إسرائيل تستعدّ لمرحلة ما بعد ترامب… وعينها على لبنان

تدخل ترامب في غزة
إن تدخل ترامب في أمن إسرائيل، ولا سيما الخطة التي قدمها لإنهاء الحرب في غزة، يُعدّان مؤشرين على علاقة قوية وعميقة بين إسرائيل والولايات المتحدة. قد يقول البعض إنها عميقة جداً – لدرجة أن إسرائيل كادت تصبح محمية. لكن تحليل الاتجاهات الطويلة الأجل يشير إلى تطورات صعبة في العلاقات الإسرائيلية-الأميركية.
الولايات المتحدة تشهد تغييرات داخلية جوهرية
الحقيقة هي أن الولايات المتحدة تشهد تغييرات داخلية جوهرية، تماماً كما هو الحال في المجتمع الإسرائيلي. العلاقات بين البلدين تتأثر بعمق بهذه التغيرات، وهي تغييرات ديموغرافية واجتماعية وسياسية. بشكل عام، الصوت التقدمي-المتطرف يزداد قوة داخل الجناح اليساري في النظام السياسي الأميركي
الإنجيليون البيض
لا يزال الإنجيليون البيض من المؤيدين المتحمسين لإسرائيل، لكن الدراسات تظهر انخفاضاً مطرداً في قوتهم ونسبتهم بين السكان. هذه الجماعة تتقلص. والخلاصة: يجب اغتنام نافذة الفرصة الفريدة التي يوفرها رئيس استثنائي. طالما أن الرئيس ترامب في البيت الأبيض، فإن إسرائيل لديها فرصة عظيمة للتنسيق مع واشنطن.
السياسة المطلوبة لتشكيل الشرق الأوسط:
– الساحة الإقليمية – الفلسطينية: الحكومة الإسرائيلية محقة في قبول مبادرة ترامب رسمياً، لكن عليها أن تخطو خطوة إضافية وأن تستفيد من الفترة الحالية لرسم الملامح السياسية للفصل بين دولة إسرائيل وكيان فلسطيني مستقل منزوع السلاح وذي سيادة محدودة، مرتهن لاتفاقيات مع إسرائيل.
– استراتيجية ذات مستويين تجاه إيران: ضغط اقتصادي قد يزعزع استقرار النظام، لكن هدفه الحقيقي هو دفع إيران للتوافق على صفقة نووية أفضل من سابقتها. وإذا بقي النظام الإيراني سليماً، فيجب استخدام نهاية ولاية ترامب لصياغة اتفاق نووي أفضل من السابق، يضمن ألا تمتلك إيران سلاحاً نوويا أبدا. من المستحسن عدم ترك هذا الأمر للرئيس القادم، وهو ما تأمل القيادة الإيرانية في حدوثه.
– التطبيع مع لبنان ونزع سلاح “حزب الله”: الهجوم الإسرائيلي المستمر، الذي يهدف إلى منع إعادة تأهيل “حزب الله”، في غاية الأهمية. إن إضعاف الجيش الإسرائيلي للحزب عسكرياً هو ما مكّن الحكومة اللبنانية من المطالبة بنزع سلاحه. لكن يجب فعل المزيد وبسرعة أكبر.
تعزيز أمن إسرائيل
مذكرة تفاهم جديدة مع الولايات المتحدة: يجب تكثيف الجهود لصياغة مذكرة تفاهم جديدة، تُبنى حول انتقال تدريجي من المساعدة المالية المباشرة إلى شراكة عمل (وفقاً للنهج الذي تقوده الإدارة الأميركية حالياً). بعبارة أخرى، انتقال من وضع إسرائيل كـ”دولة مُعانة” إلى “شريك استراتيجي”.
برنامج بحث مشترك في موضوع التكنولوجيا العميقة (DeepTech): التكنولوجيات الناشئة – الحوسبة الكمومية، الذكاء الاصطناعي – ستغير مجرى الحياة في كل أنحاء العالم، بما في ذلك ساحة المعركة المستقبلية.
انضمام إسرائيل إلى تحالف “العيون الخمس”
تحالف “العيون الخمس” هو تحالف لتبادل المعلومات الاستخباراتية، وهو بمثابة ناد نخبوي وفريد وقائم على الثقة بين خمس دول – الولايات المتحدة، كندا، المملكة المتحدة، أستراليا، ونيوزيلندا. تتبادل هذه الدول الأعضاء مصادر المعلومات الاستخباراتية وبالتالي تخلق نظام إنذار أقوى بكثير من نظام أي دولة بمفردها. سيعمل دمج إسرائيل في هذا الإطار على تحسين القدرات الاستخباراتية والموقع السياسي الإسرائيلي مما سيساعد بدوره على دفع الأهداف الإسرائيلية في الشرق الأوسط وفي الساحة الدولية الأوسع.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





