آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – المرتضى في مؤتمر عن اللغة والترجمة في جامعة سيدة اللويزة: البعض في الداخل لا يتقن سوى لغة الفراغ والتعطيل ونحن ندعوه الى الإستعانة بمترجمٍ بارع هو الحوار الذي لا بدَّ منه في حميع مفاصل الحياة

وطنية – نظّمت جامعة سيدة اللويزة  NDU والمركز الدولي لعلوم الانسان في جبيل CISH بالتعاون مع وزارة الثقافة والمؤسسة الألمانية “هانس سايدال” وضمن فعاليات الشهر الفرنكوفوني المؤتمر الدولي “اللغات والترجمة ..سياقات في اللغات ” في مقر الجامعة  برعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى  وحشد من الاكاديميين والمتخصصين والخبراء المحليين والأجانب في مجال الترجمة واللغات.

افتتحت المؤتمر رئيسة قسم اللغة الانجليزية في الجامعة الدكتورة مايا الحاج التي قالت :”ان ثقافتنا اليوم تجمعنا والثقافة هي الكلمة التي تبني وتبلسم  وتمد جسور التلاقي والتلاحم بين الثقافات ،فثقافة الكلمة تجعل منا  رسلًا لانسانيتنا الحقة،إذًا نحن نتحلق تحت مظلة مؤتمر كبير عنوانه ” اللغة والترجمة سياقات عبر الثقافات “.

وتابعت مقتبسةً كلاماً للوزير المرتضى :”استعير كلامًا وهو ما يلي “:لغتنا كلبنانيين هي لغة الاديرة والخلوات والمساجد والحسينيات والحديث الشريف والتراتيل والتجويد .لغتنا هي لغة الصلوات الخمس والابانا وصلاة المسبحة الوردية ونهج البلاغة وعهد علي ودعاء مكارم الاخلاق وميامر الحبساء .لغتنا هي لغة  الناقوس الذي يفرح الروح والآذان الذي يطمئن النفس , والكلام  المنقول هو لراعي المؤتمر الوزير المرتضى” .

واضافت  الدكتورة الحاج:” الوزير المرتضى قال هذا الكلام  منذ شهرين بالتمام والكمال ولم يكن يعلم انه سيقف فيما بيننا  متوجًا الجلسة الافتتاحية بلغته التي ما احوجنا اليها في ايامنا هذه ، كيف لا وهي تنبع من هامة تتماهى مع اقواس المحاكم حيث العدل اساس الملك ، والتي يأتي منها ليس الى وزارة العدل اذ ان الله اعد له مشروع شهادة للكلمة واللغة التي يحيي ، توحد وتجمع ، هذه الكلمة التي تبني وتزرع  الأمل في كل شخص يلتقي به وانا منهم” .

وختمت الحاج :”بكل فخر واعتزاز ان في بلدي رسل يحاربون بسيف النور والحق ببراعة الكلمة التي تترك بصمة رضى خصصه الله بها على شكل وسام من معدن السماء، هو الوزير القاضي محمد وسامالمرتضى” .

بدوره، وقبل خطاه ارتجل الوزير المرتضى راعي المؤتمر كلمةً إعتبر فيها أن أهمّ ما لدى اللبنانيين هو موروثهم وأنّ أهم ما في موروثهم أن اجدادهم الذين سكنوا هذه الأرض قبل آلاف السنين هم اصحاب أهمّ اختراعٍ في تاريخ البشرية وهو الحرف ولولا اختراعهم هذا وتصديرهم له لكانت البشرية أخذت مساراً اخر لها .”

وتابع المرتضى :”قررت قبل القاء كلمتي لاسيما وأن معنا طلاب حاضرون ان استحضر اين  نحن ، نحن في جامعة السيدة ، هذه السيدة التي بشّرها الله في كلمة ، ونحن كمسلمين ومسيحيين اذا استجمعنا الوعي ونجحنا في خلق حالة حوار سليمة بيننا نصل الى مكان نتفق على كل شيء إيمانيا ،وأخطر شيء يُعمل ضدنا مسلمين ومسيحيين ما يُزرع في الذهن ان لا شيء يجمعكم أبداً في وقت نحن لا نختلف بالإيمان الاّ على مسألتين: اولا طبيعة السيد المسيح وهذه المسألة هي موضع خلافٍ حتى بين المسيحيين أنفسهم أما الاختلاف الثاني فيتمثّل بحيثيات مغادرة السيد المسيح لعالمنا الارضي ،صُلب ثم قام  ام رُفع دون ان يصلب  ، ولكن في الحالتين عند المسيحيين والمسلمين المسيح هو حيّ. يوحدنا المسيح  الحيّ، إيماننا بالمسيح الحيّ،إيماننا بكلمة المسيح الحيً،بمنهج المسيح الحيّ،.”

وأضاف المرتضى :” والاهم  يوحدنا إجلالنا المشترك للسيدة مريم العذراء ،اكنتم تؤمنون بان القرآن منزل او نتاج بشري هذا بحث اخر ،هذا شأنكم وايمانكم الا ان وثيقة البراءة الأروع لمريم وقدسية مريم وطُهر  مريم واستثنائية مريم سيدة نساء العالمين موجودة بالإيمان المسلم ، وصودف انه  لما اتهمت مريم حسب ايماننا لم تتكلم قالت :اني نذرت الرحمن صومًا فلن اكلم اليوم انسياً. اختارت السكوتوالصمت وأحياناً الصمت يكون الوسيلة الأفضل للردّ والوسيلة الأفعلللبيان…أفعل حتى من النطق والكلام.

واستطرد: “المتكلمون الذين سبقوني الى هذا المنبر تحدّثوا ن اهمية الكلمة ويطيب لي هنا أن أذكر الإمام الحسين صاحب الكلمة الموقف الذي رفض الخنوع ومبايعة الظالمين ما عرّضه للقتل فقيل له “ما هي الاّ كلمة” قلّ له أنا ابايعك فكان رد الامام الحسين ما يلي :” الكلمة نور ، ما دين المرء الا ّ كلمة ، ما شرفُ الانسان  سوى كلمة ،ما مجدُ الله الاّ كلمة .اتعرف ما معنى الكلمة ؟ ، مفتاح الجنة من  كلمة، دخول النار على كلمة ، قضاء الله هو الكلمة ، الكلمة حرمة.. زاد مذخور، الكلمة  نور  وبعض الكلمات قبور، وبعض الكلمات قلاعٌشامخة يعتصم بها النبل البشري ، الكلمة فرقان  بين نبي وبغي ،بالكلمة تنكشف الغُمة  ودليلٌ تتبعه الامة، المسيح ما كان سوى كلمةاضاء الدنيا بالكلمات وعلّمها للصيادين فساروا يهدون العالم، الكلمة زلزلةُ الظالم ،الكلمة حصنُ الحرية ، إنَّ الكلمة مسؤولية ،إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل  هو الكلمة شرف الله هو الكلمة  “.

وتوجه وزير الثقافة للطلاب: “عندما نكون في صرحٍ كهذا الصرح استلهم اسمه من اسم السيدة العذراء علينا أن نُدرك بأنّ هذا الصرح هو اذن نتاج الإيمان الإيمان الذي يُحدث الفرق في حياة الانسان ويرتقي به في انسانياً وتربوياً واكاديمياً….يجب الحذر من بعض ما يقال من أن ازمتنا في لبنان هي المذاهب والأديان، هذا من اخطر ما يحاك اذ يحاول اعداء اللبنانيين أن يصوّروا لهم أن المشكلة عندكم هي في الدين….يريدون أن يلغوننا عبر الغاء موروثنا وهويتنا واهمّ ما في موروثنا وهويّتنا هو لغتنا وتاريخنا الصحيح البهيّ وايماننا المتعدّد…الايمان ايها الأحبّة هو الذي يحفظنا مسلمين ومسيحيين ويحفظ وطننا “.

واضاف: ” تزدحم المناسباتُ الطيبةُ في هذا الأسبوع. من عيد الأم، إلى يوم المرأة العالمي، إلى قدوم الربيع، إلى الذكرى الخمسينَ لانضمام لبنان إلى منظمة الفرنكوفونية، إلى بَدْءِ رمضانَ الكريم وصولًا إلى عيد البشارة. مواسمُ جميلةٌ، سِيّانِ أَقيلَتْ بالعربيةِ أم تُرجمَت إلى لغاتٍ أخرى، فإنها  قُزَحُ الثقافةِ اللبنانيَّةِ التي يشكل فضاؤها مُتَّسَعًا رَحْبًا يسكنُه التنوُّعُ المبدِعُ الذي هو ميزةُ بنيه، وتأوي إليه ألسنةُ الشعوبِ وأيامُها، فهي بعدئذٍ جزءٌ من تراثِه الحضاري المتراكم.”.

وأردف المرتضى :”واللغةُ، ما اللغة؟ (كلُّ ما هو كائنٌ لا يمكنُ أن يكونَ إلا في “معبد اللغة”. وفي هذا المعبد يقيم الإنسان دائمًا، لأن هذا المعبد هو الذي يجعل من الإنسان موجودًا يعبر عن نفسه.”إن اللغةَ هي بيت الوجود” الذي يسكنه الإنسان، وفيه يتخذ كلُّ شيءٍ مكانَه). هكذا تكلم هايدغر منذ زهاء قرن، وما زال قولُه صحيحًا إلى اليوم، باعتبار اللغةِ سِمَةً عُليا من سمات الهوية الشخصية والجَمعية. وهذا القول يستدعي طرحَ السؤالِ عن فعلِ الترجمةِ في إخراج المتَرجَمِ له من لغتِه، بيتِ كينونتِه، ونفيِه إلى منزلٍ آخر لم يألَفْه. وهل من الممكن أن يجدَ الأثرُ المترجمُ وطنًا جديدًا في اللغة الأخرى؟

مشيرا الى ان “هذا المؤتمرُ سيجيبُ بلا ريبٍ على كلِّ الأسئلة. لكنَّ علينا أن نتذكر أن العرب في زهو حضارتهم قاموا لترجمة الفكر اليوناني إلى العربية، ومنها تسرب إلى أوروبا فكان أساس عصر التنوير والنهضة فيها. وأن المستشرقين الغربيين منذ أواخر القرن الثامن عشر نقلوا إلى اللغات الأوروبية قسمًا مهمًّا من التراث العربي فكان لذلك تأثير مباشر على ازدهار الآداب الأوروبية واغتناء مصادرها، ولعل خير مثال على ذلك، الشاعر الألماني الكبير غوته ولا سيما في كتابه “ديوان شرقي غربي” الذي احتوى نفحاتٍ صريحةً عربيةً وحتى فارسية.”أما عصر ما بعدَ الحداثةِ الذي نعيشُ في ظلالِه، بما أفسَحَتْ تِقنيّاتُه الرقميةُ من تلاقٍ بين الشعوب وتواصلٍ بين الأماكن، فقد جعل الترجمةَ مهمةً أكثرَ فاعليَّةً وانتشارًا. بل لعلَّها باتت حبلَ المـَشيمةِ الذي يجمع الثقافاتِ المنتشرةَ على كوكبِ الأرض إلى جسدِ الحضارة الإنسانية المتكاملة، بحيث تكون الترجمة سبيلًا لنشر قيم التسامح والتلاقي وتفهم الآخر المختلف. وفي هذا المجال، ولأنَّ لكلِّ لغةٍ عبقريتَها وكيانَها البنيويَّ وأسلوبَها، ورسمَ حروفِها، فينبغي للمترجم أن يكون متضلعًا، لا من اللغتين فحسب، بل من علومٍ أخرى موصِلة، كالتاريخ والسياسة والاقتصاد والاجتماع وسائر الأحوال التي ترعى شعبَ اللغة المترجَمِ عنها، واللغةِ المترجَمِ إليها، ليكون أمينًا للحقيقة في نقلِ الأفكار والصور والمجازات بمعانيها المقصودة أو بإيحاءاتِها التي تتضمنُها”، معتبرا ان “مؤتمر اللغة والترجمة سياقات عبر الثقافات، المعقود بالشراكة مع المركز الدولي لعلوم الإنسان- اليونكسو بيبلوس، وشريكتِه المؤسسة الألمانية الداعمة هانس سايدال، في حرمِ جامعة سيدة اللويزة، يشكل في تنظيمه صورةً عفويةً من صور الترجمة من الألمانية إلى العربية والعكسُ بالعكس، لجهودٍ وخبراتٍ ومشاريعَ تكشفُ التقاربَ الذي نتمنى أن يكون نهجًا متبَعًا في جميع الثقافاتِ وسياسةً معتمَدةً لدى جميعِ الدول.”  

وختم:”ويبقى أن الترجمةَ الملحة التي ينادي بها اللبنانيون في سرِّهم والعلن، هو أن يسرع ممثلوهم وأحزابُهم إلى ترجمة الأقوال إلى أفعال، فيبادروا إلى انتخاب رئيس جديدٍ للجمهورية يعيد الانتظام إلى مسار الحياة الدستورية، ويكون راعيًا لعملية التعافي الاقتصادي التي طال انتظارُها. أما الذين لا يُحسنون الترجمة، ولا يتقنون سوى لغة الفراغ والتعطيل، فأدعوهم إلى الاستعانة بمترجمٍ بارع، هو الحوار الذي لا بدَّ منه في حميع مفاصل الحياة.”

وأنهي كلامي باقتباس مثلٍ هنديٍّ قديم أترجمُه بتصرف فيصير: وطننا ليس مِلْكًا لنا، لقد استعرناه من أجدادِنا ،كأمانةٍ علينا تسليمُها لأبنائنا. فهل نحن فاعلون؟؟؟  .

وكان الدكتور ناجي عويجي رأى  في كلمة  :”ان المشاركين هم من اصحاب الاختصاص في اللغات والترجمة الفورية يحاولون بناء جسور  التفاهم بين الثقافات كافة في العالم

وتحدثت عميدة كلية العلوم الانسانية الدكتورة ماريا ابو زيد عن الروابط الهادفة عبر الثقافات في عصر الذكاء الاصطناعي   وقالت ان هذا الاحتفال هو الاحتفال بالحياة رغم الصعاب التي نواجهها على الصعيد الاقتصادي مما يوكد مرة اخرى الدور الذي يمكن ان يلعبه التعليم خاصة في تحقيق الامل الذي يظهر بيننا حيث نعمل بنشاط معا لخلق مساحات حرة للنقاش والمشاركة والتغيير الإيجابي المحتمل

اما الدكتور ميشال حايك نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية فقال ؛”ان جامعة سيدة اللويزة تعتبر من اعرق الجامعات في لبنان من خلال الكليات السبع التي تم تاسيسها والمحافظة على جودتها وقيمتها الاكاديمية والتعليم


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى