آخر الأخبارأخبار محلية

خصوم حزب الله: نصر الله يبيع اللبنانيين أوهاما.. والترسيم للعهد الجديد

قبل ساعات قليلة من وصول الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين إلى بيروت نشر حزب الله مقطع فيديو جرى تصويره يوم السبت ومدته دقيقة و16 ثانية يظهر رصده 3 سفن مخصَّصة لاستخراج الغاز لصالح إسرائيل ضمن حدود لبنان، وأنها “تحت مرمى” نيران قواته، مع الإشارة إلى أن إسرائيل استقدمت هذه السفن إلى حقل كاريش تمهيدا للبدء في استخراج الغاز في ايلول المقبل. ولم تقتصر رسالة حزب الله لإسرائيل عبر الجو ، إنما قرر بعث رسالة لهذا الكيان عبر البر حيث نشر فيديو لعناصره وهم يتجولون بطريقة عسكرية على الحدود الجنوبية بالقمصان السود.  

سبق هذه الرسائل، إطلالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اعتبر خلالها أن لبنان الآن أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا إلى تأمين بديل عن النفط والغاز الروسيين، أميركا وأوروبا بحاجة إلى النفط والغاز وإسرائيل ترى فرصة في ذلك. واضاف “بايدن لا يريد حرباً في المنطقة وهي فرصة لنا للضغط من أجل الحصول على نفطنا”. 
قراءة حزب الله للمشهد المحلي والدولي، لا يلاقيها خصوم الحزب في الداخل. فهؤلاء يعتبرون أن قراءة حزب الله قد تكون خاطئة. فاستنفار حزب الله عبر مسيّراته وتحركاته في البر، ليس إلا تضخيما إعلاميا لما قام به لكي يوهم اللبنانيين في حال أنجز الاتفاق حول الترسيم أنه وراء تحقيق ذلك، فيحصل على “كريديت”المفاوضات التي عمل عليها الوفد اللبناني والدبلوماسية اللبنانية طيلة أشهر مضت عبر مستشارين رئاسيين وقادة امنيين وعسكريين، مع إشارة هؤلاء إلى أن المقطع المصوّر الذي نشره حزب الله امس لم يقدم جديدا، فالمعلومات موجودة، ويمكن الحصول عليها من خلال تتبع حركة السفن الدولية على موقع الملاحة البحرية العالمية، علما أن أوساطاً عسكرية مقربة من حزب الله اعتبرت أن الهدف من الكلام السابق الذكر التشويش على “الحدث” للتقليل من أهميته، معتبرة أن الفيديو دقيق جداً وأربك الإسرائيليين وأسقط سياسة التسويف والمماطلة.   

من الخطأ، وفق مصادر ، على تباين مطلق مع حزب الله، الرهان على حاجة أوروبا للغاز وبحثها عن بدائل للغاز الروسي والخلافات  داخل الجبهة الاسرائيلية، وبالتالي من غير المنطق  اختراع الاوهام، فالغرب أسوة بإسرائيل لن يقبل بالواقع الجديد الذي رسمه السيد نصر الله في خطابه لجهة إعطاء لبنان ما يطالب به، وبالتالي فإن أي تصعيد من قبل الحزب في تجاوز لموقف لبنان الرسمي من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة عسكرية يمكن تسميتها بـ”مواجهة الضرورة” المحدودة الاهداف التي قد تقدم عليها إسرائيل بدعم أميركي.  
وبانتظار ما سيعلنه الوسيط الأميركي اليوم بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذين سيلتقون على هامش احتفال عيد الجيش للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية، تقول المصادر نفسها ل “لبنان24″: سوف تنتهي زيارة هوكشتاين من دون أي تقدم. إسرائيل رفضت مطلب لبنان الذي من المرجح ان لا يقبل بالمقترح الاسرائيلي الذي  يتضمن  حصول لبنان على  الخط 23 معدلا بالإضافة إلى حل قانا، مع حصول اسرائيل على  160 كلم من البلوك رقم 8. وترد المصادر الرفض الرسمي لما حمله هوكشتاين الى الضغط الذي يمارسه حزب الله على المفاوض اللبناني لعدم القبول خاصة وان كلام وزير الخارجية عبدالله بوحبيب امس يوحي بامكانية الموافقة، مضيفة لبنان هو الخاسر الاول والوحيد من كل ما يحصل. فلن يكون بامكانه استخراج الغاز، لأن عودة توتال للتنقيب عن الغاز مرهونة بترسيم الحدود البحرية، وفي الوقت نفسه لن يستطيع ايقاف نقل الغاز الطبيعي من حقل  تمار البحري إلى محطات الإسالة في مصر  وصولا إلى السوق الأوروبية. وبالتالي، فإن لبنان اسير مواقف حزب الله، الذي سيعرض لبنان إلى المزيد من الحصار الذي قد يصل إلى البحر وهذا يعني ،ان ملف الترسيم مؤجل الى آجل غير مسمى. في المقابل ثمة قراءة أخرى ضمن القوى السياسية المعارضة لحزب الله. ويقول مصدر نيابي بارز ل” لبنان24″:  لن يكون هناك أي حرب تقليدية. الجهوزية العسكرية يجب أن تترافق مع جهوزية لوجستية، وهذا الأمر غير متوافر اليوم. فالسلاح لا يكفي لخوض حرب. فلبنان يفتقد اليوم إلى مراكز إخلاء صحي، ومستشفياته تكاد لا تستقبل المرضى العاديين من جراء النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية، لا وقود. ولا قمح. ولا طحين، هذا فضلا عن ان بيئة الجنوب أسوة بكل البيئات  اللبنانية ليس باستطاعتها تحمل تبعات أي حرب. أما عن احتمال قيام اسرائيل بتصعيد عسكري فيقول المصدر نفسه: إسرائيل ليست مضطرة لشن أي حرب، فهي تنفذ حربا استخباراتية في إيران تستهدف من خلالها البنية التحتية والفوقية للنظام الإيراني الذي ليس مستعدا لأي مواجهة في المنطقة.

اذن، لا بوادر إيجابية تحيط بالمفاوضات الجارية حول الترسيم. فالأجواء العربية والغربية الدبلوماسية تؤكد، بحسب المصدر النيابي نفسه أن المجتمع الدولي لن يسلف التركيبة الراهنة الاتفاق حول ملف الترسيم الذي سيترك للعهد الجديد.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى