دريان: لنُعِد البناء بالإيمان والوحدة والأمل بالله والدولة

وبعد إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية التي تحمل اسم المسجد، قدم المفتي دريان للوزير القطري الغانم درع دار الفتوى عربون محبة وتقدير ووفاء وشكر، كما قدم للسفير سعود آل ثاني ووفد وزارة الأوقاف القطرية ميدالية دار الفتوى.
وتسلم المفتي دريان من الوزير القطري درع وزارة الاوقاف القطرية ومصحفا كبيرا.
وقال المفتي دريان: “إنها مُناسَبةٌ اليومَ ولا كُلّ المُنَاسَبَات، هي مُناسَبَةٌ جَامِعَة، فنحن نَجتَمِعُ في هذا الحَشْدِ المُبارَك، لافتتاحِ مَسجِدِ الإِمامِ محمدِ بنِ إدريسَ الشَّافِعِيّ رضي الله عنه، ونحن نَستَقبِلُ هذا الحَدَثَ المُهِمّ في الحياةِ الدِّينِيَّةِ للمسلمين، بحضورِ وَمُشارَكَةِ مَعالِي وَزيرِ الأوقافِ بِدولَةِ قطرَ الشقيقة، صاحِبَةِ الفَضلِ الكبير في إِقامَةِ مَوطِنِ العِبَادَةِ هذا” .
اضاف: “المساجدُ في الإسلامِ، هي الصُرُوحُ الدِّينيةُ التي تُبنَى على قواعِدِ الإسلامِ والإيمان ، وتَنمُو فيها مفاهيمُ الطهارةِ والنَّقاوَةِ النفسيَّةِ والقلبية ، وتَنتَفِي خِصالُ الحِقدِ المَذمُومَة ، والحَسَدِ والكراهيَة، بل تَنْبُتُ فيها قِيَمُ المَحَبَّةِ والأُخوَّةِ والتَضَامُن ، والتَّعاونِ على فِعلِ الخيرِ، ونشرِ العِلم، وحُسْنِ التَّعامُلِ مَعَ الآخَر” .
واشار دريان الى أنه “اليوم بِفَضلِ مَوَدَّةِ الأَشِقَّاءِ في قَطَر، وَمَسَاعِي أَهلِ الخَيرِ الآخَرِين، وَكُلِّ الخَيِّرِينَ وَالأَمَاجِد، يُضَافُ صَرحٌ إلى صُرُوحِ بَيروتَ المَحْروسَة، إلى جَانِبِ مَساجِدِ مُحَمَّدٍ الأَمِينِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، وَالمسجدِ العُمَرِيّ الكبير، ومسجد ومقامِ الإِمَامِ الأَوزَاعِيّ. بيروتُ تَستَحِقّ، وَيَكُونُ علينا أَنْ نَفعَلَ الكَثيرَ لِكَي نَستَحِقَّهَا”.
وقال: “ونحن نَفتَتِحُ هذا المَسْجِدَ في العاصمةِ بيروت، علينا أنْ نُبادِرَ بالعَودَةِ إلى اللهِ عَزَّ وجَلّ، وإلى طاعَتِهِ وَطَلَبِ رِضاه، وإلى أصالةِ الإسلام، وإلى رِسَالَةِ المَسجِدِ في الإسلام، فنَبنِيَ مَسَاجِدَنا على قواعِدِ الإِسلامِ والإيمان، التي لا تَعرِفُ حِقداً ولا كراهيَةً، بل مَحَبَّةً وأُخُوَّةً وتَضَامُناً” .
اضاف: “تشهدُ البلادُ اليومَ تحَوُّلاتٍ مُهِمَّةٍ في تاريخِها، يَجبُ التَّوَقُّفُ عِندَها، والتَّمَعُّنُ في أبعادِها، أمامَنا اليومَ فُرصةٌ ثَمِينَة، تُملِي علينا إعادةَ بِناءِ وَطَنِنَا، وَتَمْتِينِ وَحْدَتِنَا، مِنْ خِلالِ تعاوُنِنَا معَ أشِقَّائنا العرب. نَحنُ في دَارِ الفَتوَى، نَتَوَسَّمُ خَيراً بِتَفْعِيلِ العَمَلِ المُؤَسَّسَاتِيّ، الذي بَدَأَ مَعَ حكومةِ الإِنقاذِ والإِصلاح، فَالتَّفَاؤُلُ يَدفَعُ بِالإنسانِ نَحوَ التَّقَدُّمِ وَالعَمَلِ وَالنَّجَاحِ، وَتَجَاوُزِ المِحَن، وَالتَّفَاؤُلُ هُوَ الإِيمانُ الذي يُؤَدِّي إلى الإنْجَاز. لا شَيءَ يُمْكِنُ أنْ يَتِمَّ دُونَ الأَمَلِ وَالثِّقَةِ بالله، وبعدَها الأملُ بِالدولةِ وَمُؤَسَّساتِها الدُّستُورِيَّة” .
ورأى أن “المرحلةُ الدَّقيقةُ التي يَمُرُّ بها بلدُنا، تتطَلَّبُ وَعياً كامِلاً، وَوَطَنُنا لبنانُ أيها الإخوة، أحوَجُ ما يَكُونُ منَّا إلى اليَدِ الحانيةِ البانيَة، وإلى الكلمةِ الطَيِّبةِ، التي تُبَلسِمُ الجِراح، وتزرَعُ المَحَبَّةَ في النُّفُوس، وَتقتَلعُ البُغضَ والكَراهيةَ مِنَ الأعماق” .
وختم دريان: “بِاسمِ المسلمينَ واللبنانيينَ في لبنان، نُوَجِّهُ تَحِيَّةَ شُكرٍ وَتقديرٍ واحْتِرام، لسمو أميرِ دَولةِ قطر الشيخْ تَمِيمِ بنِ حَمَد آلْ ثاني وَحُكُومَتِه، وَوَزَارَةِ الأَوقَافِ وَالشُّؤُونِ الإِسلامِيَّةِ فيها، على دَعمِهَا السَّخِيّ، لِبِنَاءِ مَسجِدِ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ رضي الله عنه، الذي سَيَكُونُ مَنَارَةً لِلعِبَادَةِ ونَشرِ العِلم، وَالوَسَطِيَّةِ والاعْتِدَال، الذي هو رِسَالَتُنا الإسلامِيَّة، وَمَنْهَجُنَا في دَارِ الفَتوَى وَمُؤَسَّسَاتِها المُتَعَاوِنَةِ مَعَ كُلِّ شَرائحِ المُجتَمَعِ اللبنانِيّ ، لِيَبقَى هذا الوَطَنُ سَيِّداً حُراً عَرَبِيّاً مُستَقِلّاً”. (الوكالة الوطنية)
مصدر الخبر
للمزيد Facebook