آخر الأخبارأخبار محلية

أخطر أزمة في تاريخ لبنان

وكتب رضوان عقيل في” النهار”: لم يكن من المستغرب إقدام الرئيس نبيه بري على إطلاق “المطالعة الدفاعية” عن “حزب الله” أمام نقابة المحررين، حيث تأتي في إطار التكامل المرسوم بين الطرفين مع ازدياد الضغوط العسكرية والسياسية عليهما كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية، وكردّ على كثير من الأقاويل التي تتناول العلاقة بين الطرفين وتباعدهما في كثير من الملفات، خصوصاً بعد الرسالة التي وجّهها “حزب الله” إلى الرؤساء وفسّرها كِثر بأنها مناوئة للمواقف التي يتخذها بري.
عند سؤال بري عن إعادة بناء تنظيم الحزب، سارع إلى تأكيد هذا الأمر فوضعه في الإطار الطبيعي لمكوّن حزبي في استعادة تماسكه بعد كل الضربات التي تلقّاها ولا يزال يعمل على تحصين سِلم هيكله القيادي وترتيب أوضاعه الداخلية والتنظيمية. وإذا لم يأتِ بري على الوضع العسكري لحليفه، إلا أنه دحض المزاعم عن تهريبه للسلاح من البحر والبر أو الجو، وتوصيفه لكل ما يدور من معلومات في هذا الشأن بـ”الكاذبة وأن لا صحة لها”، لأنه يعرف أن إسرائيل وكل المناوئين للحزب يستغلون هذه النقطة لتبرير استمرار استهداف كوادره ومواقعه العسكرية في الجنوب والبقاع.
يقدّم بري نفسه في موقع “حامل أمانة المقاومة السياسية” التي تحدث عنها الأمين العام الراحل للحزب السيد حسن نصرالله في الكثير من إطلالاته، مشيراً إلى موقع الرجل على المستويين الشيعي والرسمي في آن معاً. ويدرك بري جيداً أن إسرائيل لن تتأخر في ملاحقة الحزب للوصول إلى استئصال كل أركانه، وليس العسكرية فحسب، وحصار مؤسساته والتضييق عليها. وأمام كل التحديات التي تواجه “الثنائي”، يقدم بري على ترسيم مجموعة من الخطوط الحمر في لحظة تتصاعد فيها حملات الضغوط على الحزب، والتي لن يكون مجموع الشيعة في منأى عنها، مع توقّع إقدام وزارة الخزانة الأميركية على توسيع لوائح العقوبات المالية ضد وجوه شيعية بغية تكبيل حركة الحزب أكثر قبيل الانتخابات. وثمة من يشجع في الداخل اللبناني على “شدّ أيدي” أعضاء في الكونغرس لفرض عقوبات سياسية على بري نفسه، رغم أن الإدارة في البيت الأبيض لم تتبنَّ بعد هذا الخيار.
ويقول مراقبون إن موقف بري حيال الحزب جاء على شكل رسالة متعددة الأبعاد بغية تحصين أوراق القوة والتشديد على وحدة “الثنائي” الذي يستعد جيداً للانتخابات النيابية للذود عن مقاعده. ولا شك أن الحزب استقبل كلام بري بارتياح وترحيب كبيرين، لأنه يصدر عن مرجعية توفر له المظلّة السياسية والدفاعية.  

مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى