آخر الأخبارأخبار محلية

“مغامرة ومقايضة” بين “حزب الله” وباسيل.. معطياتٌ تكشف تفاصيلها

بشكل مباشرٍ وغير مُباشر، حُسِم التحالف الانتخابي “العريض” بين التيار “الوطني الحر” و “حزب الله” في مختلف الدوائر الانتخابيّة، وسط قرارٍ واضح بتمرير استحقاق 15 أيار بـ”سلاسة” وضمانِ الفوز بأعلى عددٍ من المقاعد النيابيّة في مناطق مختلفة. 

في الواقع، فإنّ هذا التحالف الذي يجمع الحزب بـ”التيار” لم يخلُ من شروطٍ متبادلة من الطرفين، ما يعني أن التقارب لن يكونَ بريئاً بالنسبة لأي جهة، إذ أن كل فريق يضمنُ توسعاً لنفسه في مكانٍ ما. وبشكل أساسي، فإن هذا الأمرُ يظهر بشكل جلي وواضح في كلّ من دائرتي بعلبك – الهرمل وكسروان – جبيل، إذ كشفت المعطيات عن “مغامرة متبادلة” لـ”حزب الله” و “الوطني الحر” في الدائرتين. 

في هذا الإطار، تتحدّث معلومات “لبنان24” عن “مقايضة” أجراها الحزب مع رئيس “التيّار” جبران باسيل، وتنصّ على إعطاء الأخير المقعد الكاثوليكي في دائرة بعلبك – الهرمل، والذي يشغله حالياً النائب ألبير منصور. في المقابل، طلب “حزب الله” من باسيل ترشيح شخصية حزبيّة على لائحة “الوطني الحر” في كسروان – جبيل، وفق ما كشفته الإتصالات القائمة بين الطرفين.  

وعليه، فإنّ المعادلة المطروحة قد تُعطي باسيل نائباً كاثوليكياً في بعلبك – الهرمل، إلا أنه قد يخسرُ في المقابل نائباً مارونياً في عقر دار الطائفة المارونيّة في حال حصل “الوطني الحر” على حاصلين انتخابيين فقط. فهناك، يسعى باسيل لتحقيق فوز الوزيرة السابق ندى البستاني والنائب سيمون أبي رميا، لكنه في حال طرح مرشحاً لـ”حزب الله”، فإنه بالتالي سيخسر إما البستاني أو أبي رميا، علماً أن الترجيحات تشير إلى أن مرشح الحزب سيحصلُ على أصوات تفضيلية أكثر من أحدهما.  

وتوضيحاً، فإنه في انتخابات العام 2018، حصد مرشح “حزب الله” الشيخ حسين زعيتر على أكثر من 9 آلاف صوت تفضيلي ولكن من دون تأمين لائحته التي ترشح ضمنها حاصلاً واحداً يمكّنها من انتزاعٍ معقد نيابي حينها. وبذلك، فإنّ مرشح “حزب الله” هذه المرة سيتمكن من تصدّر اللائحة في حال وزّع “الوطني الحر” الأصوات التفضيلية على مرشّحيه، أو بالحد الأدنى سيحجز المرتبة الثانية ضمن اللائحة بحسب الأصوات التفضيلية.  

إضافة إلى ذلك، فإنّ ترشيح “حزب الله” لمرشحٍ حزبي في دائرة كسروان – جبيل سيسمحُ لخصوم باسيل بشنّ هجوم إعلاميّ مباشر فضلاً عن حملة انتخابية ضدّه ستؤثر حُكماً على الأصوات المسيحية التي لم يُحسم خيارها إما بالتصويت لصالح التيار في الدائرة أم لغيره. وبشكل واضح، فقد بدأت هذه الحملة فعلياً من قبل النائب السابق فارس سعيد الذي تروّج أوساطه أن “الوطني الحر” يطرح شخصية تمثل الخط الإيراني في قلب مناطق الموارنة، الأمر الذي قد يتركُ أثراً سلبياً على باسيل.  

في المقابل، تقول أوساط “الوطني الحر” أنّه لم يحسم حتى الآن خطوة القبول بترشيح حزبي على لائحته، مشيرة إلى أن باسيل يقترح طرح مرشح وسطيّ مدعوم بأصوات “حزب الله” وأن يكون مقبولاً من الطرفين ويراعي بيئة جبيل الشيعية كون زعيتر في المرة السابقة لم يكن عامل جذبٍ في لائحته لاعتبارات عديدة، أبرزها أنه لم يكن ابن منطقة جبيل، وكونه ذات حيثية دينية ولديه صفة تنظيمية في “حزب الله”.  

أما في بعلبك الهرمل، فإنّ “حزب الله” ضحّى بأحد مقاعده المضمونة للطائفة السنية لصالح الحزب “السوري القومي الاجتماعي” بعد عدم توجّهه لترشيح النائب الحالي الوليد سكريّة ضمن لائحته. ولكن ما يجب معرفته هنا هو إن خطوة الحزب هذه بشأن المقعد السني لم تأتِ إلا لكونه يضمن مقعداً له عبر ترشيح شخصية حزبية في دائرة كسروان – جبيل ضمن لائحة “الوطني الحر”.  

غير أنه في حالِ عدم اتفاق الحزب مع باسيل في هذه الدائرة الأخيرة (كسروان – جبيل)، فإنّ ذلك لا يعني أن “حزب الله” سينتزع المقعد الكاثوليكي من “الوطني الحر” في بعلبك – الهرمل، مثلما حصل في العام 2018. وهنا، تقول مصادر سياسيّة أن “الحزب يضع في سلّم أولوياته ضمان أن يحصل باسيل على كتلة نيابية وازنة، تمكنه من السير بقوّة باتجاه مفاوضاتٍ على رئاسة الجمهورية لاحقاً”. 

وكخطّة أخرى وسط عدم التوصل إلى اتفاق مع باسيل، قد يبادر الحزب في جبيل إلى طرح مرشحه الحزبي على اللائحة التي يرأسها النائب فريد الخازن، لكن هذا الأمر يطرح تساؤلاً أساسياً: هل الأخير يستطيع تحمّل طرح مرشح حزبي ضمن لائحته في الوقت الذي لا يستطيع باسيل فيه الإقدام على هذه الخطوة؟ 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى