آخر الأخبارأخبار محلية

الوكالة الوطنية للإعلام – APL  أطلقت من بكركي مشروع “دروب لبنان” الراعي: المزارات الدينية مصدر سلام وتقوى ومنبع اقتصادي للوطن وزيرة السياحة: رحلة تأمل روحي وفرصة لاستعادة السلام الداخلي

وطنية – نظمت مؤسسة “تنمية الحج والسياحة الدينية” في لبنان APL المنبثقة من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، بالتعاون مع وزارة السياحة في لبنان، واحتفالا بالسنة اليوبيلية في الكنيسة الجامعة لعام 2025 بعنوان “حجاج الرجاء”، مؤتمرا  في الصرح البطريركي في بكركي عن “المسارات والدروب الجبلية الدينية” في لبنان أطلقت خلاله مشروع “دروب لبنان” “Caminos Lebanon”  برعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وزيرة السياحة لورا الخازن لحود، رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر والأمين العام للاتحاد جان بيروتي،ولفيف من المطارنة والرؤساء العامين والرئيسات العامات والكهنة والراهبات والجمعيات والمؤسسات المسؤولة عن الدروب في مختلف المناطق اللبنانية وحشد من الفاعليات.

بعد النشيد الوطني استهل المؤتمر بكلمة المنسقة العامة الدكتورة سوزي الحاج التي رحبت بالحضور وبوسائل الإعلام الأمينة على نقل صورة لبنان برجاء جديد كما وصفه البابا القدّيس يوحنا بولس الثاني، وخصوصا فريق العمل الموفد من مكتب الفاتيكان في روما من قبل EWTN أكبر شبكة إعلام للكنيسة الكاثوليكيّة في العالم، بالإضافة الى شكر خاص لـ “الوكالة الوطنية للإعلام” وباقي المؤسسات الإعلامية لحضورها وتغطيتها اللقاء.

علوان

وكانت كلمة لرئيس APL الأب خليل علوان قال فيها:” في إطار السنة اليوبيلية 2025 التي أعلنها قداسة الحبر الأعظم، بعنوان “حجاج الرجاء”، وفي مناسبة الاحتفال بمرور ثمانية عشر سنة على تأسيسها، تطلق مؤسسة تنمية الحج والسياحة الدينية في لبنان APL مشروع دروب لبنان Caminos Lebanon . اسمحوا لي في مستهل هذا المؤتمر، ان اعرف باقتضاب عن مؤسسة APL: يتميز لبنان عن سواه من البلدان المجاورة، الى جانب ما يتمتع به من ثروة طبيعية ومناخ طيب ومواسم اصطياف، بانه بلد القديسين وبلد الرسالة. لقد مر يسوع في صور وصيدا، وعقدت المجامع الكنسية في بيروت وطرابلس وصور، وعاش النساك في المغاور والمناسك وتقدس الرهبان في الاديار. ولا تزال وادي قاديشا والعاصي، وعجائب القديس شربل ورفقا ونعمة الله ويعقوب الكبوشي، والأب المكرم بشارة مراد والبطريرك الياس الحويك والبطريرك اسطفان الدويهي، شاهدة على قدسية هذا البلد. فقد غدا لبنان، بفضل قديسيه، بلد الحج والسياحة الدينية بدون منازع. فكان من الطبيعي ان تتضافر جهود القيمين على هذا الإرث الديني الكبير والسياحي بامتياز لنشوء هذه المؤسسة.

أدركت الكنيسة المارونية أهمية هذا القطاع على الصعيدين الروحي والوطني، فاصدرت توصية بهذا الشأن في مجمعها البطريركي 2006، فأنشئت مؤسستنا عام 2007، لتكون بمثابة المرجعية الكنسية الصالحة لجميع المنظمات الحكومية وغير الحكومية، والنقابات، والجمعيات، والشركات والأشخاص المعنيين بالحج والسياحة الدينية. وهي مؤسسة غير سياسية ولا تتوخى الربح. وترتبط إداريا وروحيا بمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، ومعترف بها في الدولة اللبنانية. وتعمل بانفتاح وتنسيق وتعاون مع كل المعنيين في تنمية هذا القطاع.  خلال هذه السنوات الماضية شارك رئيسها بدعوة من الكرسي الرسولي في مؤتمرين عالميين ممثلا السياحة الدينية في لبنان: الأول في كامبوستيلا في اسبانيا والثاني في كنكون – المكسيك. والمؤسسة وهي عضو دائم في جمعية رؤساء المزارات الفرنكوفونية”.

تابع:”أصدرت كتابين حول السياحة الدينية، وتعاونت مع أصحاب المعالي الذين تعاقبوا على وزارة السياحة، فعملنا على تصحيح إصدارات الوزارة حول المواقع السياحية الدينية، وكوّنا بنك معلومات ل 165 مزارا مسيحيا، كما عقدنا مؤتمرنا الأول بالتعاون معها، في العام 2010. وشاركنا عام 2011 في ورشة العمل عقدت يومها في السرايا الحكومي. وفي العام 2017، عقدنا مؤتمرا في الجامعة الأنطونية حول التطوافات الروحية والمسيرات التي تقام في لبنان. وفي هذه السنة، التي نتوسم فيها مواسم سياحة دينية زاهرة، أردنا ان نسلط الضوء، من خلال هذا المؤتمر على الدروب الجبلية التي تتوجه في معظمها نحو المزارات ضمن إطار حج وإيفاء نذور. وقد أحصينا العديد منها، وهي تعد بالعشرات وتتماهى مع السنة الليتورجية للكنائس، ومنها ما هو شهري ومنها ما هو سنوي أو موسمي”.

 

أضاف:”إننا على يقين أن احياء هذه الدروب العديدة، التي وطئتها قدما السيد المسيح وسار عليها الرسل والقديسون وآباؤنا واجدادنا، تتحول الى مسارات حج وصلاة وخروج من الذات وتلاق انساني وروحي مع الآخر، وهذه المسارات من شأنها ان توقظ في الحجاج الرغبة في التعرف على التراث الديني والثقافي، والبيئي، وتعزز الاقتصاد وتنمية المناطق والأرياف. لذلك تطلق مؤسستنا اليوم مشروع Caminos Lebanon الذي هو من صلب أهدافها، ساعية أن تكون منصة جامعة لكل مشاريع الدروب اللبنانية.  وقد كلفنا الدكتورة نور فرا حداد بمسؤولية هذا المشروع، بالتنسيق والتعاون مع الدكتورة سوزي الحاج صاحبة الفكرة. يتضمن برنامج المؤتمر اليوم، الى جانب الجلسة الافتتاحية، أربع جلسات نستعرض خلالها نماذج عن العديد من الدروب. ونختتمه بجلسة تقييمية نعلن خلالها عن مؤتمرنا المقبل الذي سيعقد في الخريف المقبل”.

وقال:” أزف في هذه المناسبة بشرى سارة إلى أعضاءAPL وهي الحصول على مركز دائم للمؤسسة في رحاب مزار سيدة لبنان – حريصا. فللقيمين على المزار الشكر الجزيل”.

ختم: “أشكر وزيرة السياحة التي شاءت، أسوة بالوزراء الذين توالوا على الوزارة، أن تكون معنا اليوم لمتابعة مسيرة التعاون البناء لمصلحة الوطن بكل أطيافه. وأوجه عبارات الشكر والامتنان لصاحب هذه الدار، أبينا البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الكلي الطوبى الذي، بفيض من محبته وسخائه، استضاف مؤتمرنا ورعاه بحضوره. فلكم منا يا صاحب الغبطة أسمى عبارات الشكر والإمتنان”.

الخازن

وألقت الوزيرة الخازن كلمة قالت فيها: “يسعدني أن نجتمع صباح اليوم لإطلاق مبادرة دروب لبنان، برعاية كريمة من أبينا البطريرك، هذه المبادرة التي لا تسعى فقط لتنشيط السياحة الدينية المسيحية في لبنان، بل لإحياء ما هو أعمق وأكثر أهمية: إحياء علاقتنا الروحية بأرضنا وتراثنا، وربط اللبنانيين المقيمين والمغتربين مع أصالة قرى ومدن هذا الوطن العريق”.

أضافت:”دروب لبنان ليست مجرد مسارات للسير على الأقدام، بل هي رحلة تأمل روحي، وفرصة حقيقية لاستعادة السلام الداخلي الذي نفتقده في زحمة حياتنا اليومية. هي عودة إلى منابع الإيمان الأولى، وعودة إلى تاريخ الكنائس والأديار التاريخية المنتشرة في جبالنا وقرانا، إلى آثار القديسين الذين عبروا هذه الأرض المباركة، وإلى الأماكن التي زارها السيد المسيح وتلاميذه ومريم العذراء وباركوها ومن عليها. حين نسير هذه الدروب، نستذكر الماضي لكي نبني مستقبلنا على صخرة صلبة، عبر إعادة اكتشاف هويتنا اللبنانية الأصيلة. نعيد نسج العلاقة التي تجمع الإنسان بالأرض، ونعطي فرصة حقيقية لأهل القرى والبلدات المنتشرة على امتداد هذه الدروب، لكي يستفيدوا اقتصاديا من السياحة الملتزمة والمستدامة التي نحلم بها، والتي تنعش بيوتهم وتوفر لهم سبل العيش الكريم. هذه المبادرة هي أيضا تجسيد لدور لبنان التاريخي كملتقى للحضارات، ومركز حقيقي للحوار والتلاقي بين الأديان والطوائف. ما يجمعنا اليوم يتخطى كل الاختلافات، ويذكرنا بأن جمال طبيعتنا وروحانية أماكننا المقدسة هي عوامل قادرة على جمع القلوب والعقول، وإعادة توحيد ما فرقته الأزمات”.

تابعت:”أتطلع من كل قلبي إلى نجاح مبادرة دروب لبنان، وإلى أن تكون بداية لمزيد من التعاون والتكامل بين مختلف المسارات والدروب في لبنان. مسارات نرجو أن تشمل أيضا قريبا دروبا أخرى، تبرز التراثين المسيحي والإسلامي العظيمين على أرضنا، وأخرى مشتركة بين مختلف الأديان، تجسيدا لرسالة لبنان الحضارية. شكرا لغبطتكم، شكرا للقائمين على المبادرة، وشكرا لكم جميعا على حضوركم ودعمكم”.

الراعي

بدوره، رحب البطريرك الراعي بالحضور وقال: “في هذا اللقاء الجميل اليوم نجتمع للاحتفال بدروب لبنان “caminos lebanon” وهي مخصصة للسياحة الدينية وتحمل مواضيع وغايات اساسية، وعندما نزور هذه المواقع نكون نقوم بعمل روحي وايماني لأن هذه الدروب كلها دروب إيمان وقداسة وتحمل معنى الرسالة السماوية، وعندما يسير المؤمنون على هذه الدروب يكونون يعيشون التقوى الشعبية التي هي مصدر وقوة الإيمان، كما وان هذه الدروب هي دروب السلام، وكل مزار نصل اليه من خلالها ولبنان غني جدا بها نأخذ منه السلام الداخلي ونعود إلى بيوتنا حاملين لهذا السلام، واللقاء بين كل إنسان والله والقديسين هو أجمل وجه للبنان الحضاري والديني، وهذا مصدر السلام والايمان والتقوى، كما هو ايضا مصدر اقتصادي للبنان كما أشارت معالي الوزيرة”.

اضاف: “عندما تكون الدولة قادرة على مساعدة المعنيين من أجل تأمين الطرق اللازمة يكون هذا منبعا اقتصاديا للبنان، وكل هذا له معانيه العميقة. نحتفل اليوم بدروب لبنان والرجاء وبسنة اليوبيل الكبير والسنة المقدسة حتى نعيش ايماننا ونحيي صلاتنا  ونجد سلامنا ونساهم بقيام لبنان الاقتصادي،  ولما لا، لأن المزارات الدينية هي مصدر اقتصادي لهذا الوطن”.

وختم شاكرا “المعنيين والقيمين على هذه المزارات ولمؤسسة تنمية الحج والسياحة الدينية في لبنان وعلى رأسها الرئيس الأباتي خليل علوان على العمل الجبار الذي يقومون به”، آملا أن يكون هذا اللقاء مثمرًا”.

اختتمت الجلسة الإفتتاحية بفقرة التعريف بالمشروع وتصنيف الدروب في لبنان مع د. نور فرّا حداد المكلّفة بإدارة المشروع ضمن فريق تنفيذي يديره الأباتي خليل علوان رئيس مؤسّسة APL، ويضمّ الدكتورة سوزي الحاج صاحبة الفكرة والمنسّقة العامة في المؤسسة، وقالت فرا:

“إن دروب لبنان Caminos Lebanon هي دون شك مشروع وطنيّ يهدف إلى خلق شبكة تجمع بين الدروب الجبليّة الدينيّة المنتشرة على كلّ الأراضي اللبنانيّة. صحيح أن هذا المشروع يدخل بامتياز في إطار السياحة الدينيّة والحجّ الدينيّ، لكنه في الوقت نفسه يتداخل مع السياحة البيئيّة والثقافيّة والعائليّة والرياضيّة”…

كما أكّدت الدكتورة فرّا أن مشروع Caminos Lebanon سوف يجذب مختلف الأشخاص من عدّة إنتماءات ومن مختلف الأعمار والإمكانيات والقدرات”، مضيفةً: “طبعًا بإمكان كلّ شخص أن يختار الدرب التي تناسبه من حيث صعوبة السير على الأقدام ومن حيث مدّة المشي أو غيرها. والهدف من مشروعنا أن نعرّف على كلّ الدروب وأن نعمل على التنمية السياحية المستدام، من أجل دعم الحركة الاقتصاديّة في لبنان عمومًا والأرياف خصوصًا”.

ثم بدأت جلسات المؤتمر وحملت الجلسة الأولى عنوان مسارات الدروب الجبليّة الدينيّة وتتضمن ٨ دروب:

1. درب السما ودرب مار شربل، المهندس ادوار برجي 

2. دروب درعون، رئيس البلديّة الأستاذ نزار الشمالي

3. درب مريم (بشوات – دير الأحمر)، السيدة دنيا خوري

4. درب الدوار (كفرحونا)، الأب الياس صليبا

5. درب الرجاء لشبيبة ريّا (مزيارة)، دونا ماريا نضيرة، شربل وجوفاني لطيف

6. دروب جربتا وكفيفان، الأب ميشال اليان

7. دروب قاديشا، السيد جو فخري

8. دروب وادي الصليب (كفرديبان)، الدكتورة جوزفين زغيب

الجلسة الثانية كانت بعنوان مسارات دروب الصليب موزعة على ٣ دروب:

1. درب الصليب (ترتج)، الإعلاميّة جوزفين أبي غصن

2. درب الصليب (قرطبا)، السيدة كارلن حتّي

3. درب الصليب سمار جبيل (البترون)، الأب د. ايلي سعاده

الجلسة الثالثة بعنوان المسارات بحسب المواضيع وتتضمن

1. دروب على خطى المسيح (جنوب لبنان)، السيد سمير سركيس

2. درب التجلّي (جبل حرمون)، السيد بيار عطا الله

3. درب البشارة (أبرشية أنطلياس) السيد جوي روكز

الجلسة الرابعة تناولت المسارات الثقافيّة الدينيّة وفيها:

1. دروب زحلة الدينيّة، السيدة دانيال خيّاط

2. دروب غوسطا الدينيّة، المهندس سام قزيلي

3. دروب بشعله الدينيّة، المهندسة رانيا جعجع خواجه 

وفي الجلسة الختامية تمّ تقويم الدروب والمشاريع المستقبليّة وطرح إمكان التنسيق والتعاون، بالإضافة الى اعلان موضوع المؤتمر التالي الموسع حول مشروع Caminos Lebanon.

==== ج.س

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى