منوعات

“أصحاب ولا أعز”.. المنتجة التنفيذية ميادة الحراكي تكشف لـCNN كواليس الفيلم الذي شغل العالم العربي

دمشق، سوريا (CNN) — خاضت ميادة الحراكي تجربتها الأولى كمنتجة تنفيذية لفيلم “أصحاب… ولا أعز”، أول إنتاجات نتفلكس السينمائية العربية، والذي بدأ عرضه على المنصة العالمية في ٢٠ يناير/ كانون الثاني ٢٠٢٢.

وفي هذه المقابلة الحصرية معها لـCNN بالعربية؛ نسلط الضوء على كواليس تلك التجربة، والفيلم الذي أثار الكثير من الجدل في العالم العربي مؤخراً.

تتحدث ميادة الحراكي عن تجربتها الأولى كمنتجة تنفيذية لفيلم “أصحاب ولا أعز”، قائلة: “تلك مسؤولية كبيرة، والتحدي مضاعف حينما تكون المنتج التنفيذي امرأة خاصّة في العالم العربي، لما يتطلب ذلك من صرامة في اتخاذ القرارات المتعلقة بصناعة الفيلم، وتنفيذها، لكن الأمور سارت على نحو جيد عمومًا، تغلبنا معًا على الصعوبات بروح الدعابة، والعمل على الجوانب النفسية للفنّانين والفنيين، لمواجهة الظروف الطارئة وترك حرية الاختيار للمخرج وسام سميرة، إلى جانب توفير الدعم اللازم.”

المنتجة التنفيدية السورية ميادة الحراكي مع المخرج اللبناني وسام سميرةCredit: RUDY BOU CHEBEL /NETFLIX

“لبّوني بامتعاض”؛ تصف ميادة ضاحكة استجابة الفريق لقرار حاسم اتخذته من أجل تنفيذ الفيلم بالطريقة الأمثل من وجهة نظرها، وهو إبقاء كامل فريقه من فنانين وفنيين في مكان واحد “دون السماح بالمغادرة لأي سببٍ كان” طيلة فترة التصوير والتحضير الذي سبقه، كان الأمر يقتضي وضعهم في ” bubble” كما تقول ميادة موضحًة: “وضع الفنانين في مكان واحد طوال تلك الفترة ساهم في خلق جو من الألفة بينهم، خاصة في أسبوع التحضيرات الذي تعرف فيه الفنانون أكثر إلى بعضهم، وكان معنا أيضًا المنتجين جيانولكا شقرا وماريو حداد، وهذا ما أضاف المزيد لما أردنا تحقيقه من اجتماع الفريق معًا، ماريو كان يطبخ لنا، والجو كان مسليًا عمومًا، وعائليًا إلى حد كبير.”

تحدياتٌ كبيرة واجهها صنّاع “أصحاب ولا أعز” قبل انطلاقته توجزها المنتجة التنفيذية ميادة الحراكي لـCNN بالعربية: “بدأنا العمل على الفيلم في ٢٠١٩، وحينما بدأنا التحضيرات كانت الثورة قد اندلعت في لبنان، كتب غبريال يمين النسخة الأولى منه، ثم اشتغلنا على النسخة الثانية مع المخرج وسام سميرة، ثم أتى انفجار مرفأ بيروت، كل ذلك مع موجات انتشار كورونا، أجّل التصوير مرات عديدة.”

وكان لهذه التأجيلات أثرها على فريق الفيلم، بحسب ميادة، حيث قالت: “خفّ حماسنا نوعًا ما، لكننا أخذنا المزيد من الوقت لاستكمال التحضيرات، وحينما قررنا البدء في فبراير ٢٠٢١، لم تكن الظروف سهلًة أبدًا، واجهنا صعوبات حقيقية بتوفير أبسط متطلبات التصوير، وتفصيل الملابس، وبناء الديكور، وحتى وصول كامل الفريق إلى لبنان في ظل الإغلاق الشامل، والخضوع لإجراءات الفحص، والعزل قبل العمل بحسب ما تقتضي الإجراءات الاحترازية، وحرصًا على سلامة الجميع، لكن قرارنا كان حاسمًا هذه المرة بالمضي قدمًا، وهذا ما حدث أنهينا تصوير الفيلم في ٢٤ يومًا، تخللها استراحة لـ ٤ أيام، وسبقها تحضيرات لمدة أسبوع.”

لماذا وقع الاختيار على الفيلم الإيطالي Perfect Strangers لتكون النسخة المعربة منه أول إنتاجات نتفلكس السينمائية العربية؟ تجيب المنتجة التنفيذية ميادة الحراكي: “ربما من الأفضل أن يجيب على هذا السؤال المنتجين محمد حفظي، وجيانولكا شقرا، وماريو حداد، هم من حصلوا على حقوق الفيلم الإيطالي، وطرحوا عليّ الفكرة لأول مرة في ٢٠١٨، ولكنني أرى أن الفيلم الأصلي رائع، يشبه أيامنا والمشاكل التي نواجهها بأي مجتمع في ظل الانتشار الواسع لتكنولوجيا التواصل، واجتمع الكثيرون حول العالم على محبة ونجاح الفيلم الذي تم تقديمه بنسخ عديدة، وحتى نسختنا العربية منه حققت نجاحًا كبيراً على نتفلكس، وهو الأعلى مشاهدة على المنصة بالعالم العربي منذ بدء عرضه مؤخرًا، وحقق مشاهداتٍ عالية في دولٍ عديدة، منها فرنسا على سبيل المثال.”

ولكن هناك من رأى من النقاد “وجود خلل في طريقة تعريب الفيلم حيث كان يمكن أن يكون أكثر مراعاةً لخصوصية المجتمعات العربية” وهذا يقودنا لسؤال حول حدود الاقتباس التي يتعين عليكم الالتزام بها مقارنًة بالنسخة الأصلية؟

توضح ميادة: “ما تم تقديمه هو عبارة عن Remake للفيلم الإيطالي الذي تم الحصول على حقوقه، أي طبعة جديدة بالعربية تعتمد على القصة ذاتها التي أحببنا الفيلم لأجلها وتشبه المشاكل التي نواجهها بأي مجتمع كما قلت سابقًا، وتعيد سردها، وأجرينا فعليًا عددًا من التغييرات لتحقيق التوازن الصحيح من وجهة نظرنا بين المجتمع العربي، والمجتمعات الأجنبية، كطريقة تعاطي الشخصيات مع المواقف بالنظر إلى خلفياتها الاجتماعية، بين المصري واللبناني على سبيل المثال حتى الاختلافات بين معاني الكلمات ذاتها في اللهجتين المصرية، واللبنانية.”

ومع وجود هذه التغييرات التي تحدثت عنها، هاجم عدد كبير من المتابعين على مواقع التواصل الفيلم وصناعه، وانتقدوا بعض مفردات الحوار، وقالوا إنه يروج لـ”أفكار وقيم غريبة” عن المجتمعات العربية.. ما رأيك؟

تجيب ميادة: “ومن قال إن كل ما تقدمه السينما العربية يجب أن يشبه الجميع، ليس على السينما بالضرورة تجسيد واقع معين، أو التعبير عن مجتمع بأكمله، الأفلام للترفيه وهذا فن قائم على حرية التعبير، وللمتلقي الحرية أيضًا في المشاهدة، أو عدمها، وكذلك تعبيره عن الإعجاب، أو الانتقاد، كما أننا لا نروج لشيء من خلال هذا الفيلم، كل ما في الأمر أننا انطلقنا من فرضية معينة لاستعراض ما يمكن أن تحمله الهواتف التي بين أيدينا من أخطار على علاقاتنا، ومن يشاهد الفيلم حتى نهايته يمكنه فهم ما أقوله تمامًا.”

أخيرًا هل توقعتم كل هذا الجدل الذي أثير حول “أصحاب ولا أعز” بعد عرضه؟ أو تعمدتم ذلك بدافع كسر “التابوهات” مثلًا؟

ميادة: “لا أبدًا، لم نتوقع كل هذ الجدل، وبقدر سعادتنا بالنجاح الكبير للفيلم، لدينا شعور بالغصّة بسبب الهجوم الذي تعرض له من جانب البعض على مواقع التواصل، وربما هناك من هاجمه قبل أن يشاهده، كل ما في الأمر أننا قمنا بإعادة تقديم فيلم ناجح، بالفرضية ذاتها، ونجحنا في ذلك حيث حظي الفيلم بإعجاب الكثير ممن شاهدوه، وهذا ما لمسناه من خلال المنصة، ومن المفترض أن نكون سعداء بأن هذا الفيلم العربي نجح عالميًا، وحقق تصنيفات علي مواقع عالمية في وقت قياسي، والمهم أن ندعم المزيد من الأعمال العربية لتصل وتنجح.”

يذكر أن فيلم “أصحاب ولا أعز” يجمع على قائمة أبطاله نخبة من الفنانين العرب، مثل الفنانة والمخرجة اللبنانية نادين، الفنانة المصرية منى زكي، الفنان الأردني إياد نصار، والفنانين اللبنانيين: جورج خبّاز، عادل كرم، فؤاد يمين وديامان أبو عبود.

والفيلم من إخراج وسام سميرة وهو أول تجربة إخراج سينمائية له، وإنتاج Front Row Filmed Entertainment ، Film Clinic ، Empire Entertainme ، و Yalla Yalla.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى