آخر الأخبارأخبار محلية

الناخب المسيحي… هل يدغدغه فعلا الخطاب المعادي لحزب الله؟

تنتظر الماكينات الانتخابية التابعة للاحزاب والتيارات ومختلف القوى السياسية صفارة الانطلاق حتى تفرغ ما عندها من أساليب وخطط وشعارات وطرق متعددة لجذب الناخب وتحويله الى مقترع يدلي بصوته لصالحها فتتعزز الحواصل ومعها شروط الوصول الى الندوة البرلمانية.

وعلى ما يبدو ستلعب هذه الماكينات لاسيما في شقها الاعلامي دورا رياديا في انتخابات 2022، فالمواطن العالق في حفرة الانهيار ينتظر ما ستقدمه مختلف المرجعيات لمحاولة انتشاله وتحسين ظروف حياته.

ويبدو الهم المعيشي نقطة ارتكاز أساسية لعمل الماكينات الانتخابية عبر ايجاد شعارات وحملات تنقل بصورة واضحة تطلع المرشحين ورؤيتهم لهذه النقطة بالتحديد.

من هنا انطلق العمل بصورة علنية كما فعل حزب” الكتائب اللبنانية” مثلا أو بصورة غير علنية وتحضيرية عند مختلف الجهات السياسية، والعمل يقوم وفق قاعدة واحدة لا لبس فيها متمثلة في الهجوم على الأسباب التي أدت الى بلوغ “جهنم” الاقتصاد.

ووفقا للمعطيات تتمركز الأسباب التي سيتم الاضاءة عليها حول نقطتين رئيسيتين، الأولى هي الفساد وسوء الادارة أما الثانية فهي “حزب الله” ببعده الاقليمي لا الوطني.

وبالنسبة للنقطة الأولى من الواضح ان غالبية الأطراف ستجد نفسها محرجة في طرحها، اذ ان ايادي الجميع ملطخة ولو بنسب متفاوتة، والجمهور بات ناضجا بشكل كبير ويمتلك معلومات وأدلة ملموسة وغير ملموسة حول موضوع الفساد الذي قد يكون هو نفسه مشاركا فيه.

أما في ما يخص النقطة الثانية، اي الهجوم على “حزب الله” فمحورها ان خياراته الاقليمية وتدخلاته المتتالية في شؤون غير لبنانية هي الخطوة التي نتج عنها الحصار الاقتصادي وبالتالي الضائقة الحياتية والمعيشية.

وفي هذا الاطار، يبدو ان استخدام هذا المنطق سينحصر عند القوى المسيحية لا غير ، اذ ان غالبية القوى السنية التي ستخوض الانتخابات تعلم ان الهجوم المباشر على حزب الله قد يؤجج الصراع “السنيّ_الشيعي” وهذا ما لا يمكن ان يتحمله أي طرف.

كما يعلم “الدروز” ان بناء المعركة الانتخابية بالهجوم على “حزب الله” بشكل مباشر ومنفرد لن يجدي نفعا في ظل التعددية الممكنة التي ستشهدها الساحة الدرزية وفي ظل حظوظ بعض الأسماء التي غابت لفترات طويلة بفعل التقدم المستمر وشبه الساحق للمختارة وسياستها.

أما في ما يخص الصوت الشيعي المعارض، فهو، وعلى الرغم من تبنيه الأكيد للهجوم على “الثنائي الشيعي”، سيبقى خافتا وغير مسموع بما يكفي لاحداث اي تغيير ممكن.

لذلك ستنحصر لعبة الهجوم على السلاح في الشارع المسيحي الذي غالبا ما يدخل في انقسامات قد لا تكون بنيوية انما تفصيلية ومتشعبة في آن معا.

وفي المعلومات تدرك مختلف الاحزاب والتيارات والقوى والشخصيات المسيحية، ان علامات الاستفهام في شارعها حول دور “حزب الله” في ما يجري باتت كثيرة وكبيرة.

من هنا تبدو “القوات اللبنانية” ومعها “الكتائب” والشخصيات المسيحية المستقلة في حالة ارتياح لخطابها الطبيعي الذي فيه اتهام لـ”حزب الله” وحلفائه بانهم السبب الأساسي للأزمة المالية والاقتصادية ولمشكلة المصارف ولانقطاع العلاقة مع الاشقاء العرب ولهطول الأمطار بكثافة أو للارتفاع الحاد بدرجات الحرارة وغيرها من النتائج والكوارث التي يتم التعامل من خلالها مع “حزب الله” وفقا لمبدأ “جسمو لبيس”.

وفي ما يخص “التيار الوطني الحرّ” و”المرده” المدركان تماما لتموضع النفس المسيحي الحالي، فلا بد من الاشارة الى انهما سيعملان على تصويب سهامهما الانتخابية بطريقة متقنة ودون اي تفلت ممكن، اذ ان حلفهما مع “الحزب” أقله في المدى المنظور مستمر وأكيد.

وعلى هذا الصعيد قد يجد “المردة” نفسه اكثر تصالحا مع شعاراته مقارنة بـ”التيار الوطني الحرّ”، اذ انه غالبا ما جاهر بحلفه المتين مع حزب الله مقدما قناعاته وامتداده العربي والاقليمي على امكانية توسعه داخليا باعتبار ان الأرقام لا يمكن لها ان تحدد مدى صدقية التمثيل المسيحي.

أما “الوطني الحرّ” فيجد نفسه مكبلا في شعارات “العدد” و”المسيحي الأقوى” أو “الأكثر تمثيلا”، لذلك قد يحاول الهجوم على “الحزب” كما فعل رئيسه النائب جبران باسيل من فترة وجيزة، لكن كيف سيتمكن من التوفيق ما بين هذا الهجوم والتحالف الشبه الأكيد مع “حزب الله”؟.

في المحصلة ستدور الماكينات المسيحية حول محاولة شدّ العصب كما يحصل دائما بهدف الحصول على أكثريات معينة، لكن مَنْ يمكنه ان يؤكد صوابية”النفَس المسيحي الأكثري” لاسيما بعد التجارب المتعددة في مرحلة ما بعد الـ2005

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى