منع اسرائيلي لأي تفاعل مع تهديد قاسم: سقوط اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان

Advertisement
لكن الماكينة التي تساعد إسرائيل في حملتها الجديدة، سارعت إلى تولي مهمة التفاعل مع موقف الشيخ قاسم، إذ انتشرت «التحذيرات من أن أي رد يقوم به حزب الله سيقود إلى رد إسرائيلي أكبر من قدرة لبنان على تحمّله». وهو أمر سبق للحزب ولبنان أن جربه العام الماضي، عندما كانت الديبلوماسية الغربية والعربية وبعض الجهات اللبنانية تسارع إلى مطالبة الحزب بـ«ضبط النفس» وعدم الرد على عمليات الاغتيال التي قام بها العدو.
في غضون ذلك، سرعان ما تلاشت المناخات التي رافقت زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت، والتي لم تحمل جديداً نوعياً، وتأكد أنه لم يحصل أي لقاء بينه وبين حزب الله، وأن الموضوع لم يطرح أصلاً بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار»، وحيث يتعزز الاعتقاد بأن ملف النزاع مع إسرائيل سواء في فلسطين أو لبنان متابع فقط من قبل إدارة المخابرات العامة المصرية التي يشرف عليها الوزير اللواء حسن رشاد.
إلى ذلك، تواصل قيادة العدو رفع مستوى الخطاب الهادف إلى تبرير المزيد من الاعتداءات على لبنان، واللافت، أنه في الأسابيع الأخيرة، تجري عملية بلورة لسردية أميركية جديدة تُدفع بشكل منهجي وتبدو كأنها تشكّل إطاراً محدثاً للتعامل مع لبنان وحزب الله. هذه السردية لا تنطلق من فراغ، بل من اعتقاد على شكل قناعة عند الجانبين الأميركي والإسرائيلي بأن اتفاق وقف إطلاق النار لم ينجح في إحداث أي تغيير جوهري في موازين القوى، وأن مرحلة «إدارة الأزمة» لم تعد كافية.
وبالتالي، يجري الانتقال إلى خطاب أكثر حدّة يطالب لبنان بمفاوضات مباشرة رفيعة المستوى مع إسرائيل، تمهيداً لفرض معادلة جديدة عنوانها: نزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام باعتباره «الموعد الحاسم»، مع التلويح بأن عدم التنفيذ ينقل المسؤولية إلى الدولة اللبنانية ويجعلها شريكة في خيار الحرب المقبلة.
في هذا السياق يصبح الحديث الأميركي – الإسرائيلي المتكرر عن «الموعد النهائي» و«الإنذار الأخير» محاولة واضحة لفرض مسار قسري على لبنان: إما الالتزام بالتجريد، أو تحمل مسؤولية حرب جديدة يجري إعداد سرديتها منذ الآن. فإسرائيل تسعى إلى دمج العمليات العسكرية المستمرة مع خطاب سياسي ــ دولي يقدّم أي مواجهة مستقبلية بوصفها امتثالاً لمطالب أميركية واضحة، ورداً ضرورياً على دروس 7 أكتوبر، وإجراءً مشروعاً لمنع تكرار «تراكم قوة عدوّ خلف الحدود».
بهذا يصبح المشهد الجديد أقرب إلى محاولة هندسة بيئة إقليمية كاملة: ضغوط أميركية ــ إسرائيلية، مسار مفاوضات قسري، عمليات عسكرية متواصلة، وصياغة سردية سياسية تبرر أي تطور ميداني، في سياق تحضير «لحظة حاسمة» يُراد لها أن تكون مفتاح إعادة تشكيل التوازن على الحدود الشمالية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





