وداع حاشد لطليع حمدان في عين عنوب بحضور شيخ العقل ووفود سياسية وثقافية

أضاف: “استحقّ طليع حمدان أن يكون شاعرَ الجبل والوطن ودنيا الاغتراب، شاعرَ الفخر والمجد وشاعرَ الرقّة والعاطفة بشعره المُتدفِّقِ كالشلّالِ الرقيقِ كما النسيم، والحاملِ في أبياتِه فلسفةَ حياةٍ وتوقاً دائماً للسفر والإبداع، بصُوَرٍ قلّ أن تتهيَّأَ لشاعرٍ آخرَ، أكانت فخراً أو تصويراً ووصفاً، أو مدحاً لطيفاً وتغزُّلاً أو تحدّياً عنيفاً أو رثاءً من القلب والوجدان”.
وقال الوزير السابق الغريب: “أبدأ الكلام بنقل تعازي الأمير طلال أرسلان الحارة إلى اللبنانيين عموماً وإلى مشايخنا الأفاضل وأبناء الجبل وأهل عين عنوب وإلى عائلة فقيدنا الكبير الشاعر أبو شادي طليع حمدان رحمه الله. في هذا النهار الحزين تخشع الكلمات وتلين الأصوات ويصعب على الحروف أن تؤدّي ما تعجز عنه القلوب. نقف في عين عنوب في حضن هذا الجبل العربي الأصيل حيث ترعرع طليع وأنشد قرى وساحات وتراب وأبطال وأرض ووديان وتلال هذا الجبل الذي أحب. أنشدهم أشعارا وقصدانا وأناشيدا تفيض عزّة وكرامة وأصالة وأصبحت جزءا من ذاكرتنا ومن هويتنا اللبنانيّة العربيّة. اليوم لا نودّع شاعراً زجليّاً عاديّاً، بل نودّع مرحلةً مشرقةً مشعّةً عزيزةً من تاريخنا، كيف لا وكان طليع جزءا من هذا التاريخ ومن مأساتنا وصبرنا وأحزاننا وأفراحنا وانتصاراتنا، عاش معنا في أصعب الظروف وأحلك الأيام فكان يشعلنا بقصائده ويوقد معنوياتنا بعنفوانه ورافقنا في انتصاراتنا فكان خير من أنصف وتغنّى بهذه التضحيات وهذه الأرض وبطولاتها. فأصبح في ذاكرتنا نردّد أشعاره في سهراتنا وأفراحنا وأحزاننا وكأنه أنزل علينا كتابه المقدّس، وكنا جميعاً من حافظيه مردّديه. اليوم لا نودّع شاعراً عاديّاً بل نودّع صوت جبل ما انحنى يوماً فكان صوت الجبل وصدى الأرض ووجدان الناس. (الوكالة الوطنية للإعلام)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





