آخر الأخبارأخبار محلية

هل يكون مصير “إتفاق بنشعي” المفترض كمصير “إتفاق معراب”؟


إذا كان “إتفاق بنشعي” المفترض سيفضي إلى النتائج نفسها التي وصل إليها “إتفاق معراب” فلا يكون الأقطاب الموارنة، بإستثناء آل الجميل، قد إستفادوا من تجارب الماضي، القريب والبعيد، ويكونون قد سقطوا مرّة جديدة في “تجربة” الدوران حول أنفسهم في دائرة مغلقة، وحول الكرسي الرئاسي، التي تُعتبر عقدة العقد، وهي التي أدّت وتؤدّي وستؤدّي إلى الخلافات المارونية – المارونية، من عهد القطبين المارونيين بشاره الخوري وأميل أده، وصولًا إلى أيامنا هذه. 

 

ولم يخطىء من دعا يومًا إلى سحب كرسي الرئاسة الأولى من تحت أقدام الموارنة كمقدمة لا بدّ منها لمصالحة مارونية – مارونية ممكنة وحقيقية وناجحة. وما حصل في تجربة “إتفاق معراب” خير دليل على صحة ما ذهب إليه من رأى أن المصالحة المارونية – المارونية على أسس ثابتة وواضحة هي مقدمة ضرورية لأي مصالحة وطنية شاملة. فكل إتفاق ثنائي لا يأخذ في الإعتبار المصلحة الوطنية الجامعة والشاملة سيسقط حتمًا في “تجربة خطيئة الثنائيات”، التي أثبتت الوقائع الحسّية سقوطها في المحظور. 

 

فإذا كان همّ كل من “التيار الوطني الحر” وتيار “المردة” محصورًا بالبحث عمن ستكون حظوظه في الإنتخابات الرئاسية أفضل من الآخر، فإن كلًا من النائب جبران باسيل والوزير السابق سليمان فرنجية سيقعان في المحظور، مع إعتقادنا الأكيد أن رئيس تيار “المردة” يدرك جيدًا “أصول اللعبة الرئاسية”، ويدرك أيضًا أن للإنتخابات الرئاسية أجواءها الإقليمية والدولية قبل أن تكون محكومة بتوازنات محض داخلية، ولن ينجر تاليا الى تفاهمات غير ثابتة. 

 

فالإتصالات التي يقوم بها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ستفضي حتمًا إلى توافق على صيغة تقوم على قواسم مشتركة بين “التيار الوطني الحر” و”المردة”، وأن الأجواء التي ترافق هذه الإتصالات، وفق مصادر متابعة لها، إيجابية جدًّا، وتوحي بإمكانية التوصّل إلى تفاهمات قريبة يمكن التأسيس عليها للمرحلة المقبلة.  

 

يذكر أن اللقاء الذي جمع بو صعب مع فرنجية في حضور النائب طوني فرنجية والوزير السابق يوسف سعادة، تطرّق البحث فيه إلى مجمل الأوضاع والتطورات بالإضافة إلى الإستحقاقات المقبلة والسبل الآيلة إلى الخروج من الأزمة الراهنة.  

 

ولا تنفي مصادر الطرفين أن يكون البحث قد تطرق إلى التأسيس لعلاقة سويّة بينهما. ولفتت مصادر “المردة” إلى أن لقرار التصويت لبو صعب دلالتين: الأولى مرتبطة بالعلاقة الجيدة المباشرة معه، و”لكوننا لا نعرف النائب الذي كان ينافسه على المنصب”، والثانية تعود في جزء كبير منها إلى الإشارات الإيجابية المتبادلة بين “المردة” و”التيارالوطني”، من خلال تبادل الرسائل الإيجابية بين باسيل وفرنجية، والتي أسّس لها “إفطار حارة حريك”. 

 

أمّا المصادر القريبة من بوصعب فتشير إلى أن تحرّكه، بصفتيه الرسمية والحزبية، ستشمل جميع الذين إنتخبوه لنيابة رئاسة المجلس، حتى أن إتصالاته ستشمل أيضًا الكتل التي لم تنتخبه، وذلك إستنادًا إلى العلاقات الشخصية الجيدة التي تجمعه مع بعض الشخصيات الحزبية التي هي على خلاف سياسي مع “التيار الوطني”، ومن بينها النائب ملحم الرياشي على سبيل المثال وليس الحصر. 

 

وتؤكد المصادر ذاتها أن ثمة نية لدى بوصعب للسعي إلى التفاهم مع كل الفرقاء، وتجنب المشاكل مع الجميع. من هنا يمكن إدراج القرار الذي إتخذته قيادة “القوات اللبنانية” وعممّته على جميع نوابها وقيادييها بعدم القبول بإجراء أي مقابلات تلفزيونية يكون فيها ضيوف من “التيار الوطني الحر”، وذلك تجنبًا للدخول في سجالات لا طائل منها، وذلك إفساحًا في المجال أمام الإتصالات القائمة بعيدًا من الإعلام لترطيب الأجواء والإبتعاد عن أجواء التشنج، التي إنعكست توترًا غير مستحب في بعض الجامعات. 

وبالعودة إلى التفاهم القائم على قدم وساق بين “المردة” و”التيار” يُرجّح التوصل إلى ورقة مشتركة من شأنها أن تنفيس الإحتقان وترطيب الأجواء. 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى