آخر الأخبارأخبار دولية

محكمة هولندية تقضي بالسجن المؤبد لثلاثة متهمين بإسقاط الطائرة الماليزية عام 2014 وتبرئ رابعا

نشرت في: 17/11/2022 – 16:15

قضت محكمة في هولندا الخميس بالسجن المؤبد لثلاثة متهمين بعد إدانتهم وبرأت آخر في قضية إسقاط طائرة بوينغ 777 الماليزية فوق أوكرانيا في 2014، الحادث المروع الذي أدى إلى مصرع 298 راكبا وطاقم الطائرة. وعُقدت المحاكمة في هولندا لأن 196 من الضحايا كانوا هولنديين. لكن بعد ثماني سنوات على الكارثة، تحولت منطقة التحطم إلى واحدة من ساحات القتال الرئيسية في أوكرانيا.

أدان القضاء الهولندي الخميس ثلاثة متهمين وبرأ آخر في قضية إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية في رحلتها رقم “أم أتش17” في سماء أوكرانيا عام 2014، في حادث مأساوي أسفر عن مصرع مقتل 298 راكبا وطاقم الطائرة. 

في هذا الإطار، تمت إدانة الروسيين إيغور غيركين وسيرغي دوبينسكي والأوكراني ليونيد خارتشينكو بالقتل وبأداء دور في إسقاط طائرة، فيما تمت تبرئة الروسي أوليغ بولاتوف، وفق رئيس المحكمة هندريك ستينهويس.

وحكم على المدانين الثلاثة غيابيا بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل والتسبب في تحطم طائرة. إلا أن الثلاثة لا يزالون أحرارا، ورفضوا حضور المحاكمة التي استمرت عامين ونصف في هولندا وأعقبت تحقيقا دوليا.

وقال رئيس المحكمة هندريك ستينهاويس إن “المحكمة تفرض عقوبة السجن مدى الحياة” على الروسيين إيغور غيركين وسيرغي دوبينسكي والأوكراني ليونيد خارتشينكو الذين أدينوا بالقتل ولعبوا دورا في تدمير الطائرة.

وتحطمت طائرة بوينغ 777 عندما أصابها فوق شرق أوكرانيا الخاضع لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو، صاروخ قدمته روسيا كما يقول المدعون. وكانت الطائرة متوجهة من أمستردام إلى كوالالمبور.

وعُقدت المحاكمة في هولندا لأن 196 من الضحايا كانوا هولنديين.

وبعد ثماني سنوات على المأساة المروعة، أصبحت المنطقة التي تحطمت فيها طائرة “أم أتش 17” واحدة من ساحات القتال الرئيسية في الحرب الروسية المستمرة منذ تسعة أشهر في أوكرانيا.


04:18

وحضرت عائلات الضحايا من جميع أنحاء العالم إلى المحكمة التي جرت تحت حراسة مشددة غير بعيد عن مطار سخيبول، قرب الموقع الذي أقلعت منه الطائرة في 17 يوليو/تموز 2014، للاستماع إلى حكم اللجنة المؤلفة من ثلاثة قضاة، بدءا من الساعة 12,30 بتوقيت غرينتش الخميس.

في السياق، قال إيفيرت فان زيجتفيلد (67 عاما) والذي خسر ابنته فريديريك (19 عاما) وابنه روبرت-يان (18 عاما) ووالدي زوجته: “إذا كانوا مذنبين، فعلى المجتمع الدولي أن يلاحقهم”. وأضاف: “لا يمكنني أن أسامحهم”.

“أطفال مربوطون بمقاعدهم”

وأثار تحطم الطائرة غضبا دوليا، خصوصا بعدما تناثرت الجثث والحطام في حقول عباد الشمس الشهيرة في أوكرانيا فيما كان بعض الضحايا، من بينهم أطفال، مربوطين بمقاعدهم.

وقال المدعون إن المشتبه بهم ينتمون إلى القوات الانفصالية المدعومة من الكرملين وإنهم لعبوا دورا أساسيا في نقل نظام صواريخ بوك إلى أوكرانيا من قاعدة عسكرية في روسيا.

ويعتبر محامو الدفاع عن بولاتوف المشتبه به الوحيد الممثل قانونيا، أن المحاكمة كانت غير عادلة. ويقولون إن الادعاء فشل في إثبات أن صاروخ بوك أسقط الطائرة. وطرحوا “سيناريوهات بديلة” مثل استهداف الحرة “أم أتش 17” من قبل طائرة أوكرانية.

ونفت موسكو أي ضلوع لها بإسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية.

وخلال المحاكمة، اعتمد الادعاء بكثافة على سجلات المكالمات الهاتفية وبيانات الاتصالات التي يُقال إنها أكد وجود المشتبه بهم قرب موقع إطلاق الصاروخ أو في مراكز اتخاذ القرار. كما استخدم الادعاء شهادات بما فيها شهادة انفصالي سابق انهار خلال وصفه لموقع التحطم حيث رأى “ألعابا للأطفال مبعثرة”، بالإضافة إلى أدلة فيديو وصور عن تحركات الصاروخ.

وتم الاستشهاد بمواد الطب الشرعي، بما فيها شظايا تم العثور عليها في أجساد ضحايا، لإثبات استخدام صاروخ بوك لإسقاط الطائرة.

المتهمون.. هل يمكن توقيفهم؟

وقال الادعاء إن غيركين، وهو جاسوس روسي سابق أصبح ما يسمى بوزير دفاع جمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية، قد ساعد في تأمين وصول نظام الصواريخ. وانتقد غيركين مؤخرا أداء الجيش الروسي في الحرب، وتفيد معلومات أنه تطوع للقتال في أوكرانيا، ما أثار أملا لدى بعض أقارب ضحايا تحطم الطائرة في توقيفه وإرساله إلى هولندا.

وتفيد معلومات أن دوبينسكي، الذي يرتبط على ما يبدو بالاستخبارات الروسية، كان رئيسا للاستخبارات العسكرية للانفصاليين وكان مسؤولا عن إصدار الأوامر بشأن الصاروخ.

ولفت الادعاء إلى أن بولاتوف، هو جندي روسي سابق في القوات الخاصة، وخارتشينكو الذي يُقال إنه قاد وحدة انفصالية، كانا مرؤوسين لعبا دورا مباشرا أكثر في إيصال الصاروخ إلى موقع الإطلاق.

وأضاف الادعاء أن صورا وأدلة على منصات التواصل الاجتماعي سمحت بكشف أن الصاروخ أطلق من اللواء 53 للصواريخ المضادة للطائرات من كورسك في روسيا. وقال الادعاء إن المتهمين رتبوا لإحضار الصاروخ لمواجهة القوة الجوية الأوكرانية، موضحا أنه بموجب القانون الهولندي “لا فرق” بين ذلك واستهداف طائرة مدنية عن طريق الخطأ.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى