويبو الذي غالبا ماي يقوم بحجب المنشورات التي تستخدم الوسم باللغة الإنكليزية.

ولم يتم تناول القضية بتاتا في كبرى وسائل الإعلام الصينية فيما تتعرض صفحات موقع ويبو التي تديرها نسويات إلى الحجب بشكل دوري من قبل إدارة الموقع تحت تعلة نشرها لأخبار “غير قانونية وخطيرة”.

وتواصل كريستال قائلة:

لقد تم حظري بشكل تام في موقع ويبو. وعلى حسابي في الموقع، لم أقم بشيء سوى إظهاري دعم لناشطات حملة #MeToo لا غير.

الوضع أصبح أكثر سوءا منذ بداية العام الحالي. فقد تم حجب حسابات عدد كبير من الناشطات النسويات في الصين أو كانوا ضحايا لعمليات تهديد إلكتروني وذلك لأنهم اتهموا الحكومة بالتخاذل وأشاروا إلى عيوب النظام.


petit rassemblement pro-féministes devant l’université de Wuhan en soutien d’étudiantes au compte Weibo supprimé

تجمع صغير لأنصار النسويات أمام مقر جامعة ووهان دعما للطالبات اللاتي حذفت حساباتهم على موقع ويبو.

وتأتي التهديدات في نفس الوقت من معادي النسوية ومن السلطات التي تتهم في بعض الأحيان النسويات بالدفاع عن أفكار خارجية أو مناصرتهم لاستقلال تايوان وهونغ كونغ بغية تبرير تصرفها معهن. أما الصحافية هوانغ شوكين المعروفة بتغطيتها لنشاطات حملة #MeToo في الصين، فقد تم اعتقالها منذ شهر أيلول/سبتمبر 2021 بتهمة “تجاوز سلطة الدولة”.

كما تحدثت كريستال أيضا عن التهديدات التي تعرضـت إليها النسوة من قبل رجال الشرطة من اللاتي أكدن رسائل خاصة رغبتهن في دعم شيانزي في قضيتها ضد مقدم البرامج المعروف في قناة سي سي تي في.

تولي الحكومة اهتماما كبير بحملة #MeToo ولا تعلم كيف يمكن إيقافها. وتريد معرفة من “يختفي وراءها”. وما لا تفهمه السلطات الصينية هو أنه لا أحد يقف وراءها. إنهن مجرد نساء ينددن ما تعرضن له بشكل عفوي وإرادي وذلك بسبب تعرضهن لسوء المعاملة من قبل النظام ولأنهن رأين نساء أخريات يجرؤن على كشف ما تعرضن له.

والنساء اللواتي يتم اعتباره على أنه “منظمات” هذه الحملة هن في معظم الأحيان نساء عاديات يبدين دعمهن لنساء أخريات.

وحسب كريستال، فإن الحجب والتهديد ليس ممنهجا فهي شخصيا أو عائلتها التي ما زالت تقيم في الصين على سبيل المثال لم يتعرضوا إلى حد الآن إلى أي مشكل. وتأمل كريستال أن تواصل الحملة في تمددها على الرغم من الحجب.

ولم تتوقف الحملة بعد بالرغم من كل هذه المصاعب والعراقيل. فكشف لاعبة كرة المضرب بينغ شواي عما تعرضت له وكسر جدار الصمت يمثل دليلا على أن حملة #MeToo في الصين تستمر في التصاعد. حتى وإن حاولت الحكومة الصينية كتم صوتها فلن تتمكن من ذلك باعتبار أن عددا كبير من النساء تعرضن لسوء المعاملة منذ وقت طويل.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى