آخر الأخبارأخبار دولية

ما أسباب وأهداف زيارة نجل خليفة حفتر إلى إسرائيل؟


نشرت في: 09/11/2021 – 13:58

تناقلت وسائل الإعلام العربية والدولية في الأيام الأخيرة خبرا كشفته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن زيارة خاطفة قام بها صدام حفتر وهو نجل قائد “الجيش الوطني الليبي” المتقاعد خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق البلاد، إلى إسرائيل في 1 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت إن الهدف منها عرض إقامة علاقات دبلوماسية مقابل الحصول على مساعدة عسكرية ودعم دبلوماسي. فرانس24 بحثت الموضوع مع مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف حسني عبيدي.

لم تؤكد الخبر أي جهة رسمية، لا في إسرائيل لا في ليبيا، لكن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ذات التوجه اليساري معروفة بجدية تقاريرها. فهي التي كشفت الاثنين أن صدام حفتر نجل رئيس “الجيش الوطني الليبي”، اللواء المتقاعد خليفة حفتر (78 عاما)، قد زار إسرائيل في 1 نوفمبر/تشرين الثاني وتحدث إلى مسؤولين كبار حول سبل ربط علاقات دبلوماسية بين البلدين مقابل دعم عسكري ودبلوماسي للرجل القوي في شرق ليبيا.  

وترتبط هذه الزيارة ارتباطا وثيقا بالانتخابات الرئاسية الليبية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل (بالتزامن مع انتخابات برلمانية) من شأنها تحديد هوية الطرف الذي يتزعم البلاد وحكومتها الموحدة المرجوة. وبالتالي فإن عرض حفتر ونجله صدام مرهون بنتيجة الاقتراع.    

للمزيد- من هم المرشحون المحتملون للانتخابات الرئاسية الليبية؟

وبحسب “هآرتس”، فإن الطائرة التي أقلت صدام حفتر لمطار بن غوريون في تل أبيب (من طرف فالكون الفرنسية والمخصصة عادة لنقل أفراد عائلة حفتر وكذلك معاونيه) أقلعت من دبي لتستقر في مكانها مدة ساعة ونصف الساعة قبل أن تواصل طريقها إلى ليبيا.

وكانت تقارير إعلامية أخرى تحدثت في الأشهر الماضية عن وجود علاقات -وربما شراكة- استشارية بين خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي (نجل معمر القذافي) وبين شركات عامة إسرائيلية بشأن الانتخابات الرئاسية.

واعتبر مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي ودول المتوسط في جنيف حسني عبيدي أن زيارة صدام حفتر لتل أبيب “لا يمكن تنظيمها بدون إيعاز” من والده. وفيما يلي حوار فرانس24  مع عبيدي.

فرانس24: ما رأيك حول خبر صحيفة “هآرتس” عن زيارة نجل خليفة حفتر إلى إسرائيل؟

حسني عبيدي: زيارة نجل المشير المتقاعد خليفة حفتر إلى إسرائيل التي أكدتها مصادر إسرائيلية لا يمكن تنظيمها بدون إيعاز من المشير (خليفة) حفتر ومن داعمين في المنطقة العربية، وخاصة دول الخليج التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل وسعى منذ فترة على كسب المزيد من الدول في مسار التطبيع.

توقيت الزيارة يحمل دلالات سياسية مهمة بالنسبة للمشهد الليبي وكذا المشهد العربي، وستكون لها انعكاسات مباشرة على الخارطة السياسية في ليبيا. وذلك لأن الزيارة تأتي عشية انتخابات مفصلية من شأنها تحديد مصير المشير خليفة حفتر الذي يرفض مغادرة المشهد السياسي بدون ضمانات له وكذلك للمحور الذي يقوده في شرق ليبيا.

بالإضافة إلى ذلك فإن المشير حفتر يرغب في الترشح في الانتخابات الرئاسية والتأثير عليها مباشرة على غرار تعديلاته على القانون الانتخابي الأخير الذي يعطي فرصة له في الترشح في الانتخابات المقبلة والعودة لمنصبه العسكري إن فشل.

ما هي الأهداف من الزيارة؟

في ظل التحالفات الداخلية والإقليمية الجديدة، يبحث المشير خليفة حفتر على تحقيق هدفين: الهدف الأول هو الحصول على دعم دبلوماسي وإعلامي في مجال العلاقات العامة ليس فقط من قبل إسرائيل وإنما كذلك من قبل الولايات المتحدة. لأن حفتر يعلم بأن تل أبيب أقصر الطرق لخطب ود واشنطن. حفتر يعمل على تحسين علاقته مع الولايات المتحدة لأن أي انتقادات حادة من قبل واشنطن تتعلق بالسجل الحقوقي للرجل القوي في الشرق تؤثر على عودته سياسيا أو عسكريا.

الهدف الثاني يتمثل في الدعم الاستخباراتي والعسكري لإسرائيل كعامل أساسي في الإبقاء على ميزان القوى العسكري لصالح المشير الذي رغم فلول نجمه مؤخرا إلا أنه يحاول توظيف ميزان القوى العسكرية للحصول على المزيد من المكاسب السياسية.

ماذا تجني إسرائيل من التقرب من حفتر؟

من المؤكد أن أي مساعدة يتلقاها معسكر المشير خليفة من قبل إسرائيل سيكون لديها استثمار سياسي واقتصادي بالنسبة لإسرائيل التي تبحث عن بوابة شرقية في المتوسط وهي تعلم جيدا بأن أي تطبيع للعلاقات الدبلوماسية مع ليبيا سيكون اختراقا تاريخيا لها وانتصارا مهما جدا يقربها إلى منطقة تعتبر حساسة وهي الجزائر التي تعتبر أحد أهداف السياسة الإسرائيلية في المنطقة العربية بعد تطبيع العلاقات مع المغرب.

من هنا يمكن القول بأن استراتيجية إسرائيل من خلال التقارب مع حفتر كزعيم مقبل في ليبيا أو كعامل تأثير ستكون مقاربة لاحتواء دول المغرب العربي وفي النهاية تتمكن إسرائيل من أن تصبح في كل مكان في المنطقة الغربية وتأثيرها لا حدود له بعد تمكنها من تصدير الخلافات إلى المنطقة.

علاوة مزياني


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى