آخر الأخبارأخبار محلية

الخيار الرئاسي الثالث…هل يحمله معه لودريان؟

اليوم دور الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان، وغدًا قد يأتي موفد آخر لدولة أخرى. مشكورة كل تلك المساعي الدولية، وبالأخص دول المجموعة الخمس. ولكن هل كل تلك هذه المساعي وحدها تنتج رئيسًا للجمهورية، كممر الزامي وضروري للولوج إلى حلّ شامل للأزمة اللبنانية بكل تفاصيلها وتفرعاتها وتشعباتها، بدءًا من التعقيدات السياسية وصولًا إلى المشاكل الاقتصادية والمالية، التي تعاني منها البلاد؟ 

Advertisement

وفق المعطيات المتوافرة فإن التدّخل الخارجي لمساعدة لبنان للخروج من أزماته العميقة لن يكون مجديًا بما فيه الكفاية، خصوصًا إذا كان هذا التدّخل فرديًا. فثمة تقاطع مصالح بين الدول المعنية بلبنان، الذي لا يمكن أن يكون جزيرة منعزلة ومنفصلة عن محيطها، وهو يتأثر، سلبًا أو إيجابًا، بكل ما من شأنه أن يقرّب بين اللبنانيين أو ما يباعد بينهم. 
فالأساس في أي حلّ يجب أن يكون داخليًا. فإذا لم يتفق اللبنانيون بين بعضهم البعض على اخراج بلادهم من عنق زجاجة الأزمات المترابطة بين بعضها البعض فلا أحد قادر على الحلول مكانهم. هكذا كان الأمر في الماضي، حيث كان الخارج مساهمًا في الحلّ، إذ لا يمكن أن يُفرض هذا الحلّ فرضًا ما لم يكن الداخل مهيّأ للتفاعل معه إيجابيًا، تمامًا كما كانت عليه الحال في مؤتمر الطائف، ومن بعده في مؤتمر الدوحة، على رغم بعض الملاحظات، التي يمكن أن تساق سواء بالنسبة إلى عدم تطبيق كل بنود اتفاق الطائف، أو ما نتج عن اتفاق الدوحة من تشويه لبعض أسس الديمقراطية، والتي تطبق استنسابيًا كما هي الحال اليوم مع الانتخابات الرئاسية. 
فالحلّ يأتي من اللبنانيين أولًا، وبعدها تأتي المبادرات والمساعي الخارجية كإطار مكّمل وليس كبديل عن الأصيل. هذا ما شدّد عليه لودريان في خلال لقاءاته مع الذين التقاهم، وهذا ما باتت فرنسا وغيرها مقتنعين به، خصوصًا أن تجارب الماضي أثبتت أن أي حلّ يُفرض فرضًا من الخارج لن يُكتب له النجاح، وسيكون مصيره كمصير تلك المحاولات، التي لم تؤدِّ سوى إلى المزيد من خيبات الأمل والتعقيدات.  
وعلى ما يبدو، وهذا ما فُهم من خلال ما لمسه الذين التقوا لودريان، فإن فرنسا التي فوجئت بردّة فعل القيادات المسيحية، ومن بينها البطريركية المارونية، تجاه دعمها ترشيح رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية، تحاول اليوم استعادة زمام المبادرة من خلال ما يمكن أن يتجمّع لموفدها من معطيات جديدة قد تبني عليها للانطلاق في مبادرة جديدة قوامها جمع اللبنانيين على قواسم مشتركة، وحول مرشح رئاسي يكون نتيجة حوار بنّاء بين اللبنانيين وغير مشروط وغير مستند إلى أفكار مسبقة، وبرعاية مجموعة الدول الخمس، مع احتمال تخّلي كل من الفريقين عن مرشحه، وذلك بالذهاب إلى خيارات ممكنة من حيث النتائج، خصوصًا بعدما خرج الجميع من جلسة 14 حزيران بقناعات راسخة بأنه من المستحيل الوصول إلى قواسم رئاسية مشتركة. وهذا الأمر يحتّم خيار التوافق اللبناني – اللبناني على الأسس، التي يجب أن تُعتمد في إعادة بناء الدولة على المبادئ الأساسية، التي يمكن أن تُجمع عليها مختلف القوى السياسية، للانطلاق منها إلى توسيع مروحة التفاهمات بدعم أكيد من الخارج.    


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى