آخر الأخبارأخبار محلية

مواصفات الراعي تُسقط “الرئيس الممانع” لا “القوي”

كتب ألان سركيس في “نداء الوطن”: اذا كان البعض فسّر كلام البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المنادي بضرورة انتخاب رئيس جمهورية «فوق الاصطفافات والمحاور والأحزاب» هو ضرب لفكرة الرئيس القوي التي كان راعيها، أي إنه يريد رئيساً خارج نادي الموارنة الأقوياء كما حصل عام 2016، إلا أن الحقيقة هي في مكان آخر، فالبطريرك لا يمانع في وصول رئيس سيادي وقوي يعمل على تأمين الحياد لكنه متوجّس من استمرار الستاتيكو القائم.وفي التفاصيل، ان البلاد مقسومة منذ العام 2005 بين فريقي 8 و14 آذار، ومن يطرح نفسه مرشحاً للرئاسة هم موارنة 8 آذار، أي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، في حين أن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لن يترشّح مع أنه يملك أكبر كتلة برلمانية مسيحية، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية الفرقاء المحسوبين على مسيحيي 14 آذار.وقد استبق البطريرك الأمور وطالب برئيس من خارج الإصطفافات وذلك لقطع الطريق أمام وصول أي مرشح من مسيحيي 8 آذار، لأن انتخاب باسيل أو فرنجية يعني إاستكمال سيطرة «حزب الله» ومحور «الممانعة» على الدولة ومنح «الحزب» الغطاء المسيحي وإبقاء قبضته على الموقع الأول في الدولة، لذلك فان الراعي لا يستطيع القول «إنني ضد وصول فرنجية أو باسيل أو أي مسيحي يغطي حزب الله»، لذلك تكلم بالعموميات وشمل الجميع بعدما أخرج جعجع نفسه من السباق الرئاسي، وبالتالي فان البطريرك لا يريد تكرار تجربة إنتخابات رئيس مجلس النواب ونائبه والفوز بـ65 صوتاً خصوصاً أن «حزب الله» قادر على تأمين أكثرية ظرفية لأي مرشّح يطرحه.ومن جهة ثانية، فإن بكركي التي تعتبر نفسها حارسة لبنان الكيان لن تسمح بالإستمرار بضرب أسس الدولة والإمعان في سيطرة «الدويلة» وتغيير هوية لبنان وأخذه إلى مكان غريب عن تاريخه وحضارته، لذلك فإن الرئيس المقبل في نظر بكركي يجب أن يبدأ مشوار الإصلاح ويعيد البلد إلى سابق عهده، لا أن يشكّل إستكمالاً لعهد الإنهيار وأخذ لبنان إلى محور «الممانعة»، من هنا فان سهام الراعي أسقطت فكرة الرئيس «الممانع» لا الرئيس «القوي» لأن المشكلة في عهد الرئيس ميشال عون لم تكن لأنه قوي في طائفته، بل لأنه غطّى «الدويلة» ورهن قرارها لـ»حزب الله» والمحور السوري- الإيراني ما تسبّب بعزل لبنان عن العالم العربي والغربي ولم يباشر بالإصلاحات كما وعد.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى