آخر الأخبارأخبار دولية

هل هؤلاء سودانيون بصدد الهروب إلى مصر؟ احذروا هذه الصور التي تعود لسنة 1975 في الصحراء الغربية

نشرت في: 09/05/2023 – 13:04

هل يتعلق الأمر بسودانيين بصدد الهرب من بلادهم في اتجاه مصر؟ هذا ما تزعمه منشورات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ مطلع أيار/ مايو 2023، في الوقت الذي تستمر فيه المعارك الدامية التي تهز السودان ما دفع مئات الآلاف من الناس إلى الهروب من البلاد. وجاءت هذه الرسائل مصحوبة بصورة ذات جودة سيئة نرى من خلالها موكب سيارات تحمل عددا لا يحصى من الركاب، ولكنها التقطت في الصحراء الغربية في سنة 1975.

عملية التحقق في سطور

  • تداول منشورات على فيس بوك مئات المرات وزعمت أنه تتعلق بصور توثق هروبا جماعيا لسودانيين من النزاع العسكري الدائر حاليا في البلاد. 

  • لكن هذه الصورة قديمة جدة ولا علاقة بسياق المعارك التي اندلعت في السودان في 15 نيسان/ أبريل الماضي. تعود هذه الصورة إلى سنة 1975، وتتعلق بالتحديد بـ”المسيرة الخضراء” التي دعا لها ملك المغرب الراحل الحسن الثاني الذي طالب المغاربة بالسير نحو الصحراء الغربية لضمها للمملكة.

عملية التحقق بالتفصيل 

على هذه الصورة ذات الجودة السيئة، حيث يصعب التعرف على تفاصيلها، نرى موكب عربات تنقل مئات الأشخاص على مد البصر في مكان صحراوي. 

هذه الطريق سلكها لاجئون سودانيون أثناء محاولتهم الهرب إلى الجارة الشمالية مصر، حسبما زعمته منشورات متداولة مئات المرات على فيس بوك منذ مطلع أيار/ مايو 2023 بالعربية (هنا وهنا) وباللغة الفرنسية (هنا وهنا).

صور ملتقطة من الشاشة في فيس بوك يوم 3 أيار/ مايو 2023. صورة مراقبون فرانس24. صورة مراقبون فرانس24.

تم تناقل هذه الصورة على تويتر أيضا باللغة العربية في الوقت الذي أجبر فيه مئات الآلاف من السودانيين على الهرب من بلادهم. فمنذ 15 نيسان/ أبريل، اندلعت معارك طاحنة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية وأودت بحياة ما لا يقل عن 500 شخص.

وحسب الأمم المتحدة، إلى حدود يوم 2 أيار/ مايو 2023، هرب نحو نصف مليون شخص من بيوتهم ونزح 334 ألف منهم داخل البلاد فيما لجأ 114 ألف آخرين إلى البلدان المجاورة.

صورة تعود لسنة 1975

يتيح بحث عكسي عن الصورة (انظر هنا كيف يمكن القيام به) قمنا به بالاعتماد على محرك البح” “تين آي TinEye” العثور على أثر للصورة الأصلية، التي نشرت في مقال بموقع الصحيفة اليومية الأمريكية “ذي بوسطون غلوب – The Boston Globe).

تم نشر هذا المقال، الذي صدر بعنوان “الصحراء الغربية: لماذا لم تحصل آخر مستعمرة أفريقية بعد على استقلالها؟” [فريق التحرير: تم ترجمة العنوان من اللغة الإنجليزية من قبل فريق التحرير]، في 16 حزيران/ يونيو 2013.

وتم نشر ثلاث صور في هذا المقال، بينها تلك التي يتم تداولها حاليا في تويتر وفيس بوك على أنها في السودان. في مفتاح الصورة، نقرأ ما يلي “مغاربة أثناء مشاركتهم في “المسيرة الخضراء” سنة 1975، وذاك إثر دعوة ملك المغرب 300 ألف مدني إلى ضم الصحراء الغربية إلى المملكة” [فريق التحرير: تم ترجمة هذا النص من اللغة الإنجليزية من قبل فريق المحررين].

تعود حقوق الصورة لبرونو باربي الذي يعمل مع وكالة أنباء الصورة “ماغنوم – Magnum”.

صورة ملتقطة من الشاشة على موقع صحيفة "ذي بوسطون غلوب - The Boston Globe الأمريكية في 3 أيار/ مايو 2023. تم إضافة الإطار باللون الأحمر من قبل فريق تحرير مراقبون فرانس24. صورة مراقبون فرانس24.

صورة ملتقطة من الشاشة على موقع صحيفة “ذي بوسطون غلوب – The Boston Globe الأمريكية في 3 أيار/ مايو 2023. تم إضافة الإطار باللون الأحمر من قبل فريق تحرير مراقبون فرانس24. صورة مراقبون فرانس24. © Les Observateurs de France 24

وفي بحث أكثر عمقا على النتائج التي يعرضها محرك البحث “تين آي TinEye”، نجد أثرا لنفس الصورة في ملف أرشيف الصور لوكالة الأنباء الفوتوغرافية “ماغنوم/ برونو باربي/ 1975) التي نعثر فيها على نفس الصورة التي نزلت على منصة الوكالة في حزيران/ يونيو 2013.

صورة ملتقطة من الشاشة على محرك البحث "تين آي TinEye" في 3 أيار/ مايو 2023.

صورة ملتقطة من الشاشة على محرك البحث “تين آي TinEye” في 3 أيار/ مايو 2023. صورة مراقبون فرانس24.

“المسيرة الخضراء”… مسيرة لمطلب مغربي بضم الصحراء الغربية

يعود تاريخ التقاط الصورة إذا إلى ما يقارب خمسين عاما خلت. وتوثق لـ”المسيرة الخضراء” التي شارك فيها مئات الآلاف من المدنيين المغاربة في اتجاه الصحراء الغربية.

في تلك الحقبة، دعا ملك المغرب الراحل الحسن الثاني المغاربة إلى ضم الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة الغنية بالفوسفات. وتسيطر المغرب اليوم على معظم أراضي الصحراء الغربية.

ويعيش في هذا المنطقة الصحراوية بشكل شبه كامل نحو نصف مليون شخص ومرت بمراحل عديدة من الاحتقان والنزاعات. ومنذ أكثر من 30 عاما، تحارب جبهة “البوليساريو” التي تطالب بالاستقلال المملكة المغربية بدعم من الجزائر حتى يتم تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية لتقرير المصير.

 


وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تداول الصورة للحديث عن حالات هروب جماعي في فترات النزاعات المسلحة. ففي شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2019، تناقلت عدة حسابات على فيس بوك هذه الصورة في سياق مختلف تماما حيث تقول المنشورات: بعد هجوم عسكري تركي في شمال سوريا، أجبر آلاف الأشخاص على الهرب من مدينة راس العيش في اتجاه محافظة الحسكة التي تسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية.

وكانت جريدة النهار اليومية اللبنانية قد خصصت مقال للتحقق من الأخبار الكاذبة بشأن هذه المنشورات.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى