الشيعة في حماية الأخ الأكبر

Advertisement
قبل أن يأتي المرجع المسيحي الأكبر إلى لبنان حاملاً الكلمة السر» التي عممها وحولها برنامج عمل سياسياً، كان هناك حراك هادئ من جانب المرجع الشيعي الأكبر في النجف، آية الله علي السيستاني (95) عاماً)، الذي بعث برسالة إلى مرشد الثورة في إيران علي خامنئي (86) عاماً) يشرح فيها وضع الشيعة في لبنان، وما يتحملون من ضغوط. وطلب في رسالته أن تكف طهران عن تحميل شيعة لبنان ما لا يستطيعون تحمله، لأن وجودهم بات في خطر. وهذه الرسالة سبقت إيفاد رئيس مجلس النواب نبيه بري مساعده الأول النائب علي حسن خليل إلى طهران في مهمة يمكن اعتبارها مكملة لاتجاه رسالة السيستاني.
كان لافتاً جداً أن الرئيس بري وفر التغطية الشيعية لتعيين السفير السابق في واشنطن، المحسوب في صف 14 آذار، مفاوضاً مدنياً عن الجانب اللبناني في اجتماعات الميكانيزم». وما يبديه شريكه في «الثنائي» «حزب الله»، من شكوك أو ترقّب عبر عنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أمس، في موقف بدا تصعيداً في حدة الكلام، ولكنه لا يتحرك عملانياً لنقض القرار أو إسقاطه، وهذا هو المهم. ففي واقع الأمر، وافق «الحزب» على تجيير القرار إلى الأخ الأكبر» نبيه بري، واثقاً في قدرته على إيجاد طريقة لتجنيب الشيعة ما يتهددهم من كوارث محتومة. وعلى الأرجح، وافقت إيران على ذلك أيضاً، مرحلياً، لإمرار الظرف الصعب، بتشجيع من أصوات الاعتدال هناك. وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث.
وقد استفاد رئيس الجمهورية جوزاف عون من الوكالة الشيعية ليمضي في المسار الذي يضغط الأميركيون لتحريكه، مسار المفاوضات . في الواقع، استنفد حزب الله كل خياراته. فلا قدرة له بعد اليوم على مواجهة إسرائيل عسكرياً. وبدأ «الحزب» وإيران يفكران في أن التنازل للداخل اللبناني يبقى أقل خطراً وأدنى خسائر من مواجهة طاحنة مع إسرائيل، ولا بأس في اعتماده مرحلياً على الأقل، لعل شيئاً يتغير في التوازنات، فيسمح بعودة السلاح مجدداً ذات يوم. لكن هذا الرهان على استنهاض السلاح بات في غير محله بالتأكيد. فإسرائيل والولايات المتحدة والعرب لن يسمحوا بعودة «الحزب وسلاحه إلى ما كانا عليه قبل الحرب. اليوم، لا يعرف «حزب الله» ماذا يفعل: لا هو قادر على الرد منذ عام، على رغم تصفية إسرائيل نحو 365 عنصراً وكادراً له في غضون نحو 365 يوماً. ولا هو قادر على تبرير صمته الطويل، ولا هو قادر على قبول بنود وقف النار ولا التنكر لها، ولا الدخول في مفاوضات مع إسرائيل ولا رفضها تماماً.
لذلك، بدأ «الحزب مسار تنازلات حقيقية، عندما منح بري وكالة ضمنية في ما يتعلق بخيارات الطائفة، وسيمنحه مزيداً يوماً بعد يوم، بدفع من قوى الاعتدال والانفتاحوالبراغماتية في داخل بيئة «الحزب وطهران نفسها…. وفي النهاية، سيسلمه القرار بخياراته الكبرى، بما في ذلك سلاحه. إنها مسألة وقت فقط.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





