تكنولوجيا

باحثون يكشفون .. معبد الكرنك أقدم بكثير مما ظنّ العلماء! – DW – 2025/10/10

تُعد أطلال معبد الكرنك بمدينة الأقصر بجنوب مصر، نافذة مميزة تمنحنا إطلالة مهمة على  حضارة مصر القديمة . وبعد عقود من التنقيب الأثري، تمكن الباحثون الأثريون من جمع ثروة من المعلومات عن تاريخ الإمبراطورية المصرية القديمة وسياساتها وثقافتها ومعتقداتها الدينية. ومع ذلك، لا يزال الخبراء مختلفين منذ زمن حول مسألة أساسية واحدة: العمر الحقيقي لمعبد الكرنك.

في دراسة حديثة، توصل فريق بحثي دولي إلىتقدير جديد لعمر معبد الكرنك ، أحد أبرز مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو. وكشفت التحليلات التي أُجريت على شظايا خزفية وعينات جيولوجية أن بدايات بناء الكرنك تعود إلى عصر الدولة القديمة بين عامي 2591 و2152 قبل الميلاد.

وأوضح الباحثون، في دراسة نُشرت في 6 أكتوبر/ تشرين الأول في مجلة Antiquity، أن تغيرات نهر النيل كانت دليلًا رئيسيًا في تحديد هذا التاريخ.

وقال كريستيان سترات، عالم الآثار في جامعة ساوثهامبتون والباحث المشارك في الدراسة: “كان عمر معبد الكرنك موضع نقاش طويل بين علماء الآثار، لكن نتائجنا الجديدة تحدد إطارًا زمنيًا  أكثر دقة  لأقدم فترات استيطانه وبنائه”، وفقًا لموقع Popular Sciences.

بين الأرض والماء

معبد الكرنك هو في الحقيقة عبارة عن مجموعة من المعابد وليس معبدا واحدا. وقد خصص لعبادة ثالوث طيبة (الاسم القديم للأقصر) المكون من آمون وموت وخونسو.  

ويقول الباحثون في دراستهم: “إن الجزء المدرّج، الذي تأسس عليه الكرنك، هو المنطقة الوحيدة المرتفعة المحاطة بالمياه التي تم تحديدها حتى الآن في منطقة طيبة”. 

 

بتوقيت برلين – تصفية الاستعمار: هل تعود التحف والآثار إلى أصحابها؟

To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video

ويرى الباحثون أن للواقع الجيولوجي لموقع الكرنك بعدًا دينيًا عميقًا. فأسطورة الخلق في النصوص المصرية القديمة تصف لحظة الخلق الأولى، حين تجلّى الإله كأرض مرتفعة خرجت من مياه البدء. وتشير نصوص الأهرام من أواخر عصر الدولة القديمة إلى هذا المفهوم، بينما تطوره نصوص التوابيت في الدولة الوسطى بفكرة “التل البدائي”، الذي يخرج من مياه الفوضى، والمعروف باسم “نون”.

ويعتقد الباحثون أن  موقع الكرنك تم اختياره لأنه يجسّد هذا التصوّر الكوني، رغم أن عوامل أخرى، مثل قربه من المستوطنات المقابلة، كانت حاسمة أيضًا. فمع انحسار فيضان النيل كل عام، كانت الجزيرة تبدو وكأنها ترتفع من الماء، لتعيد مشهد الخلق الأول.

تحيط بالتراس الرئيسي للمعبد أرض منخفضة ترتفع نحو 71 مترًا فوق مستوى البحر، كانت تغمرها مياه الفيضان سنويًا. ومع انحسارها، تتسع مساحة  الجزيرة الموسمية بشكل واضح، ما يعزّز الإحساس بأن الأرض تنهض من الأعماق.

الكرنك وتجسيد الكون

حلل سترات وزملاؤه 61 عينة من رواسب الكرنك وعشرات الآلاف من القطع الخزفية لتحديد كيف أثر نهر النيل على بناء المعبد. وأُقيم أقدم بناء بالمعبد على جزيرة مرتفعة بين قنوات النيل، لكن قبل حوالي 2520 قبل الميلاد كانت فيضانات النهر تمنع إقامة مبانٍ دائمة. ومع مرور الوقت وتباعد القنوات، أصبحت هناك مساحات أوسع للبناء.

وقال دومينيك باركر: “ساعدت قنوات النهر في تحديد أين وكيف تطور المعبد، مع إقامة مبانٍ جديدة فوق مجاري الأنهار القديمة بعد امتلائها بالطمي”.

ويعتقد علماء الآثار أن السنوات الأولى لمعبد الكرنك تعود على الأرجح إلى عصر  المملكة المصرية القديمة ، أي قبل حوالي 2500 سنة. وتدعم شظايا الفخار هذا التقدير، إذ يعود أقدمها إلى الفترة بين 2305 و1980 قبل الميلاد. وأوضح باركر أن هناك دلائل على تنسيق معماري، كما ساعد ضخ رمال الصحراء في القنوات المتسعة على توفير  مساحة إضافية للبناء ، وفقًا لموقع Study Find.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى