آخر الأخبارأخبار محلية

محفوظ: زيارة البابا الأميركي تحمي لبنان

اعتبر رئيس “المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع” عبد الهادي محفوظ ان “الأولوية الأميركية حاليا هي لتكريس “حل سلمي في غزة” حيث سيكون هناك انتشار عسكري ملحوظ للقوات العسكرية الأذربيجانية وترحيب بوجود عسكري مصري وإماراتي واستبعاد الحضور العسكري التركي والقطري في محاولة أميركية لتفادي دور ما “للأخوان المسلمين”. ففي التوجه الأميركي “البعيد” هناك سعي لإلغاء أدوار اليمين الديني المتطرف عند السنة والشيعة واليهود تحقيقا “لعالم ابراهيمي” وفقا للرؤية الأميركية”.

وقال:” في الأولوية الأميركية لموضوع غزة وإقامة “العالم الابراهيمي” ، لبنان متروك على حاله إلى شهر شباط القادم مع طرح غير جدي يعبر عنه المبعوث الأميركي توم باراك ونتنياهو حول استبعاد “المفاوضات غير المباشرة”. فهذا الأمر هو لتقطيع الوقت وإيجاد “حالة ستاتيكو” والدفع باتجاه علاقات متوترة بين المكونات اللبنانية. وإنما بداية من أول السنة الجديدة سنلمس توجها أميركيا مغايرا من السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى الذي عمليا سيترأس الوفد الأميركي للمفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل ولبنان على غرار ما تم بالنسبة لترسيم الحدود البحرية تبعا لما فعله هوكشتين. وهذا يعني أن ما يردده توم باراك لا يعبر في الواقع الفعلي عن الإرادة الأميركية الحقيقية والخفية خصوصا وأنه يصيغ بياناته استنادا إلى الفرضيات الاسرائيلية التي تحاول أن توحي أن اسرائيل هي الفاعل الأساسي في المنطقة وأن شخص نتنياهو هو المقرر لا شخص دونالد ترامب”.

أضاف:”خلافا لما تروج له الحكومة الاسرائيلية من أنها تؤثر مفاوضين مدنيين من دون مشاركة عسكريين في التفاوض فإن المعلومات تشير إلى أن نتنياهو كان يفضل أن يترأس الوفد الأميركي قائد المنطقة الوسطى “العسكري” الأدميرال براد كوبر بدلا من السفير ميشال عيسى “المدني”. لكن ترامب أصر على ميشال عيسى وفوضه صلاحيات واسعة بحكم ثقته به ولمعرفته بأنه يبلغه كل شيء آخذا في الإعتبار المصلحة الأميركية أولا. ولذا لا يثق اليمين الديني اليهودي بميشال عيسى ويعتبره سلفا متعاطفا مع لبنان وجنسيته اللبنانية الأولى. لا شك أن ترك الأمور على حالها إلى أول السنة الجديدة تجعل من شهر ١١ (تشرين الثاني) صعبا على لبنان كون اسرائيل ستمارس أقسى ما يمكن لها من ضغوط عسكرية كما ستحاول اغتيال قيادات عسكرية وأمنية من حزب الله. غير أنها تدرك أن هذه القيادات تأخذ أقسى الإحتياطات وتعمل على احتمالات عدة بما فيها المواجهة العسكرية في حال شاءت الحكومة الاسرائيلية توسيع دائرة احتلالها في الجنوب أو حاولت إنزالا عسكريا في البقاع والضاحية”.

تابع:”المهم أن لبنان يرتكز في مقاربته للوضع إلى موقف متماسك قائم على “تفاهمات نهائية” لبنانية بين الرؤساء الثلاثة. رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس المجلس النيابي المحامي نبيه بري ورئيس الحكومة الدكتور نواف سلام. من هنا تسقط الرهانات الخارجية أو المحلية على خلافات بين الرؤساء الثلاثة أو على فتنة داخلية بين المكونات في ظل إمساك الجيش اللبناني للوضع الأمني والحؤول دون إشعاله داخليا. أما عن تعاطي الفاعل الأميركي الاساسي في المنطقة فهو إلهاء القوى الدولية والاقليمية بتعارض مواقفها وجعلها جميعا تحتكم إلى مرجعية البيت الأبيض : إلهاء روسيا وأوروبا بالخلاف حول مستقبل أوكرانيا. تفويض روسيا أميركيا في سوريا لترتيب الأوضاع لصالح التسوية الأميركية في دولة مركزية تجمع ٤ مكونات سنية وعلوية – مسيحية وكردية ودرزية. ولكن هناك حدود للتحرك الروسي أميركيا في التعاطي مع هذه الكيانات. فلا العلوي يثق بالروسي لأسباب اتهامه بالشراكة بإسقاط النظام السابق. ولا السني ينسى دور الطيران الروسي والجيش الروسي في مرحلة فك الحصار عن النظام في حلب وتدمر وأدلب ولا الدرزي كان مطمئنا للروسي خلال الإشتباكات الأخيرة في السويداء. وأيضا يلهي الأميركي تركيا واسرائيل بالتنافس على سوريا كما أن البيت الأبيض  أقام حديثا قاعدة عسكرية مهمة في تدمر تشرف على الحدود السعودية والأردنية وتشترك مع المنطقة الكردية وتتواصل مع قاعدة الدنف وقريبة من حمص. من هنا لبنان عليه أن ينتظر التحولات القادمة في سوريا سلبا أو ايجابا وأن يتعامل ببراغماتية معها دون المجازفة بحسابات خاطئة أو بردود فعل غير محسوبة”.

ختم :” زيارة البابا إلى لبنان تضع حدا للاعتداءات والإغتيالات الإسرائيلية على الجنوب والبقاع والضاحية. بل تتوقف قبل أسبوع من وصوله. فهذه كانت شروط البابا الأميركي الجنسية والولاء على البيت الأبيض. وفي كل الأحوال الحسابات الأميركية الخفية هي النفط والغاز في المنطقة وفي لبنان الذي يبدو أنه يملك ثروة غازية كبيرة ومنافسة. وهذه ورقة قوة للرؤساء الثلاثة في التفاوض”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى