آخر الأخبارأخبار محلية

مشاركة اميركية مباشرة في ضبط التصعيد وحصر السلاح اولا

كتب ميشال نصر في” الديار”:الجديد لا يكمن في التصريحات الديبلوماسية أو المساعدات العسكرية التقليدية، بل في الوجود المباشر لضباط أميركيين داخل غرف العمليات الإسرائيلية، التي تشرف على إدارة المعارك في الشمال، وفقا لوسائل اعلام اسرائيلية ودولية. خطوة غير مسبوقة، تطرح أسئلة كثيرة حول حدود الشراكة بين الحليفين، ودلالات هذا الانخراط الميداني الأميركي في لحظة إقليمية شديدة الحساسية، وعما اذا أصبحت واشنطن شريكا مباشرا في الحرب الجارية ضد لبنان؟ أم أن وجود ضباطها يقتصر على التنسيق ومنع الانزلاق نحو مواجهة شاملة؟ خبير عسكري لبناني اشار الى أن وجود عسكريين أميركيين داخل غرفة العمليات الإسرائيلية ليس سابقة بحد ذاته، اذ طالما دعمت «اسرائيل» في كل حروبها، لكنه يأخذ هذه المرة بعدا مغايرا، نظرا إلى طبيعة الجبهة اللبنانية وحساسيتها، اذ أن مهمة هؤلاء الضباط لا تقتصر على التنسيق الاستخباري، بل تمتد إلى تقييم الأهداف، الإشراف على قواعد الاشتباك، والمساهمة في تحديد سقف «الردود الإسرائيلية»، بما يتوافق مع «الحدود المرسومة» أميركيا لأي عملية عسكرية ضد لبنان، أي بعبارة أخرى، واشنطن لا تكتفي اليوم بإرسال الذخائر الدقيقة والقنابل الذكية، بل باتت ترسل الضباط الذين يقررون متى وأين تستخدم. ويعدّد الخبير العسكري في هذا الاطار جملة من العوامل، ابرزها:

– تدخل المشاركة في إطار «إدارة التصعيد» بين واشنطن و”تل أبيب»، بما يعني أن القرار العسكري الإسرائيلي بات يصاغ، في ظل رقابة أو مشورة أميركية مباشرة.
– الرقابة المباشرة على العمليات، بهدف ضبط إيقاع المواجهة ومنع توسعها، حيث تسعى واشنطن لان تبقى نار الجبهة الشمالية تحت السيطرة الأميركية، لا في يد جنرالات «تل أبيب» وحدهم.
– دليل على تراجع الثقة الأميركية بأداء المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، بعد إخفاقات ميدانية متكررة، احرجت واشنطن امام المجتمع الدولي.
ويضيف الخبير أن هذا النوع من التكامل يضع واشنطن عملياً في موقع الشريك الميداني، وليس المراقب فقط، وهو ما يحمل تبعات قانونية وسياسية خطيرة، معتبرا ان هذه الخطوة تشكل قلقا كبيرا بالنسبة للجانب اللبناني، ذلك أن الجبهة الجنوبية لم تعد فقط تحت القرار الإسرائيلي، بل باتت ضمن دائرة القرار الأميركي المباشر.
هذا التعاون الدفاعي والتنسيق الاستخباراتي، يعني عمليا أن الضربات على لبنان تتم بعلم واشنطن وموافقتها، إن لم يكن بإشرافها المباشر. وتشير المعلومات الى ان الجانب الاميركي، وفي اطار الخطة الموضوعة لتفعيل عمل «الميكانيزم»، ينوي نقل جزء من فريقه من بيروت الى «اسرائيل»، لتسهيل وتسريع العمل والتواصل، ولجعل الامور اكثر فعالية وتحسين القدرة على الاستجابة والتنسيق. علما ان طائرات مسيرة اميركية من نوع « MQ9»، مجهزة بصواريخ هجومية، تحلق بشكل دوري فوق الاراض اللبنانية، احيانا في طلعات مشتركة مع المسيرات الاسرائيلية، كذلك طائرات الاستطلاع والحرب الالكترونية المأهولة، التي تجوب مقابل الشواطئ اللبنانية اسبوعيا في عمليات جمع معلومات، ومسح «سيسمي» وصولا الى سوريا، منطلقة من قواعدها في ايطاليا واليونان.
في المحصّلة، يقف لبنان اليوم بين مطرقة الضربات الإسرائيلية، وسندان الشراكة الأميركية في تحول استراتيجي يرسم ملامح مرحلة جديدة في العلاقة بين لبنان والولايات المتحدة.

وكتب جورج شاهين في” الجمهورية”:
كان متوقعاً أن تنتصر نظرية تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم»، وتصحيح مسلسل الأخطاء التي ارتُكبت على مدى الأشهر التي عبرت. وعلى هذه الخلفيات، كشفت تقارير ديبلوماسية وأممية تلقّاها المسؤولون الكبار، انّ مستقبل اللجنة يدفع اللبنانيين إلى التعاطي معها بكثير من الجدّية والروية، فهي الهيئة التي يمكن ان تكون قناة التواصل مع العدو الإسرائيلي وأي جهة أخرى، واللجنة رسمت مسبقاً برامج عملها للجلسات الثلاث المقبلة حتى نهاية السنة، والتي أوحت بأنّ ملف «حصر السلاح» الذي يشكّل سبباً في الخروقات القائمة سيبقى موضوع رعاية طوال هذه الفترة. وهو ما أدرج في البيان بعبارة واضحة، قالت إنّها ستكرّس اجتماعاتها المتبقية حتى تلك المرحلة على بند وحيد أسمه «السعي إلى إنجاح فرص التخفيف المستمر من انتهاكات ترتيبات وقف الأعمال العدائية». كما «اتفق المشاركون على أن تظل هذه المسألة بندًا ثابتًا على جدول أعمال جميع الجلسات المستقبلية، باعتبارها جزءًا من الجهد الجماعي للحفاظ على السلام وتعزيز المساءلة في إطار ترتيبات وقف الأعمال العدائية.»
ولا بدّ من الإشارة إلى انّ على جميع المراقبين أن يفهموا انّ الآلية التي حُدّدت لمستقبل الوضع في لبنان، قد رُسمت على نار هادئة جمعت موادها من عصارة تفاهمات غزة. وهي تنتظر لحظة ولادتها على نار هادئة، وانّ هناك مراحل لا بدّ من عبورها مهما كانت العوائق. فالجميع يعرف المخرج وقدراته متى جنّدها كاملة، وهو الذي أتقن توليد مثيلاتها.

وكتب معروف الداعوق في ” اللواء”: قيل الكثير عن هدف زيارة مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد الى بيروت. هناك من نقل ان الموفد المصري وضع المسؤولين اللبنانيين, في اجواء وظروف المفاوضات التي جرت للتوصل الى اتفاق انهاء حرب غزّة، ووجوب استكمال تنفيذ قرار حصر السلاح بيد الدولة وحدها, فيما ذهب آخرون الى ابعد من ذلك بالقول ان المسؤول المصري نقل عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين استياء هم جراء تأخر الدولة اللبنانية في عملية نزع سلاح الحزب, مع تهديدات علنية باتخاذ اجراءات ضد لبنان. وهناك من نقل ان اللواء رشاد ابدى للمسؤولين الذين التقاهم استعداد مصر للمساعدة في تكرار تجربة المفاوضات الشاقة والصعبة التي جرت بالقاهرة, بين حركة «حماس» واسرائيل. ومع ان اي جهة لبنانية او عربية, لم تؤكد الاخبار المتواترة عن صحة المعلومات المتداولة, عمَّا حمله الموفد المصري الى لبنان, الا ان الثابت هو استعداد مصر لمساعدة لبنان ليتخلص من الاحتلال الاسرائيلي وتداعياته غير المحمودة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى