آخر الأخبارأخبار محلية

جعجع: نخوض معركة طاحنة بشأن اقتراع المغتربين

 أعرب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن “فخره بالطلاب عموما وبطلاب القوات خصوصا”، وقال: “أقول لكم بصراحة إنني فخور بكم جدا. أهم شيء أن تستمروا. أرجوكم، لا تتعبوا. صحيح أن سنوات الجامعة قصيرة وسينطلق كل منكم بعد التخرج في عمله، ولكن لا تتركوا العمل في الشأن العام، والقوات هي جوهر الشأن العام. أنتم تعملون من أجل أنفسكم، ومن أجل أولادكم الذين سيأتون بعدكم إن شاء الله، ليعيشوا في وطن أفضل من الذي عشناه نحن”.

ودعاهم الى “المشاركة الفاعلة في الإنتخابات النيابية المقبلة”، مشيرا إلى أنه “إذا كان كل واحد منكم، وأعني فقط كل من في هذه القاعة، إذا كان (منخبا) فاعلا ومؤثرا في منطقته أو قريته أو مكان سكنه، فسنربح الانتخابات حتما”.

كلام جعجع جاء خلال استقباله وفدا من طلاب “القوات اللبنانية” في جامعة القديس يوسف USJ، في حضور: الأمين المساعد لشؤون المصالح نبيل ابو جودة، رئيس مصلحة الطلاب عبدو عماد، رئيس دائرة الجامعات الفرانكوفونية في المصلحة، مسؤول ملف الUSJ في الدائرة جيفري خوري و أعضاء مكتب الدائرة ورؤساء الخلايا في الجامعة.

وأوضح جعجع أنه “ليس من المطلوب أن نضاعف عدد نوابنا تسعة عشر نائبا إضافيا لكي نضاعف قوتنا السياسية، فهذا غير ضروري. يكفينا أن نربح ثلاثة أو أربعة نواب جدد لنضاعف قوتنا. فالقوة السياسية ليست حسابا عدديا بسيطا، بل قوة متصاعدة الأثر”. 

وقال: “من هذا المنطلق، من المهم جدا أن تبذلوا كل جهدكم كما نبذل نحن اليوم كل جهدنا في معركة قانون الانتخاب لتمكين المغتربين من التصويت في دوائرهم داخل لبنان، والمعركة في هذا الشأن طاحنة. أريدكم أن تضعوا كل ثقلكم، كل في منطقته أو في مكان سكنه أو حيثما أراد، لأن هذا سيساعدنا كثيرا على تحقيق فوز أكبر. وإذا حصلنا على نواب أكثر، صار لنا ثقل أكبر في مسار الحياة السياسية، فنتمكن من أخذ الأمور والبلد إلى الاتجاه الذي نريد”.

وكان قد جعجع استهل كلمته بالقول: “أنتم أول من سمعته يقول، منذ خمس سنوات، (باي باي يا حلوين)، وقتها كنا بالكاد حققنا إنجازا جزئيا في الإنتخابات، ربما ربحنا في كلية إدارة الأعمال، وحتى من دون الحقوق. وطبعا وقتها خسرنا كلية الهندسة العليا، ومع ذلك قلتم لهم (باي باي يا حلوين). أما الآن، ففعلا (باي باي يا حلوين)، وجميع الحلوين سوية، (قشة لفة)”.

تابع: “الانتصار الذي حققتموه بحد ذاته ليس هو الأهم. صراحة، الأهم أنتم، أي وجودكم هنا كما أراكم الآن. هذا المشهد أمامي يظهر لي مستقبلا كبيرا جدا ينتظرنا. أنا، صراحة، لم أفقد الأمل يوما في حياتي، ولا في أي شيء. في عز الأوقات التي كنت فيها (تحت سابع أرض)، لم أفقد الأمل، ولكن ألا تفقد الأمل شيء، وأن ترى المستقبل بعينيك أمامك شيء آخر تماما. الآن أرى المستقبل أمامي بكل وضوح، بعدما رأيتكم ورأيت رفاقكم من الجامعات الأخرى، صرت أرى المستقبل بعيني”.

اضاف: “فوزكم ب19 كلية في جامعة القديس يوسف، إنجاز ممتاز. لا تظنوا أننا نريد أن نقلل من أهميته. “يعطيكم مئة ألف عافية”. أنا أعلم تماما كم يتطلب التحضير للإنتخابات من جهد كي نتمكن من الفوز في كلية واحدة، وأعرف أيضا الجهد المركز الذي احتجناه لنفوز ب19 كلية في أماكن مختلفة”، مشيرا إلى أننا “في النظام النسبي الذي تجرى الانتخابات على أساسه في الجامعات، لكي نحقق النتيجة التي حققناها، يجب أن يكون تأييدنا الشعبي لا يقل عن سبعين إلى خمسة وسبعين في المئة. وقد تبين اليوم أن القاعدة الشعبية في جامعة القديس يوسف لا تختلف عن غيرها من الجامعات. يعطيكم ألف عافية”.

وشدد على أن “الفوز الانتخابي مهم، ولكن تأثيره محدود في الزمان والمكان. أما الأهم فهو وجودكم أنتم. نحن اليوم فرحون جدا بما أنجزناه، لكن هذا يحمل كل واحد منا مسؤولية كبيرة”. 

وقال: “أتوجه إلى كل شابة وكل شاب منكم لأقول: هناك مسؤولية كبرى، مسؤولية الحفاظ على القوات اللبنانية، لأنها ليست حزبا كسائر الأحزاب التي تسعى إلى بعض المكاسب من هنا وهناك. لو كنا نسعى للمكاسب، لما سلكنا النهج السياسي الذي سلكناه. كما ترون، سياستنا بلا حدود، وما نراه صائبا ننفذه بلا تردد. هذه هي سياستنا منذ البداية وستبقى كذلك”.

واضاف: “حزب القوات ليس حزبا بالمعنى التقليدي للكلمة. ليت هناك كلمة تعبر عنا بشكل أدق من كلمة حزب. ربما مقاومة؟ وعلى الرغم من أنهم شوهوا الكلمة في العقود الثلاثة الماضية، نعم، أفضل توصيف لنا أننا مقاومة. وإن قلت إننا حركة تحرر، فذلك صحيح أيضا، بل نحن أكثر من حركة تحرر. وإن قلت إننا ضمير ووجدان تاريخي، فذلك عين الحقيقة، نحن الضمير والوجدان التاريخي لهذا الوطن بكل معنى الكلمة”.

تابع: “يمكنكم أن تبنوا المسيرة المهنية التي تطمحون إليها. لكن لا تظنوا أن أي نجاح مهني يمكن أن يثمر ويدوم إذا لم يكن لكم وطن. فالمسيرة المهنية بلا وطن لا قيمة لها. في لحظة واحدة يمكن أن يتبدل كل شيء، وأن يذهب كل الجهد سدى. لذلك، إلى جانب أي عمل أو طموح شخصي، وأنا دائما أشجع الطموح الكبير، يجب أن تستمروا في العمل من أجل أن يكون لكم وطن. لأننا حتى اليوم، وبكل صراحة، لا نملك وطنا فعليا”.

واعتبر أنه “لو كان لدينا وطن حقيقي خلال السنوات الأربعين أو الخمسين الأخيرة، لكانت جهود اللبنانيين قد أثمرت عشرات الأضعاف عمليا وماديا ومعنويا. يمكنك أن تجتهد قدر ما تشاء، وأن تكون طبيبا أو مهندسا أو محاميا ناجحا، لكن لو كان لدينا بلد فعلي، لكانت نتائجك الشخصية أضعاف ما هي عليه اليوم من ناحية حجم العمل والتطور ومن الناحية المادية. لذلك الأولوية القصوى هي أن نعمل ليكون لنا وطن، وهو ما نفتقده اليوم. نحن لا ينقصنا علم في الطب أو الهندسة أو الحقوق أو أي مجال آخر، ما ينقصنا هو أن نبني دولة حقيقية. وإن لم نسع نحن كقوات لبنانية لبناء هذا البلد، فمن سيبنيه؟”.

وأوضح أن “في مجتمعنا تخلفا عميقا في النظرة إلى السياسة. كثيرون يعتبرون السياسة مرضا، وهذا غير صحيح إطلاقا. كل شيء يبدأ بالسياسة. إذا لم تكن السياسة منضبطة، فلا شيء آخر يمكن أن ينضبط. لذلك يجب أن تنتبهوا جيدا لهذه المسألة. الناس عندنا يظنون السياسة مرضا لأنهم يربطونها ببعض السياسيين. صحيح أن كثيرا من السياسيين هم مرض بحد ذاتهم، وبسبب هؤلاء الفاسدين بات الناس يظنون أن السياسة بحد ذاتها مرض، ولكن هذا خطأ. أقدس عمل في الوجود هو العمل السياسي، لأن السياسة تعني الاهتمام بالشأن العام. فكما أن كل واحد منكم يعمل لشهادته ولمهنته ولأسرته، تخيلوا من يعمل للمجتمع بأسره، للناس جميعا، وللإنماء العام، لا لمصلحته الشخصية فحسب. لذلك السياسة عمل مقدس”.

وتوجه للطلاب بالقول: “أنتم مؤتمنون بقدر أهمية الشأن العام. ولهذا أقول لكم: بقدر ما أنتم فرحون بالانتصار الذي حققتموه منذ يومين أو ثلاثة، وبقدر ما نحن فخورون بكم، بقدر ما تقع عليكم مسؤولية كبرى: يجب أن تحافظوا على “القوات اللبنانية”. نحن حملناها على أكتافنا، وكان ذلك شرفا وفخرا عظيما لنا، منذ العام 1975 حتى اليوم. أما الآن، فقد جاء دوركم. يجب أن يتحضر جيل جديد، وأنتم هذا الجيل. لا يمكن أن تتصوروا كم مرت أجيال على القوات. أنتم اليوم ترونها في صورتها الحالية، لكن هذه الصورة هي ثمرة مسيرة طويلة من النضال والتضحيات. هل تعلمون كم من رفاقكم (بعيد الشر عنكم) استشهدوا؟ كم منهم جرحوا، وكم أصيبوا بإعاقات دائمة، وكم سجنوا، وكم تعرضوا للتهجير والتعذيب، إلى أن وصلت القوات إلى ما هي عليه اليوم؟ أنتم ترون النتيجة، لكن عليكم أن تقرأوا تاريخ القوات. لا أقصد الكتب فحسب، بل التاريخ (المعيوش)، أي كيف عاش من سبقكم من الأجيال في القوات”.

وختم:” أنتم أصحاب تاريخ كبير، ويجب أن تطلعوا عليه. لا تلتفتوا إلى من يروجون الأكاذيب والنفاق في هذا البلد، بل اطلعوا بجدية على الحقيقة. انظروا إلى رفاقكم الذين ناضلوا بين عامي 1994 و2005، وانظروا إلى من سبقهم في الحرب من العام 1975 إلى ال 1990، وعودوا أكثر فأكثر إلى الوراء، لأن عمرنا، صراحة، ليس خمسين عاما، بل ألف وخمسمئة عام. جيل بعد جيل، وفي كل مرحلة كان لنا اسم مختلف، واسمنا اليوم هو القوات اللبنانية. لذلك أقول لكم: القوات أمانة عظيمة وثمينة في أعناقكم، وعلى كل منكم أن يحافظ عليها بكل ما أوتي من إيمان وجهد”.

وكان الطلاب قد فاجأوا جعجع عند دخوله القاعة بقالب حلوى لمناسبة عيد ميلاده فقطع القالب معهم، وقال لهم: “صراحة، منذ خمسين سنة وحتى اليوم، هذا أجمل عيد ميلاد فاجأني به أحد، لأنه جاء بغفلة و(هجوم) غير منتظر على الإطلاق، ولمناسبة جميلة جدا، فشكرا جزيلا على عاطفتكم هذه”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى