آخر الأخبارأخبار محلية

خطاب باسيل: كلّ طرف فهمه على طريقته!

كتب ميشال نصر في” الديار”: أطلّ رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من الـ “فوروم دو بيروت”، بخطاب لم يكن مجرد مهرجان حزبي، بل محاولة مدروسة لإعادة رسم هوية التيار في مرحلة حساسة من تاريخ لبنان السياسي، معيدا إحياء النقاش حول موقع تياره ودوره في المرحلة المقبلة. فموقع الخطاب الزمني، جعله، كإعلان تموضع جديد، يحاول من خلاله إعادة ربط التيار الوطني الحرّ بجذوره السيادية والإصلاحية، مع الحفاظ على خيوط التواصل مع حلفائه السابقين في محور المقاومة. تقصّد جبران باسيل تحويل مناسبة ١٣ تشرين الاول، الى محطة مفصلية في مسار اعادة التموضع، مقدما نفسه كصوت “الاعتدال السيادي”، الساعي إلى استعادة المبادرة المسيحية من جهة، وإعادة التوازن في العلاقة مع الثنائي الشيعي من جهة أخرى، دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة أو قطيعة نهائية.


Advertisement










مصادر سياسية مخضرمة، متابعة لمسيرة باسيل، رأت ان خطابه، يعكس بوضوح إدراكه لمحدودية الخيارات السياسية أمامه، إذ لم يعد قادراً على التماهي الكامل مع محور الممانعة بعد تبدّل المزاج المسيحي العام، ولا الالتحاق “بالمعارضة السيادية” التي تقودها القوات اللبنانية والكتائب، خشية خسارة الغطاء السياسي الذي وفره له تحالفه السابق مع حزب الله، من هنا، اتّسمت لغته بمزيج من المرونة والتمايز، محاولاً الجمع بين خطاب الدولة والإصلاح والسيادة من جهة، ومبدأ الشِرْكة والحفاظ على الاستقرار من جهة أخرى.
واشارت المصادر الى ان خطاب “الفوروم” حمل في العمق، رسائل متعدّدة الاتجاهات، ابرزها:
– إلى الداخل المسيحي، بأنه لا يزال زعيم تيار قوي قادر على حماية التوازن والتمثيل.
– إلى حزب الله، بأنه قابل للعودة الى التحالف ولكنّه يرفض أن يُختزل به، فهو يدرك أنّ أي قطيعة نهائية مع حارة حريك، قد تضعف موقعه الوطني.
– إلى المجتمع الدولي، بأنه شريك إصلاحي منفتح على التعاون بشرط احترام السيادة.
– إلى الناخب اللبناني، بأنه “صوت الدولة” التي تحاول النهوض من رماد الانهيار.
هذه التركيبة الدقيقة تطرح أسئلة حول حقيقة التبدّل في خطاب باسيل، عما اذا كان تحوّلا استراتيجيا نحو التوازن والسيادة، أم مجرد مناورة انتخابية هدفها إعادة التموضع عشية الاستحقاق النيابي، على ما تقول المصادر.
وسط ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل يمتلك باسيل فعلاً القدرة على ترجمة هذا التمايز إلى مشروع وطني جامع، أم أن خطابه سيبقى مجرّد مناورة انتخابية هدفها تحسين شروط التفاوض والتحالف في انتخابات ٢٠٢٦؟


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى