آخر الأخبارأخبار دوليةأوروبا

هل سيُجدد رحيل الملكة إليزابيث الثانية النقاش حول استقلال أسكتلندا عن بريطانيا؟


نشرت في: 13/09/2022 – 14:10

يعتقد بعض المحللين السياسيين والمراقبين أن رحيل المملكة إليزابيث الثانية قد يجدد النقاش المحتدم حول استقلال أسكتلندا عن بريطانيا، في ظل عدم تمتع الملك تشارلز الثالث  بشعبية والدته الواسعة. ويحوم الشكك في قدرة العاهل الجديد على الحفاظ على أسكتلندا ضمن بريطانيا خاصة مع ارتفاع شعبية الحزب الوطني الأسكتلندي المنادي بالاستقلال والحاكم منذ 2007. وكانت هذه المقاطعة قد صوتت بنسبة 62 % للبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.

ربطت وفاة الملكة إليزابيث الثانية في أسكتلندا تاريخ هذه المنطقة بالمملكة إلى الأبد، إلا أن رحيلها يجدد أيضا النقاش المحتدم حول استقلال هذه المقاطعة البريطانية.

في العاصمة ادنبره إلى حيث وصل نعش إليزابيث الثانية الأحد، نصبت حواجز حديد لاحتواء الحشود التي أتت لإلقاء تحية أخيرة على الملكة الراحلة. ورفعت صور إليزابيث الثانية في كل أرجاء العاصمة الأسكتلندية من واجهات المتاجر إلى الألواح الإعلامية.

 لكن هل سينجح الملك تشارلز الثالث الذي لا يتمتع بشعبية والدته الواسعة، في تجسيد هذه الشخصية الضامنة لوحدة الأمة؟ يشكك بعض المعلقين السياسيين والخبراء في ذلك، معتبرين أن فترة الحداد قد تؤدي إلى تراجع في العلاقات المشدودة أصلا.

وقال خبير القانون وأستاذ القانون الدستوري آدم تومكينز لصحيفة “ذي هيرالد” إن “انتقال التاج مرحلة تتسم بالهشاشة” في حين تزداد الحركة الاستقلالية في أسكتلندا  زخما في السنوات الأخيرة.

“الاتحاد في خطر لاأكبر”

وازدادت شعبية الحزب الوطني الأسكتلندي المنادي بالاستقلال والحاكم منذ 2007 في أسكتلندا بعد البريكست إذ ان هذه المقاطعة البريطانية صوتت بنسبة 62 % للبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.

ورغم رفض الحكومة البريطانية المتكرر، أعلنت رئيسة الوزراء الأسكتلندية نيكولا ستورجن نهاية حزيران/يونيو أنها تريد تنظيم استفتاء جديد حول الاستقلال في 19 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وستبحث المحكمة العليا البريطانية في هذا القرار في 11 تشرين الأول/أكتوبر و12 منه.

وسبق ان أجري استفتاء حول هذه المسألة في العام 2014 وقد اختار 55 % من الناخبين البقاء ضمن المملكة المتحدة. إلا أن الحزب الوطني الأسكتلندي يرى أن المعطيات تغيرت، ووفاة الملكة التي كانت رمزا للاستمرارية قد توفر للاسكتلنديين سببا آخر لتأييد الاستقلال.

وقال الصحافي أندرو نيل في صحيفة “ديلي ميل”: “الاتحاد (بين أسكتلندا وبقية المملكة المتحدة)  هو على الأرجح في خطر أكبر الآن مع رحيلها. الملك تشارلز يحب أسكتلندا مثل الملكة. لكنه لا يملك سلطتها بكل بساطة”.

من جهته، رأى الصحافي الأسكتلندي أليكس ماسي في صحيفة “ذي تايمز” أن “بعض الأسكتلنديين يعتبرون أن نهاية هذه الحقبة تشكل فرصة طبيعية لانطلاقة جديدة”.

علاقة خاصة للملك الجديد مع أسكتلندا

ورغم ميله الاستقلالي، لا يدعو الحزب الوطني الأسكتلندي بالضرورة إلى قطيعة تامة مع العائلة الملكية. فقد سارعت ستورجن الخميس إلى التقدم بـ” أصدق التعازي” عند إعلان وفاة الملكة مشيدة بحياة “التفاني والخدمة الرائعة” التي قدمتها.

واستحدث مؤسس الحزب رئيس الوزراء الأسكتلندي السابق أليكس سامند عبارة “ملكة الأسكتلنديين” وأقام روابط وثيقة مع تشارلز عندما كان أميرا.

ويقيم الملك الجديد علاقة خاصة مع أسكتلندا. فإلى جانب ميله لارتداء التنورة الأسكتلندية، أمضى تشارلز الثالث جزءا من مراهقته في مدرسة داخلية شديدة الصرامة في المقاطعة حيث يملك دارات عدة.

ورأت بعض الصحف المحلية مثل “ديلي ريكورد” أن التزامه المعروف بالقضايا البيئية يشكل فرصة لأسكتلندا، آملة أن يدفع العاهل الجديد المقاطعة إلى التخلي عن مناجم الفحم وماضيها الصناعي لتصبح محركا لمصادر الطاقة الخضراء.

إلا أن الأسكتلنديين يبقون “أكثر تحفظا حيال آل ويندسور من الناخبين الانكليز” على ما أشار الصحافي أليكس ماسي داعيا نيكولا ستورجن إلى الإصغاء إلى “صوت الواجب” لتوفير “مستقبل جمهوري لأسكتلندا”.

وأيد 45 % منهم فقط النظام الملكي خلال استطلاع للرأي أجراه مركز الأبحاث “بريتش فيوتشر” في حزيران/يونيو قبل يوبيل الملكة في حين أيد 36 % الانتقال إلى نظام جمهوري.

فرانس 24 / أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى