آخر الأخبارأخبار دولية

كيف تخطى الأوكرانيون حجب الأخبار من قبل الكرملين لإعلام الروس بحقيقة الحرب

نشرت في: 03/03/2022 – 16:19آخر تحديث: 07/03/2022 – 16:08

في الوقت الذي يمارس فيه الكرملين ضغطا على وسائل الإعلام الروسية، ابتكر الأوكرانيون أساليب لتجاوز  الحصار وإعلام الروس بحقيقة الحرب التي تخوضها بلادهم ضد أوكرانيا منذ 24 شباط/ فبراير الماضي. حيث قاموا باختراق محطات شحن للسيارات الكهربائية، وإرسال واسع النطاق لرسائل الإخطار على بعض التطبيقات، وتعليقات على تطبيق غوغل مابس.

قررت هيئة تعديل الإعلام الروسي “روس كوماند زور” حجب عدة وسائل إعلام على الإنترنت بسبب تغطيتها للحرب في أوكرانيا. كما تم منع صحافيين روس من استخدام عبارات “حرب” و”غزو” وأيضا  “هجوم”، واقتصر الترخيص على المعلومات الصادرة عن وزارة الدفاع الروسية.

وتحرك أوكرانيون لتجاوز التعتيم، وفي بعض الأحيان كانوا من المواطنين العاديين، لمكافحة حجب الكرملين للأخبار وإعلام الروس بحقيقة ما يحدث في بلدهم.

تطبيق تربوي تحول إلى أداة لمكافحة الدعاية

أطلق”ريفاس” وهو تطبيق تعليمي يمكن من تبادل الوجوه وهو رائج بشدة وسط الشباب، على سبيل المثال مبادرة عالمية لنشر المعلومات بشأن الحرب في أوكرانيا ولم يتردد في نشر صور لمبان مدمرة في عدة مدن أوكرانية. ديما شفيت هو رئيس هذه المؤسسة ومقرها كييف يقول:

في اليوم الأول للغزو، قمنا بإرسال رسائل إخطار للمستخدمين تحتوي على ما يلي “روسيا تغزو أوكرانيا: وتلقى المستخدمون الذي فتحوا التطبيق فيما بعد تفاصيل عن الوضع في الميدان بما فيه صور ومقاطع فيديو”.      

Une notification push partagée avec les utilisateurs de Reface lorsque la Russie a envahi l’Ukraine (à gauche), et une photo de femmes affichée sur l’application (à droite). © Reface

رسالة إخطار تم نشرها على تطبيق ريفاس ليطلع عليها المستخدمون بعد غزو روسي لأوكرانيا (على اليسار)، وصورة لامرأة منشورة في التطبيق (على اليمين). صور  من تطبيق ريفاس.

وقد تم إرسال نحو تسعة ملايين رسالة إخطارإلى كل أرجاء العالم بينهم مليونا رسالة بعثت في روسيا.

يسمح تطبيقنا للمستخدمين بوضع وجوههم على أجسام شخصيات مشهورة. ومنذ الغزو الروسي، نعمل على تشجيع كل الناس على التحول إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وقد تم إرفاق كل مقاطع الفيديو الجديدة التي يتم إنشاؤها على التطبيق مع وسم “قفوا إلى جانب أوكرانيا” #StandWithUkraine إلى جانب العلم الأوكراني.

صورة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق ريفاس

صورة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تطبيق ريفاس © Reface

 

منشور على تطبيق ريفاس مع وسم "قفوا إلى جانب أوكرانيا" #StandWithUkraine

منشور على تطبيق ريفاس مع وسم “قفوا إلى جانب أوكرانيا” #StandWithUkraine © Reface

 

“الطعام جيد ولكن الحرب في أوكرانيا ليست كذلك”

في 28 شباط/ فبراير، شجعت مجموعة مخترقي مواقع الإنترنت “أنونيموس” الناس على كتابة انتقادات كاذبة على مواقع الشركات والمطاعم الروسية في خرائط “غوغل مابس” بهدف إعلام المواطنين بشأن حقيقة النزاع في أوكرانيا. ونشرت المجموعة التغريدة التالية على تويتر: “اذهبوا إلى تطبيق غوغل مابس، واتجهوا إلى  خريطة روسيا. اعثروا على مطعم أو شركة روسية واكتبوا رأيكم. وعندما تكتبون رأيكم، فسروا أيضا ما يحدث في أوكرانيا”.

 

وسرعان ما حصدت هذه التغريدة انتشارا كبيرا. وتوالت التعليقات المضللة على حسابات المطاعم خصوصا  عبر خرائط روسيا في تطبيق غوغل مابس. “قتل 5800 جندي روسي اليوم، وقتل 4500 يوم أمس. أوقفوا عدوانيتكم، لا تتركوا أطفالكم يعانون، إذا ما ذهبتم إلى الحرب فإنكم لن تعودوا منها أبدا”. هذا من نقرؤه في تعليق كتب على حساب مطعم في موسكو اسمه “رومانتيك”.

صورة ملتقطة من الشاشة من تطبيق غوغل مابس تظهر مطاعم في موسكو.

صورة ملتقطة من الشاشة من تطبيق غوغل مابس تظهر مطاعم في موسكو. © Google Maps

 

يتيح تطبيق غوغل مابس لمستخدميه تحميل صور الأماكن. ولكن يمكن للمستخدمين أيضا استعمال هذه الخدمة لتنزيل صور الحرب في الأماكن المخصصة لمطاعم موجودة في روسيا.

 


 

 

تم استخدام صورة ملتقطة من شاشة هاتف يرجح أنه يعود لجندي روسي وتظهر محادثة مع أمه، بشكل واسع حيث نشرت في المكان المخصص للتعليقات على مواقع الحانات والمطاعم (انظر أسفله).

 

في المقابل، قام تطبيق غوغل مابس منذ ذلك الحين بمنع الانتقادات لروسيا وأوكرانيا على حد السواء. وقال المتحدث باسم شركة غوغل في بيان: “في ظل ارتفاع كبير مؤخرا في المحتويات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا على غوغل مابس، قمنا بوضع وسائل حماية إضافية لمراقبة ومنع المحتويات التي تنتهك سياستنا لتطبيق “مابس”، بما فيها التعليق المؤقت للانتقادات الجديدة ونشر الصور ومقاطع فيديو من المنطقة”.

“بوتين أحمق: هذا ما كتب بعد عملية قرصنة محطات شحن سيارات كهربائية”

بالإضافة إلى ما سبق، تعرضت محطات شحن سيارات كهربائية في روسيا إلى عملية قرصنة. وكتبت خلالها رسائل على غرار “المجد لأوكرانيا” و”بوتين رجل أحمق” على شاشات هذه المحطات.


محطة شحن كهربائية على الطريق السريعة أم 11 في روسيا

وفي تصريح نشر على فيس بوك، أكدت شركة الطاقة الروسية “روستي” أن الشركة الأوكرانية التي زودت محطات الشحن ببعض القطع هي من قامت بعملية القرصنة.

وتعد هذه الخطوة جزءا من حملة شاملة للقرصنة الإلكترونية تستهدف روسيا. وأعلن التجمع الدولي لقراصنة الإنترنت “أنونيموس” مسؤوليته عن أكثر من 300 هجوم ضد مواقع إلكترونية روسية بالإضافة إلى القناة المملوكة للدولة “روسيا اليوم”.

ترجمة للتغريدة: خبر عاجل: قامت مجموع أنونيموس بقرصنة مواقع القنوات التلفزيونية الحكومية وذلك بهدف نقل حقيقة ما يجري في أوكرانيا

“لا يجب علينا أن نقلل من تقدير قوة بوتين فيما يتعلق بحرب المعلومات”

لكن السؤال المطروح هل يمكن أن يكون لهذه الحملات تأثير كبير؟ فريق تحرير مراقبون فرانس24 تواصل مع فالنتينا شابوفالوفيا، المتخصصة في وسائل الإعلام والدعاية الروسية في جامعة كوبنهاغن في الدانمارك:

أعتقد أن من المبكر جدا التحدث عن حقيقة تأثير مثل هذه المبادرات. ولكن يبقى من المهم جدا رؤية العدد الكبير من المواطنين العاديين الذين شاركوا في هذه الدعاية المضادة ومعرفة الحد الذي يمكن أن تصل إليه وسائلهم المبتكرة.

رغم ذلك، لا يجب علينا التقليل من قدرة بوتين فيما يتعلق بحرب المعلومات. فهو كان قادرا على خنق فضاء الإعلام منذ سنوات عدة ولا يوجد الآن إلا حيز صغير جدا حتى يتمكن أي طرف آخر مهما كان الدخول إلى قلوب مواطنيه.

حيث تم استخدام نفس القصص وتكرارها خلال السنوات الأخيرة في وسائل الإعلام الروسية. حيث أشبع بوتين الروس بالدعاية. وعندما تروون نفس القصة دائما وتكررونها باستمرار، يبدأ الناس في تصديق أن ما تقوله صحيح. وهي فكرة متجذرة بشكل كبير لدرجة أن الآراء التي كتبت عبر تطبيق غوغل مابس لا يمكن أن يكون لها التأثير المتوقع منها.

من بين الاستراتيجيات الأخرى المهمة كثيرا والتي لجأ إليه الكرملين هو خلق حالة غموض وضبابية. حيث قام بنشرة أخبار وصور متضاربة حتى لا يتمكن الناس من معرفة حقيقة الأمور.

ومن بين الروايات الكبيرة التي تسردها الحكومة على الروس، توجد رواية تقول إن الحكومة الأوكرانية هي حكومة مكونة من النازيين الذين نصبهم الغرب، وأن الشعب الناطق باللغة الروسية في أوكرانيا يتعرض للقمع منذ سنة 2014 بدون أن ننسى رواية أن الحكومة الأوكرانية بصدد ارتكاب إبادة عرقية.

ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير، هرب أكثر من مليون شخص من أوكرانيا.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى